مينا فريد يكتب : ما بين فؤاد و الهضبة ... و محمد سعد و حلمي.. أميال

أنا لو قولت..إن محمد فؤاد أصدر أغنية من كلمات العظيم أيمن بهجت قمر و ألحان المبدع وليد سعد و توزيع العبقري أمير محروس منذ إسبوع كامل و لم تتعدى المئة ألف مشاهدة ؟ هل ستصدقني ؟ الأغنية مبهجة جدا و لكنها لم تحقق نجاح يذكر في عصر المشاهدات لا تكذب أبدا و توضح تماما مقدار الشعبية

 


دمعتين…على صاحب الألبوم الذي ظل يباع طوال سنتين كاملتين في سابقة السوابق .. ألبوم “الحب الحقيقي” الذي أحبه الكل … من الأطفال حتى العجائز.. من بولاق و الطوابق حتى الزمالك و مصر الجديدة …الوحيد الذي إستطاع أن يزحزح عمرودياب و كانا يقفا معا على نفس المركز لمدة قاربت الخمس سنوات… النجم الذي حرك ركود السينما المصرية بفيلم “إسماعيلية رايح جاي” .. لم يصبح هو محمد فؤاد…

ألبوم .. رايح جاي…. قد أصاب جمهور محمد فؤاد بالملل من كثرة الإنتظار لجديد له و هو متردد و غير متحمس…  سبعة مرات تم فيها تأجيل الألبوم … أصيب جمهوره بإحباط مضاف لإحباطهم أساسا من عدم عنايته بمظهره كنجم من حيث الشكل في عصر أصبح فيه المطرب كاريزما و حنجرة و عضلات.. -معادلة أدركها مبكرا أحمد جمال و ظهر في حفله الأخير بعضلات واضحة -… محمد فؤاد لم يهتم بالحنجرة و لا بالعضلات..  أما الكاريزما و طيبة إبن البلد أيضا إهتزت.. فخسر شريحة كبيرة من جمهورة بسبب مواقفه السياسية.. و شريحة أكبر بسبب عدم إحترام عقل الجمهور ببرنامج سخيف مفبرك هو فؤش في المعسكر…

قفزات للخلف جعلته يبتعد بأميال عن نجوم الصف الأول الغنائي حاليا..  حتى في البرامج التليفزيونية التي يظهر بها ظهر تراجع واضح في صوته و تطور الأمر لقصور  وصل للأغاني المسجلة التي لم تقدر الهندسة الصوتية و الفلاتر على معالجتها في آخر ألبومين له .. و جعلته من الصعب علبه جدا أن يعيد غناء أغانيه القديمة

 


أنا لو حبيبك و لو عايز تفتكرني.. أسمع فؤاد يقولها بصوته وقتها… يقولها لكل من  أحب محمد فؤاد و لم يتبق له سوى ذكريات حلوة عاشت معنا من أغانيه القديمة… أما الأجيال الحالية فهم لا يعلموا شيئا سوى أنه صاحب برنامج “فؤش في المعسكر” و صاحب أغنيتين أو ثلاثة ليسوا من أفضل الأغاني و بصوت ليس من أفضل الأصوات..

شخصيا سأرضى بألبوم بصورة دورية… الشئ الوحيد الذي أثق به هوقدرته على الإختيار الجيد للأغاني… ننتظر ألبوم جديد و من يحبوا محمد فؤاد لن يهتموا كثيرا بالشكل .. و سيتغاضوا عن سقطات بالصوت … لا أضمن لك أن تضم أجيال جديدة لك و لكن ع الأقل لا تخسر محبيك… فهل يحدث تغيير ؟

 


الناظر … الراحل علاء ولي الدين ضم  محمد سعد مع أحمد حلمي في فيلمه الشهير و ظهر بقوة “اللمبي ” و خطف من حلمي الأضواء .. ثم شارك سعد مع حلمي سويا في فيلم 55 إسعاف … ثم إفترقا و أخذ كل منهم طريقه مستقلا .. محم سعد تفوق في البداية  لكنه مؤخرا أصبح في المركز الأخير جماهيريا بفيلمه “تحت الترابيزة” و قبله البرنامج الذي لم يضحك أحد “وش السعد” .. عملين تكفلوا بوضع خاتمة لا تليق بنجم ” الضحك الخشن ” كما أطلق عديد من النقاد عليه – ضحك يجعلك تقع من مكانك و ليس مجرد إبتسامات شيك و انت تجلس تأكل الفشار كما في أفلام أحمد حلمي -…

قرأت هذه المقولة سابقا و هي توضح الفرق بين الإثنين تماما…

كركر … جمهور محمد سعد كثيرا في أفلامه الأولى .. بسبب قدرته على تجسيد الشخصيات التي تفوق و بمراحل أحمد حلمي إلا أنه إفتقد الذكاء الكافي للإستمرار..

محمد سعد في آخر خمس سنوات لا أحتسب له سوى مسلسل “فيفا أطاطا” في رمضان قبل الماضي من إنتاج العدل جروب الذي حقق فيه نجاح معقول ..  يومها تفائل محبي محمد سعد خير بالقادم بعد تعثرات عديدة… و لكن إصراره على أن يكون هو النجم الأوحد.. المخرج و المؤلف و البطل و أمه و أخوه و إبن عمه أضر به تماما.. على النقيض .. أصبح أحمد حلمي مؤسسة متكاملة دعاية.. إعلان … إنتاج .. و بخطوات هادئة و متابعة جيدة و تواصل في السوشيال ميديا يحافظ على مكانه رغم أنك تستطيع أن تحرك أي شخصية من أغلب أفلام أحمد حلمي من فيلم لأخر دون أن تحس بأي مشاكل و بأي إختلاف….

 

https://www.youtube.com/watch?v=mHgoMBOFdZM
محمد سعد و محمد فؤاد .. ظهرا في نفس وقت أحمد حلمي و عمرو دياب… كان هناك تنافس واضح و لكن الآن شتان الفارق بينهم…

النجاح ليس موهبة فقط… النجاح تخطيط و إهتمام مستمر و إيمان بفريق عمل … أؤمن تماما أن الذهب لا يصدأ.. و لكنه يحتاج لتلميع و تجديد و ربما إعادة تشغيل و تصنيع .. و هو ما يفعله دائما عمرو دياب و أحمد حلمي … و لا يفعله أبدا محمد سعد و محمد فؤاد.