محمد سلطان محمود يكتب: محمد هنيدي بين احتفاء تويتر واختفاء الجمهور

البداية جاءت منذ أسابيع عندما قامت واحدة من متابعي حساب محمد هنيدي على تويتر بتوجيه سؤال له عن عدد مرات الريتويت (إعادة نشر التغريدات) التي يحتاجها للقيام بتصوير جزء ثاني من فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” وجاء رد هنيدي بتحديد 100 آلف ريتويت، الموضوع كان مزحة تحولت إلى حملة لدعم الفكرة، حتى وصل العدد بعد 44 يوم إلى المائة آلف ريتويت المطلوبة.
وصول التغريدة إلى الـ100 آلف ريتويت إستغرق وقت أطول من المتوقع، وإحتاج إلى تدخل ودعم بعض من المشاهير بخلاف هنيدي، مثل محمد صلاح، خالد بيومي، احمد حسام ميدو وأخرين، ولاقى نفس الحفاوة من نجوم الرياضة و الفن بعد وصول التغريدة إلى الهدف المنشود.
 
هنيدي إتخذ قراره الأن،وهو التحضير للفيلم بناء على طلب متابعيه على تويتر. قرار يبدو أنه عاطفي وحماسي، وأيضًا غيرواقعي؛ أن تقرر الدخول في عمل فني يتكلف إنتاجه ملايين الجنيهات لمجرد تفاعل إفتراضى حدث عبر الإنترنت، وهو ليس مقياس حقيقي لرغبة الجمهور في الجزء الثاني من الفيلم بعد مرور 20 عام على عرضه.
 
كما لا يمكن إعتبار حماس مستخدمي تويتر للفيلم، ضمانة لنجاحه في حال تنفيذه، فلو إفترضنا أن المائة آلف مشجع لوجود جزء ثاني من فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية؛ قد ذهبوا جميعًا إلى دور العرض السنيمائي، فذلك يعني تحقيق إيرادات لا تتجاوز 5 مليون جنيه مصري، وهو رقم ضعيف مقارنة بسوق العرض السنيمائي حاليًا، بل ومقارنة بالجزء الأول من الفيلم الذي تم عرضه عام 1998 وحقق إيرادات وصلت إلى حوالي 27 مليون جنيه مصري.
في حين أن إيرادات أخر فيلمين إنتهى عرضهما لهنيدي وهما “يوم مالوش لازمة” و “تيته رهيبة” بلغت مجتمعة 25 مليون جنيه مصري، ويعاني فيلمه الأخير “عنتر ابن ابن ابن ابن شداد” المعروض حاليًا في دور العرض من ضعف الإقبال الجماهيري بسبب ضعف مستواه الفني، وهو ما جعله يحتل المركز الرابع في منافسات عيد الفطر.
 
عدم تحقيق تلك الأفلام للإيرادات المتوقعة لم يؤثر على علاقة الحب التي تجمع بين هنيدي والجمهور بمختلف فئاته العمرية والفكرية، كما نال هنيدي الإعجاب والتقدير من الجمهور على الفيلمين بعد عرضهما تليفزيونيًا وعبر الإنترنت، وبالرغم من تراجع إيرادات أفلامه فهو يظل واحد من أكثر ممثلي الكوميديا قدرة على صناعة الضحك، لكن في ظل تراجع إيرادات أفلامه، تبدو فكرة العودة إلى النجاح القديم غير واقعية وغير جذابة.
 
عدم واقعية الفكرة يستمر في موقف أبطال فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” من المشاركة في جزء ثاني منه، هل يستطيع أى منتج تحمل تكلفة إنتاج فيلم يشترك في بطولته محمد هنيدي، أحمد السقا، منى زكي، طارق لطفي، غادة عادل، فتحي عبد الوهاب وهاني رمزي؟ وإن إستطاع فعل ذلك، هل يستطيع مدحت العدل كتابة جزء ثاني بنفس الشخصيات؟ وهل يتحمس سعيد حامد للعودة إلى الإخراج السنيمائي بعد إبتعاد أستمر 10 سنوات؟
 
فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية إنتهى وهو يحدد إتجاهات أبطاله المستقبلية والتي يفترض أنها تفرقهم إلى طرق مختلفة، وبالتأكيد بعد مرور 20 عام على تخرج الأبطال من الجامعة لن يعودوا لتقديم دور شباب حديثي التخرج، وهو ما يشير إلى صعوبة وجود أحداث جديدة في الجامعة الأمريكية لنفس الأبطال، المبرر الوحيد لوجود حدث جديد داخل الجامعة الأمريكية، هو أن تكون قصة الجزء الثاني حول شخصية خلف الدهشوري خلف بصفته دكتور جامعي يلتقي بدفعة جديدة في الجامعة الأمريكية، وينضم إليه أبطال جدد لا علاقة لهم بالجزء الأول، وقد تتواجد الفرصة لإستمرار الشخصيات التي قدمها منى زكي وهاني رمزي بتطورات أكبر في علاقتهم بخلف الدهشوري، بخلاف ذلك لا توجد مبررات لتواجد باقي شخصيات صعيدي في الجامعة الأمريكية الرئيسية بنفس المساحة الدرامية، وهو ما يتيح لبعضهم الظهور كضيوف شرف.
 
فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية 2 ، لو تم كتابته وتصويره بالفعل، سيكون هو المخاطرة الأكبر في مشوار هنيدي السنيمائي، رهان أقنعه به جمهور الإنترنت على قدرته في إستثمار نجاحه الفني الأهم لإستعادة ثقة المشاهدين في مستوى أفلامه بعد إهتزاز تلك الثقة مؤخرًا، وكذلك ثقة المنتجين في قدرته على العودة إلى تحقيق الإيرادات اللائقة بموهبته وثقله الفني، وحتى ظهور التفاصيل النهائية للفيلم، لا يسعنا سوى أن ننتظر ونتمنى لتلك التجربة النجاح.