بعد رحيله عن الحكومة.. أبرز 7 أزمات لـ"النمنم" في وزارة الثقافة

إسلام وهبان

أعلن مجلس النواب برئاسة الدكتور علي عبد العال، أمس الأحد، التعديلات الوزارية الجديدة، والتي شملت 4 وزارات كان من بينها وزارة الثقافة، التي تولت مسئوليتها الدكتورة إيناس عبد الدايم، خلفًا للوزير السابق حلمي النمنم الذي تولى الوزارة في سبتمبر عام 2015.

لا يمكن لأحد أن ينكر الإسهامات التي قدمها “النمنم”، للمكتبة العربية من خلال مؤلفاته التي تميل للجانب الوثائقي والتاريخي، لكن إسهامات الوزير السابق في المجال الثقافي لم تكن بنفس القدر بعد توليه وزارة الثقافة في عام 2015. فبالرغم من كثرة جولات وزيارات “النمنم” وحضوره بمختلف الفعاليات والمناسبات الثقافية خلال توليه الوزارة، إلا أنه التزم الصمت بالعديد من المواقف والأزمات التي تتعلق بالوزارة وبمنصبه، والتي حاول إعلام دوت أورج، أن يبرزها فيما يلي:

1- فشل تنظيم المهرجانات.. “المهم النية”

اعتاد الكثير على وجود بعض المشاكل التنظيمية في المهرجانات الكبيرة، إلا أن سوء التنظيم الذي شهدته الدورة 38 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لم يسبق له مثيل، فبخلاف حفل الافتتاح والسجادة الحمراء التي تحولت إلى “فرح شعبي”، وإثارة بعض الفنانين المغمورين للجدل، وعدم استضافة فنانيين أجانب بالمهرجان، وسوء معاملة الصحفيين وبعض الفنانيين، إلا أن سوء التنظيم وصل إلى عراك وسباب بين عدد من “البودي جاردات” التي تم الاستعانة بهم لتأمين المهرجان، وذلك بسبب دخول فيلم لصاحب شركة مقاولات، المسابقة الرسمية على نحو مفاجئ والتساهل مع إحدى الشركات الخاصة التي فرضت سطوتها على الدورة بالكامل. وبالرغم من كل هذه المشاهد التي تسيء لصورة مصر، لم يكن في يد وزير الثقافة السابق حلمي النمنم، سوى تجديد الثقة في اللجنة المنظمة التي ترأسها الناقدة ماجدة واصف، والإبقاء عليها لتنظيم الدورة 39 للمهرجان، والتي أعلنا استقالتها بعد نهايتها مباشرة.

.

سوء التنظيم لم يكن فقط بمهرجان القاهرة، ففي الدورة 32 لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، لدول البحر المتوسط، سيطرت حالة من سوء وفشل التنظيم، تسببت في الإساءة إلى سمعة مصر، والتي كان من أبرزها عدم حجز أماكن للوفود الصحفية وضيوف المهرجان ليلة افتتاح المهرجان، كذلك عدم توفير وسائل لنقلهم من أماكن إقامتهم إلى مكتبة الإسكندرية، فضلا عن العديد من المشاكل التي ظهرت خلال أيام المهرجان، وبالرغم من كثرة الانتقادات إلا أن “النمنم”، لم يحرك ساكنا.
.

نرشح لك: “تاكسي” ينقذ حنان مطاوع في مهرجان الإسكندرية

المهرجانات المصرية.. لا شيء بعد السجادة الحمراء!

 .

2- الأفروآسيوي.. “على مسئوليته”

شهد المهرجان الأفروآسيوي، الذي أقيم في الأيام الأولى من شهر سبتمبر الماضي، بمدينة شرم الشيخ، حالة كبيرة من الفوضى بدأت بعدم توفير أماكن للجنة التحكيم، تلاها عدد من الاتهامات بين أعضاء اللجنة المنظمة وعلى رأسهم مديرة المهرجان خلود هاشم، وصلت الاتهامات بالنصب ومحاولة تشويه اسم مصر، بعد فشل المهرجان، ليصبح أول مهرجان ينتهي قبل مدته، ليحسب أحد انجازات النمنم لكن بالسالب، بعدها تنصل وزير الثقافة السابق بشكل عجيب من معرفته بالمهرجان وعدم موافقة لجنة المهرجانات التابعة للوزارة عليه، في الوقت الذي أكد فيه عددا كبيرا من المشاركين والمنظمين للمهرجان على علم وزارة الثقافة بإقامته تحت رعايتها، والتي كان من بينهم الفنانة سهير المرشدي، كذلك الناقد طارق الشناوي، الذي أكد على إقامة المهرجان على مسئولية “النمنم”، والسؤال هنا إن صحت تصريحات “النمنم”، التي أدلى بها لموقع مصراوي، كيف لوزارة الثقافة أن تسكت على مهرجان يقام داخل مصر، دون موافقتها وتنشر إعلاناته ولافتاته تحت رعاية الوزارة دون أن تحرك ساكنا؟!، وكيف للدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة السابق، أن يحضر المهرجان دون علم وموافقة الوزارة؟!.

