تفاصيل أول عمل روائي للمخرج شريف سعيد

إسلام وهبان

الوقوف خلف الكاميرات وبعيدًا عن الأضواء، قد يكون الأنسب لمُتابعة المشهد بشكل أوسع وأعمق، فكرة أن تكون المسؤول الأول عن خروج العمل للمُشاهد، بصفتك المخرج، تجعلك ترى أدق التفاصيل وبشكل مختلف، الملفت هنا هو أن يكتب ذلك الشخص صاحب التفاصيل والنظرة المختلفة، رواية يمزج فيها بين ما تراه الأعين وما تخفيه الكواليس.

إعلام دوت أورج، ينشر أول حوار صحفي مع المخرج شريف سعيد، حول روايته الجديدة “وأنا أُحبك يا سَليمة”، الصادرة عن دار “دوِّنْ” للنشر والتوزيع، والتي سيطرحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2017.

ما هي الخطوط العريضة لروايتك “وأنا أُحبك يا سَليمة”؟

– كثـير مما نعانيـه كان سـينقضي لـو أن الله قـد أضـاف إلى الإنسـان خاصيـة الحذف الفـوري لبعـض مسـاحات الذاكـرة، لكن القدر أراد أن تؤرقنا ذكريات هؤلاء البشر الذين ظننا في البداية أننا اخترناهم بعناية، ثم اكتشفنا مع مرور الزمن أنهم لم يكونوا مُناسبين لنا على الإطلاق. أوراق “سَليمة” من القرن التاسع عشر، والتي وقعت بيد مُخرج وثائقي في رحلة بحثه عن حُلم فني، هذه المُذكرات كشفت له أثناء سيره في سراديب الماضي، ما هو أكثر من طاقة خياله، حكايات “سٓليمة” تقاطعت مع قصة حبه، شاركته بكلماتها مرارة الوجع، طعم الألم، وكل نكهات الفقد والحنين، بدا أن الأرواح المُنهكة تتآلف. الرواية حاولت تعرية الحكايات السرية للقاهرة وكواليس أهلها، بما في ذلك من مشاعر ورغبات إنسانية، كادت أن تُغير من مسار التاريخ الذي نعرفه. لو أن التاريخ حقيقة فإن للحقيقة وجوه كثيرة.

حسب علمي أن “وأنا أُحبك يا سَليمة” هي تجربتك الأولى لكتابة رواية؟

– هي بالفعل تجربتي الأولى في عالم الرواية، مُنذ تخرجت في كلية الإعلام ببداية الألفية الثانية، تحديدًا في قسم الإذاعة والتليفزيون، وأنا مُخرج أفلام وثائقية مثل “صناعة الكذب” و”الجمالية” و”دير العذراء” و”ناس من شبرا”، وبرامج تليفزيونية، كان أقربها إلى قلبي تجربتي الرائعة مع الأستاذ يُسري فوده ببرنامج “آخر كلام” على شاشة “ON TV”، أما تجاربي الكتابية السابقة فقد كانت بكتابة المقال في صحف مصرية قومية وخاصة “الأهرام المسائي” و”المصري اليوم” و”الوطن”، أو بكتابة السيناريو للأفلام الوثائقية التي قُمت بإخراجها، ثم قررتْ أن أخوض أول تجاربي الأدبية. ظللتُ لسنوات أكتبها في صمت كحُلم قديم ومؤجل أغزله على مهل في قبوٍ سري.

كم استغرقت حتى تنتهي من تأليفها؟

– ست سنوات كاملة، كتبتُ السطر الأول من رواية “وأنا أُحبك يا سَليمة” في خريف 2010، وانتهيتُ من سطرها الأخير مساء 8 مارس 2016، توقفت كثيرًا في العام 2011 لانشغالي بأحداث ثورة يناير العظيمة، ولأن بعض أحداث الرواية يدور في بدايات القرن التاسع عشر، لذا استغرقت وقتًا طويلًا بالبحث عن المراجع التاريخية، والحكايات الشفهية المتوارثة؛ سعيًا وراء أدق التفاصيل، فضلًا عن إجراء مُقابلات مباشرة مع بعض المتخصصين بالتاريخ والقانون وشهود العيان الذين عاصروا حكايات بعينها. لو عرفتم “سَليمة” مثلما عرفتها لأدركتم أنها تستحق منا الكثير.

من الوهلة الأولى غلاف الرواية لافتٌ للنظر، مَن صاحب التصميم؟

– الغلاف من تصميم المُبدع كريم آدم، وهو لقطة زاوية مُنخفضة ” Low Angle” لقصر حبيب السكاكيني، الكائن بميدان “السكاكيني” بوسط القاهرة، والذي شُيد عام 1897 على طراز إيطالي مهيب وخلاب، هذا القصر بمثابة كعبة دارت حولها أغلب شخصيات الرواية. من شوارع السكاكيني وحاراته نبعت الحكايات وتدفقت الأسرار.

لماذا اخترت دار “دوِّنْ” للنشر كنافذة لعملك الأول؟

– أهم ما يُميز دار “دوِّنْ” للنشر والتوزيع هو قدرتها على تسويق أعمالها إلكترونيًا وبأشكال مُبتكرة وصولًا لقطاعات عريضة من القراء، فضلًا عن كونها شبابية طامحة ولا حدود لأفق أحلامها، مُنذ البداية لم أفكر إلا فيها خاصة مع متابعتي لخطواتها البارزة. سعيد بانضمامي لأسرة “دوِّنْ” وأتمنى مشاركتها النجاح.

وماذا عن حفل التوقيع؟

– اتفقتُ مع دار النشر على أن يكون حفل التوقيع إن شاء الله عقب الإطلاق الأول للرواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب يوم ٢٦ يناير الجاري، بشهر ونصف أو شهرين، حتى نتيح قراءة العمل لأكبر عدد مُمكن، وبالتالي يتحول حفل التوقيع لحلقة من العصف الذهني حول الأفكار الجدلية المطروحة داخل “وأنا أُحبك يا سَليمة”.