تفاصيل هجوم الخمسين دقيقة على سوريا

رباب طلعت

ما يُقارب الثمان ساعات مرت على العالم بأسره في ترقب لتداعيات الأزمة السورية، من بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن بدء العمليات العسكرية على دمشق، بمشاركة فرنسا وبريطانيا، والتي وصفها في كلمته فجر اليوم بأنها “دقيقة“، مؤكدًا أنها ردًا على الهجوم الكيماوي في نهاية الأسبوع الماضي على بلدة دوما، خارج دمشق، مبررًا تلك الضربات بأنها لردع الأسلحة الكيميائية.

نرشح لك: ترامب: يجري الآن ضربة دقيقة في سوريا

شهدت الضربة الثلاثية على سوريا والتي استمرت لساعاتٍ، وأعلن عنها في الثالثة فجرًا بتوقيت القاهرة، الكثير من التداعيات، يرصدها “إعلام دوت أورج” فيما يلي:

خطاب البيت الأبيض

في تمام الثالثة فجرًا بتوقيت القاهرة، ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خطابًا من قلب البيت الأبيض، للإعلان عن شن ضربات عسكرية “دقيقة” في سوريا، بالتعاون مع فرنسا، وبريطانيا، لمعاقبة النظام السوري المتهم بشن هجوم كيميائي ضد مدنيين في دوما.

تزامنًا مع خطاب “ترامب” تداولت أنباء عن سماع دوي انفجارات متتالية في العاصمة السورية دمشق.

البيان الرسمي السوري

بعد نصف ساعة من بدء الضربات، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، إن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا شنوا “عدوانًا” على الأراضي السورية، وأن الدفاعات الجوية بدأت بالتصدي له.

تزامنًا مع إصدار ذلك البيان، بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إطلاق مصطلح “العدوان الثلاثي” على الضربة، من خلال “هاشتاج” تم تداول أنباء الضربات عليه.

توغل الضربات

بدأت وكالات الأنباء العالمية في تداول أخبار الضربات التي وصفها البعض بأنها “هزت دمشق”، حيث أفادت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية، أن السفن الحربية في شرق البحر المتوسط هي من تقصف سوريا بصواريخ توماهوك، فيما أفادت وكالة “رويترز”، عن مصدرٍ مسؤول في أمريكا، بأن الولايات المتحدة تستخدم صواريخ كروز من طراز توماهوك في غاراتها في سوريا، وأضاف المسؤول أن الغارات تستهدف عدة أهداف في سوريا، دون أن يكشف عما إذا كانت طائرات أمريكية تشارك أيضًا في الهجوم.

بدأت الأنباء تضارب عن المواقع التي تم قصفها في سوريا، خاصة في ماهية المقار العسكرية، حيث كشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ”فرانس برس”، أن القصف استهدف مراكز البحوث العلمية وقواعد عسكرية عدة ومقرات للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في دمشق ومحيطها، بينما ذكر التلفزيون السوري بالإشارة إلى استهداف مركز البحوث العلمية في برزة، شمال شرقي دمشق.

من جانبها أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن 4 طائرات من طراز تورنادو شنت الهجوم باستخدام صواريخ ستورم شادو على منشأة عسكرية تقع على بعد 15 ميلا غربي حمص بعيدة عن أي تجمعات معروفة للمدنيين، أما باريس فقد أعلنت أن الضربات استهدفت المركز الرئيسي للأبحاث الكيماوية وموقعي إنتاج داخل سوريا.

في سياق متصل أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات الغربية لم تستهدف مواقع قريبة من القاعدتين الجوية والبحرية الروسيتين في سوريا، بحسب “سكاي نيوز عربية“.

نرشح لك: ساويرس عن حوار صلاح مع CNN: “شفته حلاوته يا ناس”

فيما تداولت أنباء عن استهداف مقار حكومية في حماة وسط سوريا، وهو ما نفته مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، لافتة إلى أن الدفاع الجوي السوري قوات الدفاع الجوي السورية أطلقت عشرات الصواريخ من مطاري المزة العسكري غرب العاصمة دمشق ومطار الشعيرات في ريف حمص وسط سوريا.

تصريحات الدول الثلاث بعد انتهاء ضربة الـ”50 دقيقة”

أُطلق على الضربة مصطلح “ضربة الـ50 دقيقة“، حيث إنها لم تستمر أكثر من ذلك، وبعد توقفها بدأت الدول الثلاث المشاركة فيها -أمريكا وفرنسا وبريطانيا- في التصريح عن نتائجها في وسائل الإعلام المختلفة.

