عواطف حلمي.. 50 سنة فن بدرجة "أم"

بالتأكيد الأجواء الاحتفالية الموجودة اليوم، بمناسبة عيد الأم، تضفي بهجة وسعادة في كل البيوت المصرية، شأنها شأن كل شيء يرتبط بالأم فيصيبه الخير والبركة والبهجة والرضا.. لذا نتناول اليوم نموذجًا لأشهر أمهات التليفزيون والسينما المصرية، ألا وهي الفنانة عواطف حلمي والتي جسّدت خلال مسيرتها الفنية التي استمرت لأكثر من خمسين عامًا، جوانب شخصية الأم المصرية بكل ما تمر به من صعوبات ومحن في سبيل أبنائها.

 

البداية “أمينة رزق”

ولدت فى 4 إبريل عام 1942 فى القاهرة, وكانت تشارك في فريق التمثيل أثناء فترة دراستها بمدرسة شبرا الثانوية، لذا أرادت الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، لكن رفض والداها الأمر، فاعترضت ولم تتنازل عن رغبتها في التمثيل، إلى أن تدّخل خالها، وأكّد لها أنه سيساعدها في الالتحاق بالمعهد وسيتكفل بمصاريف دراستها، بشرط أن تكون مثل الفنانة القديرة أمينة رزق.

وافق أهلها عندما أقسمت أنها ستسير على نفس نهج الفنانة أمينة رزق، وبالفعل نفّذت القَسَم لكنها لم تقلّدها، بل أصبح لها كيانًا خاصًا بها، حيث تخرجت من المعهد العالى للفنون المسرحية قسم تمثيل عام 1963، والتحقت بمسرح التلفزيون، ثم التحقت بفرقة “مسرح الحكيم” وفرقة المسرح الحديث”.

 

نقطة تحوّل

عام 1990 كان عام تحوّل في مسيرة عواطف حلمي الفنية، بسبب إعلان شاركت فيه وقتها، والذي يُعتبر نقطة تحول في مسيرتها، حيث لفت انتباه المخرجين إلى دورها كممثلة، فتوالت عليها الأدوار التي لمعت من خلالها للجمهور.

 

50 سنة أم

هي أم لابنتان هما “أماني وجيهان”، ولديها العديد من الأحفاد، لذلك عندما تجسّد شخصية الأم لا تشعر باختلاف كبير بين الواقع والتمثيل، كما صرّحت من قبل في أحد حواراتها. بل أكّدت أنها تحب تجسيد شخصية الأم الطيبة، وعندما نجحت في تقديمها؛ ربط المخرجون بينها وبين هذا الدور تحديدًا، لذلك تم حصرها في نمط الأم الطيبة دومًا، ونادرًا ما تجد لها عملًا يخرج عن نمط الأمومة ومشاعرها.

 

كوميديا وشر

رغم ارتباطها بأدوار الخير دوماً، إلا أنها جسّدت شخصية شريرة في مسلسل “ساحرة الجنوب”، ومع ذلك لم تختلف صورتها “الطيب” لدى الجمهور، حتى أنها صرّحت بأنها كانت ترفض تجسيد شخصية غير طيبة، مبررةً ذلك بأنها “بتزعل لما تعمل دور شر لأنه بعيد عنها وعن شخصيتها خالص” على حد قولها.

أما الكوميديا فلديها باع طويل فيها، خاصةً في الإذاعة عبر برنامج “مسرح المنوعات” في إذاعة “البرنامج العام”، والذي تقدّم خلاله تجسيدًا كوميديا لشخصيات مختلفة تمامًا عن دور الأم الطيبة الذي اشتهرت به، بالإضافة إلى مشاركتها مؤخرًا في فيلم “زواج مستحيل” وتجسيد لدور “الجدة” لكنه خرج في إطار كوميدي أيضًا.

 

“هذا الزمان”

تعاونت كثيرًا مع خريجي معاهد السينما، خاصةً في مجال الأفلام القصيرة، والتي كان أبرزها فيلم “هذا الزمان” الذي ناقش موضوع عقوق الوالدين بشكل مؤثر، والذي صنع علامة فارقة في تاريخها الفني، لاسيما بعد انتشاره في العديد من الدول العربية.

هذا الفيلم تحديدًا نجح نجاحًا كبيرًا، رغم أنها أدّت الدور وحالتها النفسية سيئة، بسبب مرض زوجها وقتها، لذلك عندما طلب منها المخرج علي الجابري أن تبدأ تصوير، رفضت، فأصّر عليها، فوافقت بشرط أن يأخذها للتصوير ويعود بها في نفس اليوم، حتى لا تغيب عن زوجها في مرضه، وبالفعل أدّت دور الأم بشكل أبكي الكثيرين.

السينما

دخولها عالم السينما كان أحد المحطات الهامة في حياتها، حيث شاركت فى الكثير من الأفلام السينمائية، أبرزها: “بحلم يادنيا، ألوان السما السبعة، حين ميسرة، هى فوضى، خالى من الكوليسترول، مبروك وبلبل، إنت عمرى، إمراة هزت عرش مصر”.