"مولانا" محروم من الجوائز في "جمعية الفيلم" - E3lam.Com

إسلام وهبان

تسعة أفلام مصرية تم اختيارها من بين 45 فيلمًا عرضوا خلال عام 2017، للمنافسة على جوائز الدورة 44 لمهرجان جمعية الفيلم السنوي -أحد أبرز المهرجانات المحلية للسينما المصرية- التي أسدل الستار عليها السبت 10 فبراير، في حفل الختام الذي أقيم بسينما رينيسانس، بحضور دكتور إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، ولفيف من نجوم السينما، وتكريم العديد من الفنانين.

نرشح لك: صور: تكريم عمر خيرت ومحمد سعد في حفل ختام مهرجان جمعية الفيلم

فيلم “الكنز” كان له النصيب الأكبر من الجوائز خلال هذه الدورة، بعد أن حصد 6 جوائز كأحسن فيلم بالإجماع، وأحسن إخراج لشريف عرفة، وأفضل ممثل دور أول التي ذهبت للفنان محمد سعد، وأفضل تصوير وأفضل ديكور وأفضل ملابس، أما جوائز لجنة التحكيم الخاصة، فقد حصلت الفنانة شيرين رضا على جائزة أفضل ممثلة، عن دورها في فيلم “فوتو كوبي”، والفنان ماجد الكدواني، كأفضل ممثل عن فيلمي “شيخ جاكسون”، و”الأصليين”، والفنانة سلوى محمد علي، كأفضل ممثل دور ثاني، عن فيلم “علي معزة وإبراهيم”، والفنان أحمد مالك، كأفضل ممثل دور ثاني عن فيلم “شيخ جاكسون”.

الغريب في هذه الدورة أن فيلم “مولانا ” الذي حصل على جائزة الجمهور وأعضاء جمعية الفيلم بأغلبية كاسحة، لم يحصل في المسابقة الرسمية سوى على جائزة أفضل أفيش، في مفارقة فريدة من نوعها، وكأن “مولانا” لم يقدم للسينما المصرية أفضل من الأفيش!! والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل هناك فجوة شاسعة بين ما يراه النقاد والجمهور؟!

فيلم “مولانا”، الذي عرض بمصر في مطلع يناير من العام الماضي، والمأخوذ عن أحد أهم الروايات التي صدرت خلال الأعوام الأخيرة، وهي رواية “مولانا” للكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، تصدر قائمة إيرادات الأفلام خلال عام 2017، بعد أن تجاوز حاجز 13 مليون جنيهًا، خلال 3 أشهر من عرضه، وهو رقم ليس بالقليل أمام فيلم بمحتوى يبتعد كثيرا عن الأفلام التجارية التي لا تهتم في أغلب الأوقات بما يقدم للمشاهد.

ليست فقط قصة الفيلم هي القضية -رغم كونها أحد أهم عوامل نجاحه- لكن المخرج مجدي أحمد علي، استطاع أن يستخدم أدواته بشكل جيد، والتحكم في كل تفاصيل الفيلم، سواء في السيناريو الذي قدمه، أو اختيار الممثلين والشكل النهائي الذي ظهر به الفيلم، كذلك الفنان عمرو سعد، بطل الفيلم، والذي كشف دور الشيخ حاتم الشناوي، عن جوانب لم نراها من قبل في موهبة “سعد”، وقدرته على تقديم صورة مغايرة في الدراما المصرية للشيخ الأزهري، إضافة إلى الحوار القوي والذكي لإبراهيم عيسى، والذي مزج فيه بين الكلمات الرنانة والحوار اللطيف الذي يظهر خفة دم الشخصية المصرية، فضلا عن مهارة أحمد بشاري “شيكو”، مدير التصوير، في الاهتمام بظهور الفيلم بهذا الشكل، والتركيز على تفاصيل دقيقة زادت من جماليات الصورة.

عوامل عديدة تضافرت لتجعل من “مولانا” فيلمًا غير تقليدي، يجمع بين كونه جماهيريا، يقدم عملا دراميا مشوقا ومثيرا للفكر، وكونه عملا سينمائيا بمواصفات فنية عالية تؤهله للمنافسة العالمية، وحصوله على العديد من الجوائز المحلية والإقليمية والدولية، والتي من أبرزها جائزة أفضل فيلم طويل بمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، وجائزة مهرجان واشنطن “DC”، لكن المدهش هو عدم التفات لجنة التحكيم بمهرجان “جمعية الفيلم” السنوي، سوى للأفيش فقط!!