هبة محمد : هل تنقل لمياء صرخة الإعلاميين المطحونيين للرئيس؟

لاشك أن الإستجابة السريعة من قبل رئاسة الجمهورية لقصة لمياء حمدين مراسلة قناة أون تى فى التى التقط لها أحدهم صورة خلسة وهى تحمل طفلها بيد، بينما تقوم بأداء واجبها الإعلامى باليد الأخرى هو أمر محمود أثلج صدور غالبية من تابع القصة منذ بدايتها، وقد نقل المكتب الإعلامى للرئاسة تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسى للمياء تقديرا لها كأم قبل كونها مهنية حرصت على أداء عملها فى أحلك الظروف، واعدين إياها بتحديد موعد قريب يجمع بينها وبين الرئيس.

 
لم تكن تلك هى المرة الأولى التى يتجاوب فيها الرئيس مع هموم و أحلام شباب المهنة، فمنذ أسابيع ليست بعيدة حضر مندوب الرئاسة حفل زفاف الزميل محمد أبو عيطة مراسل قناة “سي بي سي” الذى عاش حلما منذ إرساله بطاقة دعوة للرئيس لحضورحفل زفافه وقد جاءت باقة الورود وبرقية التهنئة الموقعة من الرئيس، التى حملها المندوب لأبو عيطة بمثابة إستجابة لحلم لم يتحقق من قبل سوى فى فيلم جواز بقرار جمهورى.

 
دعوة زفاف أبو عيطة والبيان التوضيحى الذى أصدرته لمياء وصلا للرئيس بسرعة البرق، والإستجابة لهما ساهمت بشكل كبير فى إدخال السرور على الأول تعويضا له عن رحيل والده، وحماية الثانية من أى قرار تعسفى كان من الممكن أن تتخذه القناة فى ظل خطة التقشف التى تتبعها غالبية القنوات هذه الفترة ، ورغم إيجابية المشهد المتمثلة في السرعة والمتابعة الجيدة ومعاملة صغار الإعلاميين كما لو كانوا أسماء لامعة، إلا أن المتابع للمشهد الإعلامى عن كثف لابد أن يسأل سؤالا ربما سيقضى على أى إيجابية، بل سيحولها إلى مرارة لا يمكن أن يذهب أثرها دون أن يتم الإجابة عليه بكل شفافية… لماذا لاتصل كل الرسائل التى يرسلها صغار الإعلاميين يوميا عبر كافة الوسائل بنفس السرعة والجدية التى حدثت فى الواقعتين السابقتين؟ ومن ياترى المسئول عن تلك الإنتقائية فى إيصال الهموم والمشاكل لأناس من المفترض أن تكون مهمتهم الأولى هى نقل أوجاع البشر للجهات المعنية وإثباتها بالصوت والصورة؟!

 
ألم يرسل المصور الصحفى محمود شوكان برسالة تدمى القلوب قبل العيون من داخل محبسه الذى قضى فيه مايزيد عن ستمائة يوم لا تهمة له فيها سوى أنه حمل كاميرا قرر أن يوثق من خلالها أحداث فض رابعة؟ فما العائق إذا أمام وصولها للرئيس؟؟

 
وصول رسالة ذلك الشاب العشرينى الذى لا تعترف به لوائح نقابة الصحفيين بشكل رسمى باعتباره غير مقيدا بها إلى الرئيس لن تدخل عليه سعادة أو تساهم فى إعادة إستقراره المفقود فحسب، لكنها ستساهم أيضا فى وقف نزيف الأيام التى يقضيها شوكان فى ظلمة السجن ويضيع معها أجمل سنين العمر بلا ذنب أو جرم.

 
فلا منطق، ولا محاكمة، ولا قانون. مجرد تهم على ورق تم قذفه بها دون تحقيق ، هكذا جسد شوكان مرارة الظلم والتجاهل جيدا كما خطتها يداه من داخل محبسه تماما كأنه يلتقط صورة بكاميرته تحمل كل معانى الأسى و الألم.

 
فهل تفعلها لمياء حمدين وتحمل فى حقيبتها صورة مطبوعة لرسالة شوكان إذا ما إتصلت بها رئاسة الجمهورية لتحدد لها موعدا مع الرئيس لتطلعه عليها؟ هل ستقص له عن صحف قومية حولها رؤساء تحريرها إلى عزبة خاصة يعمل بها الصحفيون الغير معينون بنظام السخرة ؟ هل ستنقل له هتافات زملائها المفصولين من قناة سي بى سى دون وجه حق ودون صرف مستحقاتهم؟

 
أرجوكى يا لمياء افعليها وانقلى له صرخة الإعلاميين المطحونيين داخل السجون وخارجها، الذين ليس لهم نقابة تحميهم ولايرتكنون إلى أى مظلة؟.

 

اقرأ أيضًا:

 هبة محمد: الناصح الأمين تامر أمين!!   

 أول تعليق من ON TV والرئاسة على أزمة “المراسلة الأم”

 أشرف أبو الخير : من شباك المهنية الضيق .. حاسبوا لمياء حمدين  

 محمد عبده بدوي: قبل أن تحاسبوا …لمياء   

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا