محمد خان يكتب: سعاد حسني في الميدان

مع ذكرى رحيل سعاد حسنى مؤخرا خطر ببالى السؤال : هل لو كانت لا تزال معنا اليوم ما كان سيكون موقفها من الثورة وهل كانت ستتواجد وسطنا بالميدان ؟. والإجابة طرحت نفسها على تلقائيا وتخيلتها تنزل من منزلها بالزمالك وتشق طريقها الى ميدان التحرير سيرا على قدميها إلى أن تلتحم بالزحام وتشاركهم الهتاف بأعلى صوتها” الشعب يريد إسقاط النظام ” .

تذكرت واقعة حدثت أثناء زيارة خاطفة لها للقاهرة فى مرحلة غربتها بين باريس ولندن لمتابعة علاج ظهرها ، يوم اكتشفت بالعمارة التى تقطنها وجود فريق طلبة من معهد السينما يصورون مشروع تخرج زميل لهم ، فلم تتردد بأن تزورهم وتقضى معهم ليلة كاملة تتابع عملهم بشغف شديد . فكم هزنى تصورى لهذا الموقف ويقينى للمشاعر التى من المؤكد دارت بداخلها إفتقادها متعة الوقوف أمام الكاميرا مرة أخرى. فإذا كانت علاقتى بسعاد قبل وأثناء تصوير فيلمنا الوحيد معا ” موعد على العشاء” ، علاقة غلب عليها الحذرالطبيعى بين مخرج جديد على الساحة ونجمة كبيرة، إلا أن هذا لم يحد من أن تنمو صداقتنا بعد ذلك. ربما لقاءاتنا كانت قليلة أو عابرة مثل مطاردتها لسيارتى فى شارع مراد إلى أن أثارت إنتباهى واستوقفتنى لمجرد الحصول منى على اقتراح عنوان لفيلمها الجديد الذى كان لا يزال فى مرحلة التصوير. رغبتى الشديدة فى العمل مع سعاد مرة أخرى لم تتوقف وفكرة جمعها مع فاتن حمامه لأول مرة فى فيلم كان بالفعل أول ترشيحاتى المثيرة لفيلم ” أحلام هند وكاميليا”. واجتمعنا فى نادى الجزيرة عدة ساعات استمع الى تصورها لدورها فى الفيلم ولم أستجب لرؤيتها بتاتا وبالتالى لجأت الى ترشيحات أخرى. وكانت هناك فترة التليفونات وانطوائها التدريجى بعيدا عن الصحافة والمعارف وإعتمادى على إشارات الإتصال المتفق عليها بيننا بعدد رنات جرس التليفون إلى طلب رقمها مرة أخرى حتى أن ترفع السماعة ونتحاور ونتبادل الأخبار والآراء . وفى لندن أثناء طبع نسخ ” أيام السادات ” اتصلت بها لأسمع رسالتها الصوتية ” أنا زوزو النوزو كونوزو ” كوبليه أغنيتها الشهيرة فى “خللى بالك من زوزو ” ، كى أخبرها بتواجدى بالمدينة.، فإتصلت برقمى بعد عدة دقائق لأسمع صوتها لآخر مرة ونتبادل الشوق والتحية.

هذا المقال نُشر فى جريدة التحرير فى ٦ يوليو ٢٠١١

نرشح لك

[ads1]