مصطفى رزق يحكي عن مشواره الفني وكواليس "شفطة بن"

إسلام وهبان

رحلة طويلة امتدت لما يزيد عن 20 عاما، حاول فيها الفنان وعازف العود مصطفى رزق، أن يقدم لنا “شفطة بن”، بمذاق مختلف وتحويجة مزجت بين موسيقى “الجاز” و”البلوز”، وأصالة وطرب تراثنا المصري والعربي الفريد، ليغنيك عن النزول إلى “باب اللوق”، لتحسين حالتك المزاجية، فقط كل ما عليك هو الاستماع لأحد أغانيه لتصبح “مبسوط كتير”.

الفنان مصطفى رزق، في حوار خاص ل “إعلام دوت أورج“، للحديث عن مشواره الفني، وكواليس كتابته وتجهيزه لأغانيه، وبعض تفاصيل حياته الخاصة، وأحدث مشاريعه الغنائية، وذلك من خلال التصريحات التالية:

 

1- ولدت بمدينة إدفو بأسوان، وانتقلت إلى القاهرة عند دخولي كلية الفنون الجميلة، والتي تخصصت بقسم العمارة بها، لكن تجربتي مع الغناء والموسيقى بدأت قبل دخولي للجامعة، فقد كنت أغني بعض الأغاني التراثية الطربية، مثل الموشحات الأندلسية، وبعض أغاني الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب.

2- امتهنت العمارة، وكان لدي شغف لخوض كل جديد، فشاركت في فترة من الفترات بالفريق الخاص بتصميم ديكورات فيلمي المهاجر والمصير، اللذين أخرجهما المخرج الراحل يوسف شاهين، حيث عملت مع صديقي مهندس الديكور حامد حمدان، الذي صمم ديكورات معظم أفلام “شاهين”.

3- من المواقف التي لا أنساها خلال تصوير “المهاجر”، مع المخرج يوسف شاهين، هو قيامه بعمل بعض التعديلات على الديكور بعد انتهائي من تصميمه، حيث طلب مني بطريقته المعروفة نقل أحد الأعمدة بالمعبد والتي كان يزيد ارتفاعه عن 6 أمتار وعرضه عن متر ونصف، ولم يقدم لي سببا واضحا لنقل العمود، فقط قال “مالكش دعوة أنا عاوزه كده”، وظل ينظر إلي خلال التجهيز للتصوير، لكني فهمت وقتها الفرق بين ما نراه كمعماريين، وما تحتاجه الكاميرا ليظهر خلال الكادرات بشكل أفضل.

 

4- معظم الأغاني التي قدمتها هي كلمات الشاعر الكبير مصطفى الجارحي، والذي تجمعني به صداقة تمتد لأكثر من 20 عاما، والسبب الرئيسي لوجود تعاون قوي بيننا هو فهم “الجارحي” لفكرة الأغنية، والتي تتكون من 3 أركان أساسية؛ هي الكلمات واللحن والتوزيع الموسيقي، وقدرته الكبيرة على التجاوب مع أي تعديل تتطلبه الأغنية لخروجها بالحالة والصورة الأنسب. والأغرب أنني في بعض الأوقات أعطيه فقط الفكرة بدون حتى لحن، فيقوم هو من خلال خياله وحسه بصياغة الكلمات بشكل بديع.

 

5- بعد فترة من تقديمي لعدد من أغاني التراث، توقفت لما يقرب من عامين؛ بسبب بعض الإحباطات، سواء أدبيا أو ماديا، وخلال تلك الفترة كنت أستمع بشكل مستمر لموسيقى الجاز والبلوز، واقتربت أكثر من هذا العالم، وفكرت في تقديم أغاني بشكل مختلف، يمزج بين موسيقى الجاز والبلوز وما لدينا من تراث غنائي متميز، وقمت بعدد من المحاولات منها أغنية “البحر ليه صاحب البنات”، وأغنية “إزاي إزاي”، والتي كتب كلماتها مصطفى الجارحي.

6- بداية معرفتي بالشاعر السكندري محمد السيد، كانت من خلال إعجابي ببعض الأبيات التي ينشرها عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وقمت بتلحينها، مثل أغنية “حبة وجع”، و”وأنا مروح”، ومن ثم التقينا وحدث التعاون بيننا.

7- لدي فلسفة خاصة في مواجهة الحزن، والنظر إلى الأمور والمتاعب الحياتية، من خلال السخرية منها، بشكل لا ينفي الأسى الذي يملأ قلوبنا، وبالتدقيق وجدت أن الكثير من نجوم “البلوز” و”الجاز”، يقدمون أغانيهم بمزيج من الأسى والسخرية، ومثال ذلك المغني الأمريكي لويس أرمسترونج، وأرى أنني قدمت عددا من الأغاني التي تظهر هذه الفكرة منها “حبة وجع”، ومن قبلها تلحين أغنية “نطوا بلاطة”، التي كتبها الشاعر الكبير فؤاد حداد.

8- “شفطة بن” كتبت على عدة مراحل أو أجزاء، ولم تنشر كاملة حتى الآن، فقد كتبها “الجارحي”، بمزيج بين الواقع والخيال، فالكلمات تم تلحينها وتوزيعها بشكل جديد ومختلف عما قدمته من قبل، وأشعر بسعادة بالغة من استجابة وحفظ الجمهور لكلماتها بشكل غريب خلال غنائي لها بحفلاتي.

https://youtu.be/cupTSQgFOtY

 

9- هناك تحفظ على فكرة إنجاب البنات لدى كثير من المصريين، خاصة من لهم جذور صعيدية، وللأسف كانت لدي تلك الحفيظة عند انجاب زوجتي لابنتي الكبرى “فرح”، لكن بعد تفكير ومراجعة للنفس لفترة وجدت وأيقنت أن هذا الفكر عقيم وظالم وخالٍ تماما من الإنسانية، وبعد إنجاب بناتي كرمة ولمى، وجدت أنه لا يوجد أي فرق بين إنجاب الولد أو البنت.

10- علاقتي ببناتي متميزة للغاية، فهم جمهوري الأول، واستشيرهم في جميع أعمالي الغنائية، ومن المواقف التي لن تنسى، هو رد ابنتي الكبرى فرح، عندما اتصلت بي إدارة برنامج المسابقات “The Voice”، للمشاركة بالمسابقة بلبنان، وكانت لدي حيرة انتهت بردها “هتروح تحكم؟”، حينها وصلتني الرسالة بشكل جيد ورفضت المشاركة في المسابقة.

 

11- الحفلة المقبلة بساقية الصاوي، ستكون يوم الجمعة، الموافق 11 أغسطس، وسأقدم خلالها عددا من الأغاني الجديدة مثل أغنية “قلبي دايما ع الحركرك”، للشاعر أحمد حمادي، والتي ستخرج بشكل موسيقي مختلف.

 

12- هناك مشروع جديد أقوم بالتحضير له، وهو مسلسل “ست كوم”، يحتوي على أغاني من تأليفي، الحلقات من أفكاري وسيكتبها الكاتب محمد عسكر، كما أن هناك أغنية جديدة بعنوان “جاردن سيتي”.