نجوم التعليق الكروي (1).. حفيظ دراجي.. عنتر يحيى بووووم

أحمد الريدي

قبل 8 سنوات كانت المقابلة الأهم في تاريخ المنتخب المصري، حيث الحلم الذي يراود الملايين بالصعود لكأس العالم، والتخلص من لعنة مجدي عبد الغني التي تطاردنا منذ سنوات.

المهمة كانت اجتياز منتخب الجزائر في المباراة الفاصلة التي تقام بالسودان، لكن الرياح جاءت بما يشتهيه مجدي عبد الغني وخسر المنتخب بهدف الجزائري عنتر يحيى.

نرشح لك : حفيظ دراجي لجمهور الزمالك: ضميري مرتاح

وقتها كانت الجملة الأشهر في الجزائر هي “بوووم عنتر يحيى” التي أطلقها المعلق الجزائري حفيظ دراجي الذي كان يعلق على المباراة لصالح شبكة قنوات “الجزيرة الرياضية”.


منذ ذلك الوقت بدأت معرفتنا بحفيظ دراجي الذي لا يتوقف عن التعليق طوال المباراة، ولا تعرف النبرة الهادئة طريق صوته أبدا.
حفيظ دراجي هو المعلق الوحيد الذي استطاع أن يدخل النفس في التعليق، حيث تظهر أنفاسه بوضوح من خلال همهمات يطلقها في تعليقه على الهجمات.

 

التحدي الأكبر لمستمعي المباريات بصوت حفيظ دراجي هو دخول الحمام أثناء أحداث اللقاء، خاصة وأن تفاعله مع مجريات اللقاء سيصيبك بالتوتر إن كنت لا تشاهدها، وعليك في هذه الحالة أن تختار بين كتم الصوت والدخول للحمام، أو اصطحاب التلفاز معك إلى بيت الراحة.

https://www.youtube.com/watch?v=vRiFxDCgdYg
انفعالات المعلق الجزائري الذي بدأ حياته المهنية بالتعليق على مباريات كرة السلة تزداد حدتها حينما يعلق على مباريات منتخب بلاده، ولعله أدرك ما يتسبب فيه للمشاهد، وهو ما كان يدفعه لترديد مقولته الشهيرة “سامحوني إن كنت قلقتكم” وذلك في حال مرت هجمات الخصوم بسلام.

“با با با با با” هي الجملة الأشهر لحفيظ على الهجمات الخطرة، وهو أمر لن تفهمه إلا إن استمعت إليه بصوت دراجي، وهو ما جعله المعلق العربي الوحيد الذي يوضع ضمن قائمة المعلقين أصحاب التعليقات الطريفة بخروجهم عن شعورهم أثناء التعليق.

سقطة حفيظ دراجي الأشهر كانت في مباراة الزمالك والوداد المغربي في الدور نصف النهائي بدوري أبطال أفريقيا العام الماضي، حينما أخطأ في أسماء لاعبي الزمالك بشكل واضح، فتحول مصطفى فتحي إلى مصطفى فهمي، وعلى جبر إلى على جمال.

https://www.youtube.com/watch?v=zCK-R0FCJJo

حفيظ دراجي هو أب لثلاثة أبناء، لا يأكل قبل أن يعلق على المباراة بثلاث ساعات، وإلى جانبه تتواجد المياه دائما كي تبقى حنجرته مستمرة في أدائها، ولا ينسى أبدا ما حدث له قبل إحدى مباريات تشيلسي في دوري أبطال أوروبا حينما كان يتأهب للتعليق على المباراة، قبل أن يفاجئه زميله يوسف سيف بأنه هو من سيعلق على مباراة تشيلسي حسب الجدول، وعلى حفيظ أن يعلق على مباراة روما، وبات عليه الارتجال في التعليق حيث لم تسعفه الدقائق في القيام بأي تحضير.

ورغم ارتباطه بالتعليق منذ سنوات طويلة، إلا أن المفاجأة هي امتلاكه لكتابين قام بتأليفهما ويتحدث فيهما عن السياسة لا الرياضة أحدهما يحمل اسم “دومينو” والآخر “لا ملاك ولا شيطان”.

في نهاية الحديث عن حفيظ دراجي يتبقى لنا أن نشير إلى أنه من مواليد أكتوبر عام 1964، وعمل ككاتب صحفي ومقدم برامج، كما تقلد العديد من المناصب في التلفزيون الجزائري حتى صار نائب لرئيس التلفزيون.

إلا أن الطفل الذي لم يكن يهدأ بكاءه وهو صغير سوى بعد أن تسمح له والدته بالإستماع إلى الإذاعة، جاءت شهرته في الوطن العربي من خلال مباريات الكرة.