 .
 .

3- قلادة نجيب محفوظ المزيفة.. “مش متابع”

حدثت ضجة كبيرة نهاية سبتمبر الماضي، بعد تصريحات أم كلثوم، نجلة الأديب الراحل نجيب محفوظ، عن تزييف قلادة النيل العظمى، التي حصل عليها والدها بعد فوزه بجائزة نوبل، عام 1988، في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والتي أكدت أنها كانت من الفضة المطلية بالذهب. جدل كبير حدث عبر وسائل الإعلام والصحف المصرية، دفعت وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، للرد على تلك التصريحات ونفي تزييف القلادة، موضحا أن القلادة كانت فضية من البداية وأن القلادة الذهبية تعطى لملوك ورؤساء الدول الخارجية. رغم كل هذا الجدل المثار وقتها، وعلاقته بسمعة مصر الثقافية، لم يخرج علينا حلمي النمنم، بتصريح وحيد أو حتى إصدار أمر بالتحقق من الأمر وتقديم تفاصيل للرأي العام المصري والعربي والعالم مع قيمة مثل نجيب محفوظ، لكنه فضل أن يكون “مش متابع”.

نرشح لك:مفاجأة: قلادة النيل التي تسلمها نجيب محفوظ ليست ذهبًا

4- اختيار الشارقة كعاصمة عالمية للكتاب.. “مافيش إمكانيات”

أثار خبر اختيار “الشارقة” عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019، من قبل منظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة “اليونسكو”، غضب عدد كبير من اﻷدباء والكتاب بالوسط الثقافي. وأصدر عدد من المثقفين بياناً يطالبون فيه بإقالة وزير الثقافة وقتها حلمي النمنم، متهمينه بالتلكؤ في إعداد ملف منافسة القاهرة على اللقب، لكن هذه المرة لم يصمت “النمنم” كعادته بل ألقى بالمسئولية على “الإمكانيات المادية”، وعدم قدرة مصر على الإنفاق على ذلك الملف، على الرغم من أن الاختيار يكون على أساس جودة وكفاءة البرنامج المقدم، فاليونسكو تمنح اللقب للمدينة التي تقدم أفضل برنامج على مدار عام كامل، وتشمل المعايير اتساع نطاق وأثر البرامج الثقافية وجودة الفعاليات المقامة، وكلها أمور تعتمد في الأساس على تنظيم وإدارة جيدة.

5- إلغاء مهرجان الطفل.. أحباب الله!!

جاء إلغاء الدورة 23 من مهرجان القاهرة الدولى لسينما وفنون الطفل الذى استمر على مدى 22 عامًا، وظل من أوائل المهرجانات التى ترعاها وزارة الثقافة المصرية، للوصول إلى الأطفال الذين يعبرون عن رجال وقادة المستقبل، صدمة للكثيرين، والغريب أن الوزارة لم تعطي تبريرا واضحا عن سبب الإلغاء، إلا أنها وعدت بإنتاج فني للأطفال، وكأن تقديم فيلم للطفل يغني عن إقامة مهرجانات!

6- اختفاء ملف بعثة سيد قطب

أثار عدد كبير من الباحثين عدم وجود ملف بعثة سيد قطب لأمريكا بدار الوثائق، ورغم تقديم العديد من الشكاوى للوزارة لم يكن هناك أي رد عن الملف، والعجيب أن حلمي النمنم قد أصدر في الآونة الأخيرة كتاب بعنوان “بعثة سيد قطب.. الوثائق الرسمية”، الأمر الذي يشير إلى استحواذه على الوثائق دون أن يوضح حتى للباحثين عن سبب عدم وجودها بدار الوثائق المصرية.

7- نقل معرض القاهرة الدولي للكتاب

خرج الوزير السابق حلمي النمنم خلال حفل ختام مهرجان القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الماضي، بتصريحات أثارت الرأي العام، بعد أن قرر نقل المعرض إلى مكان جديد بالتجمع الخامس. جدل كبير في الوسط الثقافي أثير بعد هذا القرار وتخوفات من دور النشر، وتصريحات للوزير بالصحف يوضح سبب النقل ومميزاته، لكن بعد كل هذا الجدل يفاجأ الجميع بقرار اللجنة العليا للمعرض بعدم نقله، والعجيب عدم صدور أية تصريحات من الوزير أو اللجنة عن سبب التراجع، فهل كان القرار من البداية مجرد كلام غير مسئول؟! ولماذا يتم اتخاذ مثل هذه القرارات بشكل مفاجئ دون حوار بين الجهات المشغولة بالثقافة في مصر؟!
هذا فضلا عن العديد من الأزمات التي حدثت سواء على مستوى النشر أو هيئات الوزارة، فهل ستظل وزارة الثقافة على هذا الوضح من التخبط وعدم وجود رؤية واضحة وقرارات فعالة وتصريحات صائبة؟! خصوصا بعد تولي دكتورة إيناس عبد الدايم للمنصب، بعد سنوات من العطاء في دار الأوبرا المصرية، أم أن شيء جديدا قد يظهر في الأفق؟!
 .