مصطفى كفافي يكتب : بيضة المحافظ

د. مدحت عبد الوهاب مدير محطة دواجن شوشة بمحافظة المنيا أهدي للسيد اللواء طارق نصر محافظ المنيا البيضة التي وجدها في مزرعته .. والمنقوش عليها لفظ الجلالة ( الله ).

خبر قرأناه جميعا ولم يلتفت البعض الي ماوراء هذا الخبر .

لن ألوم الرجل علي مافعل .. فهذا منهجه في الحياة .. هذه طريقة تفكيرة .. ولكن ألا يستحق الأمر بعض العناء من هذا المسؤول بعيدا عن منهج التبرك بالحاكم ..

فطريقة شعراء البلاط في العصور المملوكية والعثمانية لا تختلف كثيرا عن طريقة الدكتور البيطري فكلاهما قال من العبارات التي ضمن بها الاقتراب من شخص الحاكم .. وبالتالي ضمن الحماية والنفوذ في هذه المحافظة الفقيرة .

لماذا لم يفكر مثلا في اهداء هذا الكنز الذي رأه ثمينا الي جهة بحثية او علمية لتأريخ هذه البيضة ..لماذا لم يذهب بها الي كلية العلوم .. أو الطب البيطري أو الزراعة وعرضها أمام الجيل الناشئ الذي يستحق بالفعل أن يري هذه المعجزة ..
لماذا لم يفكر في إقامة مؤتمر صحفي تحضرة كافة وكالات الأنباء العالمية لعرضها أمام عدسات العالم ..

لماذا لم يفكر سوي في سيناريو واحد وهو اهدائها للسيد المحافظ ؟

ربما لو فكر جديا في ذلك لكان حدثا يستحق التغطية بالفعل و كان سيجد كبريات الفضائيات الوثائقية تتهافت علي الرجل المحظوظ الذي باضت دواجنه هذه البيضة..

دعنا من كل هذا .. لو احتفظ بها سرا في بيته وباتت تورث بعد تحطينها للأجيال القادمة سيكون خير رساله لهؤلاء الأبناء والاحفاد أن الله تعالي آياته ومعجزاته ستظل أبد الآبدين علي الأرض .

د عبد الوهاب مثله كباقي الكثير من المصريين الذين يفضلون مبدأ الاستسهال أو الاقتراب من الحاكم .. لم يفكر خارج صندوق الأفكار التقليدي .. لم يفكر أن يستثمر جيدا هذه الفرصة و اختار أقصر الطرق واقربها الي قلبه رغم كونه يحتل موقعا علميا بيطريا هاما في محافظته .

ربما يراه البعض محقا فيما فعل فالمحافظ هو أعظم شخص يمكن أن يدركه عقله في هذه اللحظة الفارقة .

وربما يري البعض الاخر ان الرجل يستحق دراسة نفسية واجتماعية تجيب عن سؤال : لماذا يفضل المصريون الاقتراب من الوظائف الحكومية ومن المسؤولين الحكوميين؟ ..هل سيضمن لهم ذلك فرصا أفضل في الوصول الي المسؤول رقم واحد في المحافظة .. لماذا قاعدة ( ان فاتك الميري اتمرمغ في ترابه) ستظل القاعدة رقم واحد في ريف مصر وصعيدها؟.

القصة هنا لا علاقة لها بالبيضة ولكن علاقتها تمتد الي قطاع عريض وواسع من المصريين يفكر بنفس المنهج وبذات الاسلوب .

ذهب الدكتور عبد الوهاب الي عمدة العمد .و شيخ المشايخ .. كبير رؤساء الأحياء .. أكبر شخص ممكن ان يتخيله عقله ..

السيد اللواء المحافظ .. ليهديه بيضته .. (التي صارت الآن بيضة المحافظ ) .

اقرأ أيضًا:

مصطفى كفافي: يحدث الآن بمدينة الإنتاج الإعلامي

مصطفى كفافي: متى يستفيد السيسي من درس الجزيرة ؟

مصطفي كفافي : لا نحصل على تمويل من ليبيا

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا