الجسر.. الجامعة ألمانية والعرض بالعربية الفصحى

إسلام وهبان

في الوقت الراهن، أصبح حصول عرضًا مسرحيًا على جائزة أو مركز بأحد المهرجانات المتخصصة، أمرًا جيدًا من الناحية الثقافية والفنية، ولكنه أمرًا عاديًا لكثير من الجماهير التي لم تعد تهتم أو تُقبل على الأعمال المسرحية، إلا أن الأمر الملفت هو فوز أحد العروض المسرحية المشاركة بالمهرجان القومي للمسرح، بجائزة أفضل عرض بتصويت الجمهور، والأغرب هو تقديم العرض بالفصحى.

فرقة “مدرسة السينما والمسرح”، أو المعروفة بفرقة الجامعة الألمانية، هي إحدى الفرق التي شاركت بالمهرجان القومي للمسرح، بدورته العاشرة، وفاز بأفضل عرض مسرحي بتصويت الجمهور، من خلال مشاركتها بالعرض المسرحي “الجسر”، لذا تواصل “إعلام دوت أورج”، مع مؤسسيها الفنان مؤمن الصاوي، والمخرج وليد طلعت، للتعرف على تفاصيل تكوين الفرقة، وكواليس التحضير للعرض، وذلك من خلال التصريحات التالية:


المهندس مؤمن الصاوي، مؤسس الفرقة

1- قمت بتأسيس الفرقة بالجامعة الألمانية عام 2011، وذلك بالتعاون مع مخرج الفرقة المهندس وليد طلعت، وهي مكونة من عدد كبير من الموهوبين الهواة، سواء في التمثيل أو الغناء، ورئيس الفرقة الحالي هو عمر وليد.

2- أولى عروض الفرقة كانت مسرحية “تسونامي”، ثم قدمنا بعدها عرض “شجرة المر”، والذي حصل على جائزة أفضل عمل جماهيري بمهرجان المسرح بساقية الصاوي، عام 2013، وهو من تأليف وإخراج وليد طلعت، ثم عرضنا “كعب دايب”، في أكثر من جامعة خاصة، منها الجامعة البريطانية.

https://www.facebook.com/GUCTCS/videos/10152182385060639/

3- “الجسر” عرض كلاسيكي يوناني قديم، للمؤلف جورج ثيوتوكا، تمت معالجته دراميًا، ويبرز التفضيل بين المصلحة العامة والمصالح الشخصية، كما أن هذا العرض يختلف عن العروض التي قدمتها الفرقة من قبل، والتي اتسمت بالطابع الكوميدي وبلغة عامية بسيطة للمتلقي.


4- كان هناك ترقبًا شديدًا قبل تقديم العرض، وذلك لما يحتويه من وجبة درامية دسمة، بالإضافة إلى تقديمه باللغة العربية الفصحى، ولكن فوجئ كل أعضاء الفرقة بتجاوب وتفاعل الجمهور بعد عرضه للمرة الأولى على مسرح الجامعة الألمانية في نهاية إبريل الماضي، خاصة أن أغلب الطلبة أصحاب تعليم ثقافة غربية، مما شجعنا على تقديم العرض مرة أخرى.

5- شاركنا بعد ذلك بالمهرجان القومي للمسرح، بدورته العاشرة، في قائمة العروض المختارة، وكان الهدف الرئيسي من المشاركة هو توسيع القاعدة الجماهيرية للفرقة، ولم نكن نتوقع الفوز بجائزة أفضل عرض بتصويت الجمهور.

6- من أفضل الأشياء التي حدثت خلال تقديم العرض بالمهرجان، هو زيادة عدد الجمهور الراغب في مشاهدة العرض عن الطاقة الاستيعابية للقاعة، مما دفع اللجنة المنظمة إلى تقديم حفلتين لعرض المسرحية في الليلة الأولى، كما تم عرضها في الليلة الثانية أيضا بحضور جماهيري كبير.

7- أعتقد أن أحد أهم أسباب نجاح العرض جماهيريا؛ هي الحملة الدعائية التي قمنا بها بعد نجاح العرض الأولى بالجامعة الألمانية، وحتى وصولنا للمهرجان القومي، سواء من خلال الصفحة الخاصة بالفرقة عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أو التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة.

https://www.facebook.com/mediaproductioncentre/videos/1620180028014902/


8-
عرض “الجسر” به حوالي 6 أدوار رئيسية أو محورية، من بينها دور “الشيطان”، والتي قمت بتأديته، وهو محرك الصراع الرئيسي داخل العرض.

