إم تي إم وأصول "الكوم باك" - E3lam.Com

محمد حسن الصيفي

قبل يومين طرح فريق إم تي إم أحدث أغنياته “نفس الميعاد” بالاشتراك مع سارة مُنذر، الأغنية تتحدث عن الأمل والإصرار والعناد لبلوغ الحلم وتبدو ملائمة لمسيرة الفريق الغنائي التي كانت مليئة بالصراع ومتأرجحة بين اليأس والأمل.

مسيرة طويلة

في البداية ظهر إم تي إم كفريق غنائي جديد عام 2003 بألبومٍ مدوٍّ يحمل عنوان “أُمي مسافرة”، كان بمثابة انفجار، ثم تلا ذلك ألبوم “تليفوني بيرن” والذي حقق نجاحًا لا يقل عن الأول.

واختفى الفريق لأسباب قالوا عنها فيما بعد إنها كانت إنتاجية، ترك مصر على أثرها محمود عضو الفريق وسافر للخارج، وانشغل تاكي ومايكي بالحياة، وتبدلت كل الأحوال رأسًا على عقب في كل الملفات على المائدة المصرية ولا شك تلك المساحة الخاصة بالفن، ظهر أناس وغاب آخرون واختفت ظواهر وظهرت أُخرى.

حاول فيها الفريق العودة مرة أخرى بعد التخلص من المشاكل الإنتاجية بدءًا من عام 2010
فظهر تاكي منفردًا مع أحمد عدوية في “مدرسة الحياة” والتي نجحت نجاحًا كبير ونجح مقطع الراب الذي أداه تاكي لاستقرار الأغنية في أذهان الكثيرين حتى الآن.

ثم بدأ إم تي إم بشكل بسيط كأنه اختبار مبدئي للعودة بأغنية “الراب المصري” ثم “شجع مصر” و”لازم بكرة يبقى أحلى” مابين 2010 و 2011. وبعد فترة الغياب لمحمود عاد بضغط الجمهور الذي طالب بعودة الفريق بشكل أكبر وأفضل وبالفعل عاد محمود وعاد إم تي إم لتقديم “تهييس نسانيس” و “أغسل مواعين” وهما من نوعية أغاني الفانتازيا

العودة من الباب الكبير

غير أن كل ما سبق لم يحفل بما حملته النقلة التي واكبت فيلم “هروب اضطراري”، حيث قام الثنائي “تاكي ومايكي” بتقديم الأغنية الدعائية للفيلم بلقطات أكشن من أحداث الفيلم، الذي حمل نجاحًا باهرًا بإيرادات تاريخية، فنالت الأغنية من الحُب جانب، بل جانبًا كبيرًا فتخطت حاجز الثمانية ملايين مشاهدة على يوتيوب، وهو رقم رائع وكبير مقارنة بمتوسط أغنيات الفريق التي لا تصل لنصف مليون أو مليون مشاهدة على أقصى تقدير في الحالات الطبيعية.

خلاويص

بعدها واستثمارًا للعودة للحياة والتنفس الفني، قدم الفريق أغنية فيلم “خلاويص” للنجم أحمد عيد هذا العام، بالاشتراك مع أبو الليف، صحيح أنها لم تحقق النجاح الكبير ولم تلق عدد مشاهدات يذكر، لكنّها في حد ذاتها تعبر عن خطة إعادة تدوير العجلة لإم تي إم.

لماذا عادوا وكيف؟

بعد الاستعراض السريع لأغلب محطات الفريق، يتبقى السؤال لماذا عاد إم تي إم وكيف، في زمن يشبه الخلاط سمته الرئيسية أنه سريع التقلب؟.

1– السبب الأهم والأقوى أنه لم يستطيع أحد ملء الفراغ الذي تركه الفريق ثلاثي الأضلاع على الساحة، ظهرت المهرجانات لكن هيهات فالمقارنة ظالمة من الأساس، ما قدمه إم تي إم مطلع الألفينات كان مختلفًا، حتى لو جاءت أغلب الأغنيات خفيفة تتحدث عن الشباب ومشاكل الحب. لكن اللون الذي قدمه إم تي إم كان لطيفًا ومبهجًا للغاية ويخدم قطاعات واسعة من الشباب دون اللجوء لموجات الشعوذة المبهمة والمنحدرة المقدمة في لون المهرجانات الذي لا ينتمي بالتأكيد للشكل الشرقي الكلاسيكي ولا للشعبي الأصيل الضارب في تاريخ الفن المصري ولاحتى للشكل الغربي مثل موسيقى الجاز أو حتى شكل الراب الذي قدمه الثلاثي.

2– سبب آخر هام أن تاكي العضو الأبرز في الفريق لم يختفي بشكل كامل بل قدم عدة أغنيات ولو بشكل متباعد مع محمد عدوية مرة ومحمد محيي مرة، يتابع يفكر يخطط.. إلخ.

3– النوستالجيا؛ فحين تراقب تعليقات الجمهور على أغنيات الفريق الجديدة على يوتيوب أو الصفحة الرسمية ستجد أغلبها يصب في الترحيب بعودة الفريق مجددًا الذي ترك فراغًا لديهم. الترحاب يفوق التركيز على مدح أو حتى نقد الأغنيات، وهو ما يتماشى مع كونها مرحلة النوستالجيا بامتياز وهو التوقيت المثالي للعودة.

4– انطلاقًا من العنصر السابق، نجحت الخطة التي ربما اعتمد عليها الفريق وهي إعادة التدوير والظهور بكثافة مرة أُخرى كتمهيد لعودة أقوى بألبوم جديد بعد فترة انقطاع وبالفعل الفريق في الطريق الصحيح لذلك.

5– أحيانًا يحتاج الأمر في المجال الفني إلى السعي والاجتهاد، ليس عيبًا أن تجتهد وتسعى لتحصل على فرصة تستحقها لأن أغلب المجالات في مصر وخصوصًا المجال الفني يسير بطريقة البعيد عن العين بعيد عن القلب.