أنغام... شكرا على كل هذه البهجة

453544

كانت الساعة قد شارفت على الواحدة بعد منتصف الليل، لكن صوتها العابر إلى الروح مباشرة دون انتظار تأشيرة مرور خلق حالة ونس جميلة عمت أرجاء المنزل الساكن، حالة الونس تلك امتدت إلى جهاز التلفزيون نفسه الذي اشتاق إلى أن يصدر كل تلك الأحاسيس الصادقة بدلا من الأخبار المملة والكئيبة التي يخرجها مضطرا ليل نهار.

الصدق هو كلمة السر في لقاء الأمس بين عمرو أديب وأنغام، قلبها كان يتحدث بالأمس لا اللسان، وهو من كان يغني أيضا لا حنجرتها، إسأل نفسك متى استمعت آخر مرة لحديث وغناء نابع من أعمق نقطة في قلب محدثك، ووصل بدوره إلى أعمق نقطة في قلبك أنت كهذا الحديث.. لن تتذكر!!

كنا قد اعتدنا العفوية في أحاديث شيرين، واستمتعنا بها كثيرا وسنظل، لكننا سنظل كل مرة وقبل كل حديث متوقعين تلك العفوية، الأمر يختلف قليلا مع أنغام التي أطلت بالأمس كما لم تطل من قبل، فتحدثت عن قلة بختها مع الرجال، وعدم قدرة الطامحين إلى الارتباط بها على تخطي حاجز معين تضعه هي لا إراديا فيهرب من أمامه الجميع، استمعت إلى الاتهامات المازحة من عمرو لها بالكآبة والنكد بكل سعادة، يداعبها بأنه لا يطيق العيش معها كزوجة وهي تمتلك تلك الصفات، تخيلت للحظة ردود فعل فنانات أخريات على تلك (المناغشات) لكنني لم أتخيل ردة فعل بجمال ابتسامتها الواثقة الساحرة، فهي تعرف بحدسها وبخبرتها أن وضع أي رتوش على اللوحة سيقضي على جمالها، لأن زوار المعرض سيتركون كل لوحاته التي تنبض ألوانها بالحياة، وسيقفون هائمين أمام لوحتها هي حتى لو غلبت عليها الألوان الداكنة، فقط لأنها بلا رتوش مزيفة.

نرشح لك :  أنغام: اتخنت واتلعب بيا الكورة

القوة التي تعاملت بها أنغام طوال الحلقة سرت لا إراديا إلى نفسي، فجعلتني أرفع صوت التلفزيون إلى منتهاه، حتى يصلني صوتها في المطبخ بينما أحضر كوب شاي وأنا أدندن معها بصوت غطى على صوت التلفزيون المرتفع رائعة نجاة (أنا بستناك وليلي شمعة سهرانة في ليلة حب) منيت نفسي وقتها أن تمتد السهرة إلى الصباح، أو هكذا كان حلمي، واعتقدت أن سهرة كتلك تحتاج إلى كوب شاي لينبه الجسم على مواصلة السهر، لكنني سرعان ما اكتشفت خطأ ظني، فقد ظل كوب الشاي بجواري متجمدا حتى انتهت الحلقة، لأني اكتشفت أن أفضل حال تستمع فيه إلى أنغام تغني هو ذلك الذي تتأرجح فيه ما بين الواقع والحلم، فيصبح من الطبيعى جدا حينها أن تظن نفسك جالسا فى الصفوف الأمامية لحفلتها ترسل لها بعينك نظرات تقدير لأنك تعي جيدا أن روحها كتلة إحساس، وأنها بغنائها بهذه الطريقة تعطيك جزءا من روحها.

(في واحدة بتحبك قوي) كانت أغنية الختام، ورغم أنها ذكرت أثناء الحلقة أن ولديها هما الرجلين الوحيدين في حياتها إلا أنني استمعت إلى أغنية الختام وكأنها رسالة إلى شخص ما، ظني أنه كان أسعد شخص في الكون فجر اليوم.

نرشح لك :

 أنغام : مفيش عرسان بتتقدم لي