نور شيشكلي مؤلفة الرحلة: أتعاطف مع شخصية أسامة

أمنية الغنام

“الرحلة” عملٌ درامي مختلف، أثار شغف المشاهدين، فهو يقدم لهم توليفة من الغموض والتشويق مع الخوف والقلق وحالة من الترقب والتوغل في بحور النفس البشرية مع مجموعة شخصيات العمل، وكيف للتجارب التي نعيشها في طفولتنا أن تغير مجرى حياتنا وتتحكم في قراراتنا وتصرفاتنا.

ليخرج للنور مثل هذا العمل فأنت أمام كاتبة محترفة لديها القدرة على نسج شخصياتها وربط المشاهدين بها لحد التعلّق.

إعلام دوت أورج” تواصل مع الكاتبة نور شيشكلي صاحبة “الرحلة” للوقوف على بعض جوانبها، وكانت تلك أبرز تصريحاتها:

 

1– كل ما مررت به في طفولتي هو الذي شكل شخصيتي ووعي خاصة الأليم منها، فلم يتجاوز عمري حوالي ٨ سنوات حين تعرضت لحادث حريق ترك عندي بعض التشوهات والندبات الجلدية التي ما زالت موجودة حتى الآن، وعانيت فترة علاج طويلة لم أعِ فيها معنى أن تكون طفلاً مشوهاً، ومنعت وقتها من الذهاب إلى المدرسة أو الخروج في الشارع حتى أتممت نسبة الشفاء بحوالي ٨٠٪؜، كما أنني  بنت الحرب السورية فقدنا منازلنا وأسرنا بشكل كامل واضطررت لترك سوريا والانتقال للعيش في لبنان.

2– جاءت فكرة الرحلة بالأساس من قصة “رانيا” التي تجسد دورها ريهام عبدالغفور، بطلة العمل، التي تعيش قصة حب كبيرة مع “أسامة” الذي يقوم بدوره الفنان باسل خياط، بطل العمل، الذي عاش طفولة قاسية عندما شاهد والدته تهرب مع عشيقها وتتركه صغيرًا، فحتى يتجنب تكرار حدوث ذلك ولخوفه أن يفقد زوجته وابنته يلجأ لحبسهما بين جدران المنزل، وبداية هروبها من البيت، وهذا السجَّان هو بداية “الرحلة”، والنقطة التي يلتقي فيها كل شخص في العمل بكلا أسراره وصراعاته على رحلة الطائرة من بيروت للقاهرة.

3– كل شخصيات “الرحلة” كما هو حال الأعمال الدرامية موجودة من حولنا، فنحن جميعاً مرضى نفسيين بدرجات متفاوتة، أنا صادفت في حياتي وعلى أرض الواقع نماذج الرحلة وجاء دوري ككاتبة أن أحوّل حكاياتهم لخط وسياق درامي ضمن عمل فني.

نرشح لك : مواعيد عرض الرحلة لـ باسل خياط #مسلسلات_رمضان_2018

4– عندما أكتب السيناريو فأنا أراعي تماماً توصيف الشخصية وتفاصيلها وكل ما يتعلق بها من حيث تصرفاتها وطريقة كلامها وحالتها المزاجية، فأنا أتخيّلها مجسدة أمامي لحماً ودماً، ثم أنقل خيالي هذا للمُخرج وبرؤيته الخاصة يبدأ ببناء هذه الشخصية وملامحها في العمل الدرامي.

5– الطفلة سلمى من أصعب شخصيات الرحلة والعثور على طفلة تؤدي دورها كان بمثابة التحدي أمام المخرج حسام علي، فهي طفلة تُمثّل بعينها وقليلة الكلام كانت محبوسة منذ ولادتها وفجأة وجدت نفسها في تماس مع المحيط الخارجي.

6– لا أظن أن الفنان باسل خياط تردد في قبول دور “أسامة” وعندما مضى عقد المسلسل كنت أنا في القاهرة لمرحلة التحضير، وعلمت أنه قرأ الورق وأبدى إعجابه الشديد به، ولا أعتقد أنه واجه أي مشكلة مع أي مشهد في المسلسل حتى عندما ارتدى ملابس سيدات لأنه مبدع مجنون يذهب نحو الأقصى مقابل أن يقدم دوره بشكل احترافي مقنع.

7– الإسقاط في “الرحلة” جاء ليشمل كل لحظات حياتنا بالكامل فكل خطوة فيها نحن مجبرين عليها وكتب لها السيناريو بشكل إلهي منذ الولادة وحتى الوفاة.

8– قدّمت مجموعة من الأعمال العربية المشتركة ورغم ذلك تم الاستعانة بعمرو الدالي وأحمد وائل كمؤلفيين للرحلة لوجود تفاصيل حقيقية للشارع المصري لم أكن قادرة على التقاطها بشكل صحيح، فليس معنى أن تكتب عمل مصري هو أن تنطق شخصياته باللهجة المصرية وفقط، فالشارع المصري مُتغير، ودائماً ما تدخل عليه مفردات جديدة، من هنا جاء الاتفاق مع الشركة المنتجة للاستعانة بهما لإثراء الحوار، فكانا إضافة حقيقية للعمل.

نرشح لك : رحلة باسل خياط.. أن تصبح فنانًا “على نار هادية”

9– دائماً ما أتورط مع شخصيات قصصي فهم يتملّكوني دائماً حتى أنني مررت بلحظات القلق والخوف الفعلي في مشاهد المسلسل مثل مشهد ولادة رانيا ومشهد العشاء بينها وبين أسامة ومشهد وفاة والد آدم.

10– استغرقت حوالي سنة وشهرين لكتابة الرحلة، واخترت هذا النوع من الكتابة لأني أردت أن أقدم شيئًا مختلفًا على صعيد العمل، ونوع الدراما، غالباً لا يتطرق لها أحد على المستوى العربي، وهذا ما جعلني أقرأ كثيراً في علم النفس، والتوغل في حالات الاضطرابات النفسية، وجلست مع أطباء نفسيين وكانت معي طوال كتابة العمل طبيبة نفسية للمراجعة والاستشارة.

11– تعاطفت مع بعض شخصيات “الرحلة” لكن الأغرب أن تعاطفي جاء بشكلٍ أكبر فيما يتعلق بشخصية “أسامة” بطل العمل وأشعر أنه ظلم كثيراً مثله مثل باقي الشخصيات.

12– أنا أحب نيللي كريم وتابعت بعض حلقات مسلسلها “اختفاء”، كما أتابع الفنان عادل إمام في “عوالم خفية”، والمسلسل اللبناني “جوليا”، ولي مسلسل آخر في السباق الرمضاني بعنوان “مذكرات عشيقة سابقة” يُذاع على قناة “الجديد”.

13– الكتابة بالنسبة لي هي  موهبة بالدرجة الأولى تزداد بالقراءة والتجريب وكان لي ريادة بالقصة القصيرة على مستوى القطر العربي السوري وأول عمل عرض لي كان مسلسل  “أيام السراب” وهو خليجي مصري سوري لبناني شارك في كتابته مجموعة من الكتّاب، تم به افتتاح قناة “mbc دراما”، وعدد حلقاته بلغ ٢٤٠ حلقة، ثم بعد ذلك مسلسل “وجه العدالة” عن أروقة القضاء.