مروى جوهر تكتب:هل انت مصرى ؟ إذن انت محبط

سرت مقولة تشفق عليك فى يأس فى السنوات الأخيرة وربما تتأكد لك مع تتابع الأحداث فى بلدنا الحبيب “هل أنت مصرى؟ اذن أنت مُحبط”، والحقيقة أن هذه القاعدة المُحبطة حقيقية اذا ما أردت أنت ذلك، هناك الكثير من السلبيات وكثير من العبث والتخبط وكثير من الشكوك أيضاٌ لكنك لم تلاحظ ولم تلتفت الى أن هناك إيجابيات وكثير من المُحاولات وهناك نماذج مُشرفة غير مُحبطة فى أغلب المجالات وان كانت قليلة بدعوى أنها أكاذيب ونكات مُزرية.

عزيزى المُحبط عُذراٌ أنت لم تخرج من دائرتك المُغلقة قط، بل لم تحاول الخروج منها، تحيط نفسك بالمحبطين وتظل تندب وتلطم الخدود على ما كان وما كائن وما سوف يكون فى يقين غريب أن القادم أسوأ بلا شك، لكنك فى نهاية المطاف يجب أن تُدرك أن لا أحد يستطيع مساعدتك الا أنت، أنت الوحيد القادر على جعل نفسك شخصاٌ كئيباٌ يرى العالم سواد أو شخصاٌ مُعتدلا يرى السلبيات والايجابيات على حد سواء ويتعامل معهما، قبل أن تمط شفاهك فى سخرية وتظن من كتبت هذه السطور شخصية حالمة أو ترى طبلة بيدى فإنى أؤكد لك صدقاٌ أننى لم أكن لأملك طبلة يوماٌ ما لأننى ببساطة لا أعرف ماذا سأفعل بها وفى غنى عن هذا التأكيد لك، فقد كنت مثلك تماما محبطة ويائسة وانقطعت فترة عن متابعة أية أخبار مهما كانت درجة أهميتها لعدم وجود أمل فى تغيير فى هذا البلد..مصر بلدنا، لكنى لم أفيد أو أستفد شيئاٌ، على العكس فقدت روحى ما بناه أبى وغذته أمى خلال عقود لبناء شخصية متفائلة، وأدركت حين أفقت من اكتئابى أن بعض الأشياء قد تفقدها على مهل دون أن تعى فتفقد شخصيتك ميزتها وقد تنفق سنوات فى بناء ما هدمته ولا تسترجعه مرة ثانية.

واستناداٌ على قاعدة الحياة الثابتة فتأكد أن لا شئ ثابت، وكل ما تراه الآن مُحبطا قد يتبدل وقد يُمحى من الأساس، فانشغل بشأنك وبما ينفعك وينفع وطنك اذا كنت تحُب هذا البلد حقاٌ، فلا تسرف فى الميل الى التشاؤم مهما ساءت الأمور لترى الحقيقة.

والحق يُقال أن المُحبطون كثيرون والاحباط عدوى سرطانية تنتشر فى صمت لتصل اليك تدريجياٌ وتتملك منك، لكن حين تكتشف أنك مُصاب لن تمتلك الكثير من الاختيارات فإما أن تعترف أنك مريض وتحتاج لعلاج سريع وإما أن تستسلم وتترك عقلك لغيرك يلعب به كيف يشاء.

فإملك زمامك فى يدك فالبناء صعب والهدم ليس هناك أسهل منه فى عالمنا.