تحليل

مدحت عيسى : هل وجدت دولة مبارك بديلا عن السيسي ؟؟

و كأننا أمام مخطط للاستيلاء على الحكم بانقلاب ينقاد اليه الاحرار من هذا الشعب و يدفعون ثمنه كالعادة دم تجسد في مقتل الشهيدة ( شيماء ) و نفى الداخلية التهمة ، نفى يدفع للتفكير باتجاه الطرف الثالث أو اللهو الخفى ، ذلك المجهول الذى يقتل و يجرح و يصيب و يفتعل الأزمات و يصنع المشكلات.
متابعة الاحداث تشير إلى أننا أمام نفس المشاهد التى صاحبت مرسى و استمرت و زادت حدتها و أدت فى النهاية لخروج المصريين للاطاحة بحكم الاخوان فى 30 يونيو ( في غياب الطرف الثالث ) لم يكن هناك حادثة قتل او اصابة او تحطيم، و كأن الطرف الثالث ذاب بين الجماهير.
وطيلة الفترة الانتقالية كان العدو واضحاً الحرب على الارهاب لا يعلو فوقها صوت و انشغل الاعلام به و من خلاله يتم الهجوم و محاربة كل ما له علاقة ب 25 يناير و بدت لعبة التسريبات مشوقة للبعض من أجل تثبيت فكرة المؤامرة و التخوين و العمالة ، وساعد الاخوان بغبائهم و براجماتيتهم المعتادة فى ذلك، و ظهرت من جديد وجوه اختفت بعد يناير مقابل قمع شباب الثورة و ادانتهم بتهم معروف من لفقوها، و بدأ مهرجان البراءة للجميع من اصغر شرطى الى رأس النظام المخلوع.
و يبدو أنه من خلال الازمات المتلاحقة و الاداء الردئ لاجهزة الدولة و الجرائم المتلاحقة التى تمرر تحت ستار الارهاب أن هناك من يريد الضغط على الرئاسة باضعاف الشعبية التى بدأت تتآكل بفعل طوابير الانابيب و انهار المجارى و انفلونزا الطيور و جرائم الداخلية و سوء حال الطرق و التعليم و الصحة .. الخ .. كما أن الفترة الماضية لم تشهد البلاد اقامة مشروع كبير أو مصنع او شركة خلافا لما تقوم به المؤسسة العسكرية فى قناة السويس و انشاء الطرق فأين استثمارات الداخل ؟
ملامح المرحلة الماضية تشير إلى صراع نشأ بين النظامين القديم والجديد ، و فى ظل انشغال مؤسسة الرئاسة بالأمن القومى للبلاد و الدور الإقليمى المهم الذى تلعبه لدرء المخاطر الخارجية و السعى وراء الاستثمارات من أجل دفع الاقتصاد المنهار ، يقرأ البعض الوضع فى الداخل و كأنه قد سقط فى يد الدولة العميقة بأذرعها الممتدة فى كافة المؤسسات تمارس نفس السياسات الفاسدة باستخدام آلياتها الرديئة – و فى مقدمتها الطرف الثالث – اعتمادا على ضعف ذاكرة المصريين.
و تشير التسريبات التى تخرج بين الحين و الاخر إلى اختراق واضح ربما تسبب فى استبدال رئيس جهاز المخابرات.
و هناك من يعتقد أن خروج علاء و جمال مبارك و بعد اكتمال المنظومة المباركية سيشهد الصراع تطورا أكبر و يتجه الى منحنى جديد يبدأ بالهتاف بسقوط السيسى و ينتهى برحيله لتعود الدولة الى ملاكها الحرامية.
إن نجاح ثورة يوليو تحقق بالتخلص من الملكية و الاستعمار، و مستقبل هذا البلد مرهون بالتطهير و فى الوقت الذى تتسع فيه السجون لآلاف الأبرياء يمكنها ان تتحمل بضع مئات من الفاسدين و الحرامية .. كما كان مصير المماليك بعد رحيل الفرنسيين مذبحة القلعة فعلها من قبل محمد على و بنى مصر الحديثة ، فلتكن الأن رحمة بمصر من السقوط فى بحر الدم و حفاظا على البلد اختصها الرحمن بالأمن و الأمان.

مقدم برنامج الصفحة الأولى لقناة الغد العربي.
إقرأ ايضا

مدحت عيسى: التليفزيون المصري قاتل للطموح

تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا

كاتب

إعلام دوت كوم صوت الميديا العربية

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock