أمل فوزي: "ودارت الأيام" مستوحاة من قصص إنسانية.. وإهداء العرض لسيدة المسرح شرف لنا

صراع مرير داخل النفس بيّن الإبقاء على مكنون النفس البشرية وما يُسببه من إيذاء نفسي وبدني، ومن ثم انعدام الثقة بالنفس وبيّن إظهاره للنور لمحاولة التخلص منه أو تطهير الذات، لذا فقد أبدع وتألق صناع العمل المسرحي المتميز في الغوص والإبحار في أعماق النفس البشرية وكأن كاتبة العمل تحدثت بالأصالة عن نفسها ونيابة عن الكثيرات من النساء ليتحررن أو ليتطهرن من ألم بهن من إيذاء جسدي ونفسي وليصرخن بكل قوة وثقة ليعلن عن رفضهن لهذا الإيذاء.


حاور "إعلام دوت كوم" الكاتبة أمل فوزي حول كتابتها للعرض المسرحي "ودارت الأيام"، وإهدائهم العرض لسيدة المسرح سميحة أيوب، وهل قلقت من كون أولى أعمالها المسرحية تنتمي لـ مونودراما، وأكثر المشاهد التي أثرت فيها أثناء الكتابة، وأبرز ردود الأفعال التي جاءتها حول العرض، وفيما يلي أبرز تصريحاتها:

ـ "ودارت الأيام" كتبتها منذ 13 عاما وكان من أحلامي أن تقوم ببطولتها القديرة سميحة أيوب وبالفعل قرأت النص وأعجبت به كثيرا لكنها كانت مشغولة في تلك الفترة كثيرا وتوقف العمل فارتبطت بعمل خارج مصر.


ـ بدأت بعد عودتي لمصر إعادة كتابة العمل مرة أخرى وقمت بتنقيحه وإضافة بعض الأفكار والمشاعر على صلب القصة الأصلية التي كتبتها منذ 13 عاما، فالقصة كانت بالأساس مونودراما لسيدة تستدعي ذكرياتها وتقوم بعمل مراجعة ذاتية لنفسها.

ـ لم أتذكر المدة التي استغرقها كتابة النص في المرة الأولى ولكن أتذكر جيدا المدة التي أخذتها لإعادة كتابته وتنقيحه، فالنسخة الشبه نهائية كانت بين يدي بعد 3 أشهر.

ـ قصة العرض ليست سيرة ذاتية ولكنها مستوحاة من قصص إنسانية فدائما ما نسمع قصصنا كسيدات ونبوح بها لبعضنا، وطبيعة عملي كصحفية ساعدتني كثيرا في قربي من قصص السيدات وأصبحت أعلم الكثير عن مشاعرهن وقصصهن وتجاربهن.


ـ إهداء العرض لسيدة المسرح العربي سميحة أيوب شرف كبير لنا فهي سيدة استثنائية لديها خبرات حياتية عظيمة، كما كانت الداعم الحقيقي للعمل فهي أول من قرأت النص عندما كتبته منذ 13 سنة وتحمست كثيرا له وفي المرة الثانية قرأته لها وأخبرتني أنه من الضروري أن يتحقق هذا النص وساعدتني في توجيه النص وتواصلت مع مدير مسرح الهناجر المخرج المسرحي شادي سرور ودخل النص لجنة قراءة وتمت الموافقة عليه ورشحت لنا المخرج فادي فوكيه لإخراج العرض.


ـ لم أقلق في بداية الأمر من كون أولى عروضي المسرحية مونودراما فقد كتبته من أعماق قلبي دون حسابات فنية ولأن لدي رؤية محددة وبإحساس محدد أردت أن يخرج في القالب الذي خرج عليه وهو التطهر أو المونودراما وأن بطلة العمل تتحدث فيه عن ذاتها ولا يُحكي عنها فتكون هي الفاعل، ولكن بدأ ينتابني القلق عند تنفيذه فكيف سيخرج هذا النص الطويل كعمل مسرحي خاصة وأنه أول أعمالي.

ـ حرصت على حضور البروفات بشكل يومي حتى أدعم فكرة الكتابة عن بُعد وعند تنفيذها وكيف ستكون الإضاءة والموسيقى شريك درامي مع العمل المسرحي فكل هذه التفاصيل كان من المهم مُعايشتها.


ـ تجاوزنا حدوث ملل في "ودارت الأيام" بفضل رؤية المُخرج فادي فوكيه التشكيلية والإخراجية وعبقرية الفنانة وفاء الحكيم في تجسيد الدور وفهمها الجيد لما وراء المعنى وتصديقها له فقد كانت تعيش كل يوم بطاقة وإحساس جديدين فقدمت النص بعمق وصدق مما جعل الجمهور ينسجم معها ومع العرض.

ـ اختيار أم كلثوم كبطل بجانب الدراما كان رؤية لمُخرج العرض فقد اخترت موسيقى البيانو كشريك في الدراما مع النص ومعها بعض أغاني أم كلثوم ولكن الأستاذ فادي فوكيه كان حاسما وجريئا للغاية في اختياره لسيدة الغناء أم كلثوم لتكون حالة مُعبرة عن حال بطلة العمل فكانت تُكمل الحوار بشكل أو بآخر وهُنا يأتي دور خبرته وامتلاكه للأدوات المسرحية.

ـ لم يكن لدينا اختيار في وجود ممثلين كثيرين نظرا لانتماء العرض لـ مونودراما فكان من الطبيعي أن يظهر الزوج كصوت لكننا قمنا بعمل تنويعات ومن هنا ظهر فكرة أن يظهر مرة بصوته وأخرى تقول الفنانة وفاء الحكيم جُمل عن لسانه وأحيانا يظهر كشبح كرمزية لرؤيتها له فهو بالنسبة لها "بُعبع الحياة الذي يعطلها".

ـ أكثر المشاهد التي تأثرت بها كانت مواجهة بطلة العمل لزوجها واعترافها بمشاعرها وأحاسيسها الداخلية كأنثى فهذه المشاهد كانت صعبة للغاية وصعوبتها تكمن في أن هذا الأمر حساس للغاية فكيف أقدمه دون فجاجة فأنا موقنة أن اللغة تستطيع التعبير عن كل شئ، كما أن مرض البطلة واستئصالها للثدي وإحساسها بذاتها وبجسدها وكيف أثر مرضها على علاقتها بزوجها كان مؤثرا للغاية.

ـ ردود الأفعال على كافة المستويات أسعدتني كثيرا وكل رد فعل له خصوصيته فردود الأفعال النقدية المُتخصصة كانت إيجابية ورائعة والملاحظات التي كانت بها مهمة للغاية ،وردود الأفعال على المستوى الإنساني كانت عظيمة مملؤة بالود والدفء ولطف كبير فما يخرج من القلب يصل للقلب.

نرشح لك: العودة للماضي "قبل أن تبرد القهوة"