شادي عيسى يكتب: أخي إبراهيم عيسى.. سطر واحد وجملة واحدة

نعم أنا محسود عليه.. هذا ما أشاهده فى عيون بعض مَن أراهم فى حياتى الصحفية التى وصلت إلى 15 عامًا والتى بدأتها سنة 2001.. ثم لماذا أنا محسودٌ عليه؟ لأن الشخص الذى أُحسد بسببه وهو شقيقى الأكبر وأبى الروحى.. «إبراهيم عيسى».

شادي وابراهيم عيسى

عندما كنا سويًّا فى مؤتمر شرم الشيخ كان هناك مَن يتعامل معى باعتبارى ابن إبراهيم عيسى.. وقتها كنت أسأل نفسى: هل أنا أبدو صغيرًا بهذا الشكل أم يبدو إبراهيم كبيرًا بهذا الشكل؟ لكنى فى الحقيقة أتعامل مع إبراهيم باعتباره ليس فقط أخى الكبير، ولكنه أبى الروحى، فهو يكبرنى بـ12 عامًا، فكما يعلم الجميع إبراهيم من مواليد نوفمبر 1965، أما أنا فمن مواليد نوفمبر 1977، ونحن الاثنين من أبناء برج العقرب وأيضًا أبناء نفس البرج فى الأبراج الصينية «الأفعى».

هناك مَن يقول إن صوتنا متشابهٌ ويختلط عليه مَن يكلمه شادى أم إبراهيم أو إبراهيم أم شادى، لكن عندما تعرفون أن أخى هو مَن اختار اسمى سوف تعرفون إلى أى مدى نحن مرتبطان، فمنذ لحظة الميلاد قرر إبراهيم أن يكون مسؤولاً عن أخيه الصغير، فاختار اسمه بنفسه بناءً عن أغنية أحبّها لفيروز وهى أغنية «أنا وشادى».. كنت وما زلت أتندَّر بأن شادى عند فيروز ضاع، ولكنه مع إبراهيم كبر وصار شخصًا يشار إليه.

عندما أقرأ روايته الأحب إلى قلبى «صار بعيدًا» أفتخر أن هناك فصلاً كاملاً مكتوبًا عن أخيه شادى.

وها هو جاء اليوم الذى أكتب فيه عن أخى إبراهيم مقالة لموقعى المفضل ولصديقى العزيز محمد عبد الرحمن، وعندما طلب عبد الرحمن أن أكتب عنه سألت نفسى: أكتب إيه عن أخى إبراهيم؟! وتذكَّرت لحظتها عندما كنت فى خامسة ابتدائى عندما سافر أبى، الله يرحمه، إلى ليبيا، وكنا نرسل إليه شريطًا مسجلاً نتكلَّم معه ونناجيه ونحبّه فيه، بداية من أُمِّى، مرورًا بأختى الكبيرة منى، ثم إبراهيم، وتغاريد، فعبير، حتى يأتى الدور علىَّ لأتكلَّم فوجدت نفسى أسألهم جميعًا: أقول إيه؟ أقول إيه؟.. فضحكوا جميعًا من سؤالى حتى أبى ضحك كما ضحكوا جميعًا علىَّ عندما سمع الشريط، وكان يذكرنى بما كنت أسأل كلما تذكر هذا الشريط حتى وفاته.. ولكن ما لم يعرفه أحد منهم جميعًا أنى تأثَّرت من سخريتهم منى ومن وقتها توقَّفت عن أن أقول شيئًا.

ثم جاء عبد الرحمن ليطلب منى أن أكتب عن إبراهيم أخى.. فسألت نفسى كما سألت جميع إخوتى عما أقوله لأبى منذ سنوات.. أقول إيه عن أخويا إبراهيم؟ لكن هذه المرة لم يضحك أحدٌ ولكنى وجدت ماذا أقول عن أخويا إبراهيم..

وهى جملة واحدة أكتبها فى سطر واحد «أيوه أنا أخو إبراهيم وعارف أنى محسود عليه».

46436