ذكرت “رويترز” أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قال إن الضربات الجوية على أهداف في سوريا ”ضربة واحدة فقط“ هدفها إرسال رسالة قوية إلى الرئيس السوري بشار الأسد، موضحًا أنها جاءت لردع الرئيس السوري بشار الأسد مستقبلًا.

من جانبه، كشف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، أنه “تم تدمير البنية التحتية التي ستساهم في تراجع استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية وسوف تفقده قدرته على تطوير هذه الأسلحة” بحسب “سكاي نيوز عربية“.

من جانبها أعلنت وزارة الدفاع البريطانية إن الهجوم الذي شن على سوريا يوم السبت استهدف منشأة عسكرية من المعتقد أن الحكومة السورية تخزن فيها مواد كيماوية، وشن الهجوم أربع طائرات من طراز تورنادو، باستخدام صواريخ ستورم شادو على منشأة عسكرية تقع على بعد 15 ميلا غربي حمص بعيدة عن أي تجمعات معروفة للمدنيين.

فيما قالت تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا إنه لم يكن هناك بديل لاستخدام القوة لردع النظام السوري، وأرجعت أهمية الضربة الجوية مع الحلفاء بقولها: “لا يمكن أن نسمح بتآكل النظام الدولي، مشددة على أن النظام السوري هو المسؤول عن استهداف المدنيين في دوما بالسلاح الكيماوي، مؤكدة على أنه كان لا بد من ردعه، مؤكدة أن الضربة ليس مقصودا بها تغيير النظام السوري، ولكن الحد من قدرته على استخدام الأسلحة الكيمياوية.

نرشح لك: صور: نزوح أهالي الغوطة الشرقية في سوريا

تصريحات الجانب السوري وروسيا

الضربة الثلاثية المشتركة لم تلقَ قبولًا عند الجانب الروسي، حيث صرح السفير الروسي لدى الولايات المتحدة الأمريكية أناتولي أنطونوف، بأنها لن تمر بدون تبعات، مؤكدًا أن روسيا حذرت منها، لافتًا إلى أنها إهانة للرئيس فلاديمير بوتين، مشددًا على أن إهانة الرئيس الروسي غير مقبولة، مضيفًا: “الولايات المتحدة تمتلك أكبر ترسانة للأسلحة الكيماوية في العالم ليس لديها أي حق لتوجيه اللوم لأي دول آخرى“.

من جانبها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن الضربة شُنت على عاصمة دولة ذات سيادة تحارب الإرهاب منذ سنوات، مضيفة عبر “تويتر”: “يوجه الضربة طامح إلى الزعامة الأخلاقية في العالم معلنا استثنائيته فى الوقت الذى ظهرت فيه فرصة للتسوية السلمية“.

كما دعت روسيا إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، وأدان الكرملين “بأقصى درجات الحزم” هذه الغارات.

أما النظام السوري، فقال في بيانه صباح اليوم السبت، إن “العدوان” لم يحقق أهدافه وصواريخه تم التصدي لها وتدميرها، وذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” أنه تم التصدي لـ13 صاروخا وإسقاطها بمنطقة الكسوة في ريف دمشق، وأضافت أن “العدوان الثلاثي ضد سوريا انتهاك فاضح للقانون الدولي وكسر لإرادة المجتمع الدولي وسيكون مآله الفشل”.

فيما قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان لها: “تصدت منظومات دفاعنا الجوي بكفاءة عالية لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها، في حين تمكن بعضها من إصابة أحد مباني مركز البحوث في برزة الذي يضم مركزا تعليميا ومخابر علمية، واقتصرت الأضرار على الماديات، بينما تم حرف مسار الصواريخ التي استهدفت موقعا عسكريا بالقرب من حمص، وقد أدى انفجار أحدها إلى جرح ثلاثة مدنيين”.

في السياق ذاته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مراكز الأبحاث والمقرات العسكرية التي طالتها الضربات الغربية فجر السبت كانت خالية تماماً إلا من بضع عناصر حراسة، جراء تدابير احترازية اتخذها الجيش السوري مسبقاً.

أين بشار؟

نشرت الرئاسة السورية عبر الصفحة الرسمية على “تويتر” فيديو يظهر فيه الرئيس بشار الأسد أثناء وصوله لممارسة مهام عمله، بعد الضربة، صباح اليوم السبت، ودونت عليه عبارة: “صباح الصمود.. رئاسة الجمهورية العربية السورية“.