أحمد فرغلي رضوان يكتب: مواجهة جديدة بين وحيد حامد والجماعة

تظل “الجماعة ” في حالة ترقب عندما يتم الإعلان عن عمل فني سواء للسينما او للتليفزيون بتوقيع الكاتب والمؤلف وحيد حامد وغالبا ما ينتهي الأمر بعاصفة هجومية ضد العمل تصل لساحة المحاكم.

يعتبر وحيد حامد الأشهر بين المؤلفين في خوض معارك “فكرية” بواسطة أعماله خلال العشرين سنة الماضية ضد التيارات الإسلامية المختلفة بما فيهم “الجماعة” جميعهم كانوا حاضرين في أعماله مثل طيور الظلام والعائلة ودم الغزال وغيرها، فبعد الجزء الأول من مسلسل “الجماعة”الذي عُرض في عام 2010 وما ناله من نقد وهجوم شديد وصلت لرفع دعاوى قضائيةضد المؤلف وصناع العمل إلا انه نجح جماهيريا ورسخ نجومية بطله “اياد نصار” لدى الجمهور المصري بعد براعته في تجسيد شخصية “حسن البنا” ولكن البعض اتهم العمل بالتحريف والتلفيق وتشويه تاريخ الجماعة ، مع ان صناعه أكدوا على إنهم يروون التاريخ كما هو بايجابياته وسلبياته، ولكنفي نفس الوقت كان هناك أمرا لافتا ومفاجئا عقب هدوء عاصفة العرض الجماهيري ونجاح المسلسل عندما نشر موقع الإخوان أبياتا من الشعر تشكر “المسلسل” لأنه ساهم في إعادة التعريف بالجماعة وتاريخها لدى المصريين داخل منازلهم.

كيف سيكون العمل “فنيا” وكيف سيروي التاريخو الأحداث؟

يعود هذا العام ليقدم المؤلف وحيد حامد الجزء الثاني والذين سيكون محور أحداثه أربعة شخصيات “جمال عبدالناصر _ سيد قطب _ حسن الهضيبي _ زينب الغزالي ” مع رصد تاريخ وأحداث الفترة الزمنية من بداية الخمسينيات وحتى إغتيال السادات وهي فترة ثرية بالأحداث في التاريخ الحديث للمصريين وهو ما جعل الكثيرين في إنتظار العمل بل وبدأ بوادر الهجوم من أتباع “الجماعة” على صناع العمل وخاصة “صابرين” التي تجسد شخصية “زينب الغزالي” الداعية والشخصية النسائية المؤثرة في الجماعة تلك الفترة وحتى إعتقالها في 1965.

بالتأكيد العمل ربما يكون في صالحه جماهيريا ما حدث في مصر خلال السنوات الست الماضية من أحداث سياسية كبيرة ومثيرة في التاريخ الحديث لحياة المصريين كانت الجماعة “طرفا” رئيسيا فيها وهو ما يخلق فضول لدى الجميع لمعرفة العلاقة القديمة بين السلطة الحاكمة متمثلة في “جمال عبدالناصر” والجماعة وهي علاقة بدأت بود وانتهت بعداء شديد! وهو أمر شبيه بما حدث عقب أحداث يناير2011 عندما “هادن” المجلس العسكري الجماعة وتركهم يستلموا زمام السلطة ثم سريعا أنتهى شهر العسل.

بالتأكيد العمل سيكون على قدر كبير من المهنية والحرفية في السيناريو والحوار لكاتب مخضرم مثل وحيد حامد يعرف ماذا يكتب ومتى وكذلك الإخراج شريف البنداري وهو من المخرجين الشباب الموهوبين ويحسب له التصدي لهذا العمل الكبير والصعبرغم أنه تجربته الدرامية الأولى، واللافت خلو العمل من نجوم الصف الأول معتمدا في الأساس على أسماء الشخصيات التاريخية المعروفة لدى الجمهور وتعتبر صابرين هي النجمة الابرز في العمل مع عبدالعزيز مخيون ولديها فرصة فنية كبيرة لتقديم أداء تمثيلي رفيع بتجسيد تلك الشخصية وهي تملك موهبة تؤهلها لذلك، إلى جانب فرصة ظهور ممثلين مثل محمد فهيم “سيد قطب” والفنان الاردني ياسر المصري “جمال عبدالناصر” الجميع فِي إنتظار العرض مع بداية شهر رمضان ولكن في الغالب أي عمل فني يحمل من وجهة نظر صناعه “نصيبا”.