إيمان سراج تكتب: السقوط الدرامي الحر

مع انتصاف شهر رمضان المبارك تتضح الصورة العامة لمعظم الأعمال الدرامية التي تابعها المشاهدون فيه، والتي منها ما جذب المشاهدين وحرصوا علي متابعتها، ومنها ما انصرف الكثيرون من مشاهدتها تماماً.

ومنها من حقق نجاحاً فنياً كبيراً، ومنها ما حقق نجاحاً جماهيرياً رغم تكرار القصة في أعمال أخري وتكرار البطل لنفسه، والملاحظ في دراما رمضان لهذا العام، أنها تسير علي نفس النهج وتدور حول نفس الدائرة، -دائرة الجريمة والعقاب- شاهدنا، في معظمها، جرائم قتل، خطف، محاكمات، اضطراب نفسي! ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل امتد إلى تشابه في بعض المشاهد وأسماء بعض أبطال الأعمال!

بالطبع لم يسعفني الوقت لمتابعة كل الأعمال، لكن هناك أعمال كنت حريصة جداً علي متابعتها، لما لأصحابها من نجاحات سابقة.

ومن هذه المسلسلات -سقوط حر- فقد انتظرت هذا العمل منذ اللحظة الأولي التي تم فيها الإعلان عنه، كان لدي حماس كبير لرؤية ماذا ستقدمه لنا مريم نعوم هذا العام وخصوصاً أن البطلة هي نيللي كريم، لما لهما من نجاحات متتالية معاً، بداية من سجن النساء، ذات، تحت السيطرة، وسقوط حر. وأعتقد أن هذا كان شعور كل من يهتم بمتابعة الأعمال الرمضانية.

للأمانة لم يكن سقوط حر على نفس مستوي انتظارنا، وإحقاقاً للحق، الفكرة في حد ذاتها جيدة جداً، وكما عودتنا مريم في اهتمامها بقضايا ومشكلات يخجل منها المجتمع ككل، وربما يحاولون إخفاءها، لكنها تتطرق إليها وتغوص فيها وتعريها وتكشفها لنا، كحياة السجينات في سجن النسا، والإدمان في تحت السيطرة والمرض النفسي في سقوط حر.

ورغم جمال الفكرة، لكن لم يشعر المشاهد بترابط العمل، لم يصل إلي وجدانه، شعر فقط أن هناك فكرة جيدة، وأداء تمثيلي مبهر، وهذا علي غير العادة في مسلسلات مريم نعوم، التي يرتبط المشاهد بها من الحلقة الأولي، بل من المشهد الأول.

هناك شيء ناقص، شيء نشعر به لكننا لا نلمسه، ربما المط والتطويل الذي اتسم به العمل السبب، مما أفقده ترابط المحتوى، ولو اختصر العمل في نصف عدد حلقاته، ربما لشاهدنا مسلسلا متكاملا، لذلك أري أن العبء الأكبر هنا، على مخرج العمل، لأنه المسئول الأول في تحريك المشهد وتوجيه الممثل وتوزيع المشاهد.

نيللي كريم كالعادة، تقدم أداءً تمثيلياً احترافياً، مع كل مشهد، تشعر أنها مريضة نفسية بالفعل وليست ممثلة تؤدي الدور، أعيب عليها فقط، وضعها للماكياج في بعض مشاهد المستشفي رغم أنها عودتنا في ذات وسجن النسا،  وتحت السيطرة، أن يكون وجهها خالياً تماماً من أية مساحيق.

أحمد وفيق، السهل الممتنع وإن كان الدور لم يعطه للآن المساحة الكافية لإبراز قدراته التمثيليه الفائقة.

صفاء الطوخي، بارعة في أداء دورها لكنها في بعض المشاهد، كان أدائها أكثر مما يحتاجه المشهد.

أما الطفل أحمد داش فهو صاحب آداء متميز، تشعر وهو يؤدي دوره أنه فاهم وواع ماذا يقدم وليس الأمر مجرد تأدية مشهد تمثيلي فقط.

في النهاية، باق أقل من منتصف الحلقات، أتمني أن يأتينا العمل بشيء مختلف عن نصفه الأول يغير رؤيتنا عنه.

نرشح لك

محمد عبد الرحمن يكتب: الجمهور لا يرحم

دعاء فاروق تكتب: الكماشة رقم (١) في مصر.. قناة الحياة سابقًا

شارك واختار .. ما هو المسلسل الكوميدي الذي تتابعه في رمضان؟ أضغط هنـــا

بنر الابلكيشن