3 مسلسلات يتابعها الناقد إيهاب التركي

بعد مرور النصف الأول من شهر رمضان المبارك، بدأ الجمهور والنقاد في الاستقرار على عدد قليل من الأعمال الدرامية التي قرروا متابعتها للنهاية، دون غيرها، حيث يرصد إعلام دوت أورج أراء بعض من المهتمين بالدراما والإعلاميين والنقاد لمعرفة المسلسلات التي يتابعوها وسبب متابعتهم لها.

وفيما يلي تعليق الناقد الفني إيهاب التركي على السباق الدرامي لرمضان 2017

متابعة حوالى ٣٤ مسلسل فى رمضان مهمة مستحيلة، يعجز عنها حتى رجل المهام المستحيلة توم كروز؛ لهذا صنعت قائمة، أسميتها مشاهدات الفئة «A» ، وأخرى لمشاهدات الفئة «B»، وضمت الأولى المتابعات النمطية الضرورية، لمسلسلات يجب أن مشاهدتها، لأهمية موضوعاتها، أو أهمية صانعيها، أما القائمة «B» فضمت بعض الأعمال للمتابعة العامة لاستطلاع ما تقدمه، وبعضها فاجئنى حتى اننى نقلته لقائمة المشاهدات اليومية، وسأختار منهم نماذج لأعمال أراها مظلومة بعرضها فى شهر رمضان الذى تحول إلى مفرمة لأعمال بعضها جيد ومستواه الفنى مرتفعاً.

أما أبرز اختياراته جاءت كالتالي

هذا المساء

هذا المسلسل لفت نظرى بشدة من الحلقة الأولى، وهى مكتوبة ببراعة شديدة، وعبرت عن حالة العمل وشخصياته، وتركت مساحة من الغموض والتشويق تدفع لمتابعته، فهو من المسلسلات النادرة التى تقدم -بدون ابتذال- تناقض الصورة الاجتماعية داخل المجتمع المصرى، بحساسية بصرية ودرامية، وهو يبتعد فى متابته عن جمل الحوار النمطية، ويحول شخصيات موجودة فى الحياة بالفعل، ويصنع من خلالهم دراما مشوقة ومضفرة بين عالم الطبقة المخملية الثرية، وعالم الطبقة الدُنيا بمعاناته وفقره، بالاضافة لفكرة التعرض للجانب القاتم للتكنولوجيا، والتلصص على الأخرين. كتابة محمد فريد وصورة واخراج تامر محسن أفضل ما فى المسلسل وأداء الممثلين جذاب عموماً، ولفت نظرى بشكل خاص أداء محمد فراج لشخصية «سونى»، والوجه الجديد أسماء أبو اليزيد فى شخصية «تقى».

حلاوة الدنيا

أتحسس مسدسى النقدى دائما حينما أشاهد أعمال مقتبسة من دراما أجنبية، وبغض النظر عن قضية الملكية الفكرية، التى لا يكترث بها كُتاب الدراما، أجد التمصير حالياً بلا أصالة أو خصوصية، لكنى وجدت فى المسلسل المقتبس عن فورمات مسلسل مكسيكى بعنوان Terminals حالة ناجحة لتقديم ميلودراما جذابة، ظننت فى البداية انها عن ميلودراما عن مرض السرطان، وتذكرت فوراً قتامة هذا النوع من الأفكار، خاصة حينما يقع فى يد سيناريست مصرى، ويحوله إلى دراما لطم وبكاء، لكن المسلسل حتى الآن يغزل تفاصيله حول المشاعر الانسانية، وأتابع باستمتاع أداء الصديقتين هند صبرى وحنان مطاوع، وكل منهما تحمل تفاصيل شخصيتها ملامح غير نمطية، وأداء هند صبرى وحنان مطاوع جعلهما شخصيتين جذابتين على الشاشة.
واحة الغروب

وهو عمل يقف خلفه فريق فنى مبدع قدم أعمال متميزة خلال السنوات الماضية، أهمها مسلسلى «ذات»، و«سجن النساء»، بقيادة مخرجة متميزة هى كاملة أبو ذكرى. المسلسل بطولة منة شلبى فى دور صعب، هو دور الايرلندية «كاثرين»، وخالد النبوى فى دور أصعب، وهو الضابط الثاثر المحبط، وكلاهما يجتهد، ينجح أحياناً ويخفق أحياناً، ورغم أن المسلسل حتى الآن -دراميا- يعلو ويهبط، الا انه متماسك كحالة فنية بصرية تأملية، ربما يبدو هذا مزعجاً لمن تعود مسلسلات الحكى والكلام، لكنها رؤية اخراجية مشروعة، أنتظر تطور الأحداث والدراما وما ستصل اليه فى الحلقات القادمة.