9- أرى أن المسرح بمصر يحتاج إلى تسويق ودعاية بشكل أكبر للوصل إلى الجمهور، مثلما حدث في “مسرح مصر”، فالمشكلة أن المسرح لازال يعتمد فقط على “البوسترات” المعلقة أمام المسارح، الأمر الذي لم يعد يناسب العصر الحالي، كما أننا بحاجة إلى التأكيد على وجود تنوع في المسرح وموضوعاته، فالمسرح ليس كوميديا فقط.

المخرج وليد طلعت

1- حبي للمسرح بدأ منذ الصغر، من خلال مشاركتي بمسرح المدارس، ثم اشتركت بمسرح الجامعة، بعد التحاقي بكلية هندسة المطرية، التابعة لجامعة حلوان، وبعد سنوات قمت بتأسيس فرقة “هارموني”، والتي قدمت معها عددًا من العروض الناجحة حتى عام 2008، حيث شاركنا بعرض “حلم ليل الغلابة” من تأليفي وإخراجي، في المهرجان الأول للمسرح بساقية الصاوي، عام 2003، والذي فاز بجائزة العرض الأول، والمركز الثاني في الإخراج، كما شاركنا بأول مهرجان قومي للمسرح عام 2004، من خلال عرض “باجوجو”، والذي قمت بإخراجه، وألفه الكاتب الصحفي الراحل رجب حسن.

2- انشغلت فترة بالحياة العملية، وذلك بعد تخرجي عام 2005 وحتى 2011، وبعد لقائي بإدارة الجامعة الألمانية، تم تأسيس فرقة “مدرسة السينما والمسرح”، بالتعاون مع مؤمن الصاوي، والذي كان لديه حلم وفكرة تأسيس الفرقة، فقمنا بعدها بعمل عدد من ورش العمل، ثم “audition” لاختيار أعضاء الفرقة، والذي وصل لـ17 عضوًا في البداية، تزايد بعد ذلك بشكل كبير بعد تقديم عروض مختلفة داخل الجامعة، ليشمل ممثلين وراقصين ومغنيين.

3- تكونت فرقة أخرى من رحم الفرقة، أطلق عليها “مدرسة المسرح”، وذلك لتقديم عروضها خارج نطاق الجامعة الألمانية، وقدمت العرض الأشهر “كعب دايب”، تحت اسم “سكة سفر”، والذي عرض أكثر من 35 مرة على مسارح مختلفة.

4- بعد عرض “سكة سفر” بالجامعة البريطانية، طلب مني رئيس اتحاد الطلاب، تأسيس فرقة الجامعة البريطانية للمسرح، والتي شاركت بها في مسابقة “إبداع” العام الماضي.

5- بعد وصول فرقة الجامعة الألمانية لحالة من التشبع من تقديم أعمال ذات طابع كوميدي، حاولت من خلال عرض “الجسر” اقتحام مساحة مختلفة وجديدة على الفرقة في المسرح، وهو المسرح الكلاسيكي، وكان هناك تحد قوي في تقديم “جسر أرتا” بشكل مختلف، فاستعنت بالكاتب محمد الخيام، في تعديل النص وإخراجه وفقا لرؤيتي الخاصة التي وضعتها عليه، كذلك استعنا بالمصحح اللغوي أحمد سمير، لضبط النص ومخارج الألفاظ لأعضاء الفرقة.

https://www.facebook.com/GUCTCS/videos/1423776004311295/

6- من أكثر اللحظات الصعبة التي مرت بي، هي لحظات تسرب الإحباط لأعضاء الفرقة وعدم الإيمان بإمكانية تنفيذ الفكرة، وتغلبت على هذه اللحظات بمزيد من البروفات والتجهيزات، بالإضافة إلى الاستعانة ببعض أصحاب الخبرة من خارج الفرقة، الذين قدموا تعليقات ونصائح لأعضاء الفرقة، تزيد من إيمانهم بالفكرة، والتي كانت من بينهم المخرجة المسرحية شيرين حجازي، والفنان محمد الصاوي، والشاعر أحمد شاهين.

https://www.facebook.com/GUCTCS/videos/1419079284780967/

7- سنشارك بعرض “الجسر”، في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر، والذي سيقام في الفترة من 20 سبتمبر القادم وحتى 30 من الشهر نفسه، وذلك بعد فوزنا بأفضل عرض بتصويت الجمهور بالمسرح القومي.