شريف سعيد: خورشيد وفودة ومجدي لم يشاركوا في صناعة الكذب

سما جابر

قبل خمس سنوات من الآن أثار الفيلم الوثائقي “صناعة الكذب” جدلاً كبيرًا بالوسط الإعلامي باعتباره أول وثيقة مرئية ترصد الدور الذي لعبه الإعلام المصري خلال ثورة 25 يناير.

FDFGHJ
شريف سعيد- مخرج الفيلم

الفيلم أنتجته شركة “iFilms Media Production” وباعت حقوقه لقناة “الجزيرة الوثائقية” وشارك فيه عدد من الإعلاميين والصحافيين الذين تحدثوا عن كواليس الإعلام بالقنوات والصحف – الخاصة أو المملوكة للدولة – في هذه الأيام الحرجة، وما التعليمات التي وُجهت لهم لمواجهة الخطر الداهم الذي يتعرض له نظام مبارك، لتكون المُحصلة إعلام كاذب حاول خداع المصريين وتضليلهم.

ضمن ملف “إعلام.أورج” عن إعلام ثورة يناير، سألنا مخرج الفيلم “شريف سعيد” عن كواليس وتفاصيل ربما تنشر لأول مرة وعن الفرق بين صناعة الكذب 2011 وما يجرى في الإعلام المصري الآن.

خلال فيلم “صناعة الكذب” تعاملت مع مجموعة ضخمة من الإعلاميين والصحافيين منهم محمود سعد وتامر أمين وأماني الخياط ووائل قنديل، من منهم ظل ثابتًا على موقفه ومن بدل آراءه وأصبح من “المتحولين”؟؟

يجب أن أفرق بين من عُرفوا بـ “المتحولين” وبين هؤلاء الذين عدلوا بعض مواقفهم كأي إنسان عاقل يعيد تقييم قناعاته الفكرية وفقا للحقائق التي تُستحدث أمامه ووفقا لإعادة ترتيبه لمدركات الخطر المحيط بالوطن، وبعيداً عن تقييمي الشخصي لأي زميل، مقاطع الـ “يوتيوب” شاهدة على الجميع، لكني أعتز كثيرا بالمحترم “محمود سعد” الذي أعلن انسحابه من منظومة الإعلام الكاذب لـ “أنس الفقي” في اليوم الأول من ثورة يناير.

محمود سعد

ما هي أبرز الحوارات التي سُجلت ولم تُعرض في الفيلم؟

سجلت حوارًا طويلاً لساعات مع المنتجة “اعتماد خورشيد” داخل منزلها في شارع البرازيل بالزمالك، بهدف التوثيق التاريخي لـ “صناعة الكذب” في مصر، اعتماد كانت خائفة جداً أثناء فتحها لباب الشقة بسبب شعورها الدائم بأن هناك من سيغتالها!! تحدثت اعتماد في حوارها باستفاضة عن علاقتها بصلاح نصر وصفوت الشريف، كان حواراً فضائحياً وخطيراً عن الستينيات التي أصلت لإعلام صناعة الكذب حتى الأن، وفي رأيي هذا الحوار يصلح كفيلم أخر مستقل.

ولماذا تم حذفه من الفيلم؟

النسخة المبدئية لمدة الفيلم بعد المونتاج تعدت الثلاث ساعات ولم يكن أمامنا كصناع للفيلم داخل شركة الإنتاج سوى اتخاذ قرار مؤلم بحذف حوار اعتماد خورشيد والتركيز على إعلام الـ 18 يوما.

هل اعتذر أحد عن المشاركة في الفيلم؟

كان من المفترض أن يتم التسجيل مع الإعلامي المحترم “يسري فودة” لكن ظروف انشغاله ببرنامج “آخر كلام” – والذي كنت مخرجا له أيضاً- حالت دون ذلك، أيضا حاولنا التسجيل مع “رشا مجدي” التي كانت مذيعة بقطاع الأخبار في التليفزيون المصري وشاهدة عيان على دور رئيسه “عبد اللطيف المناوي” في إدارة الخدمة الخبرية للتليفزيون المصري أثناء الثورة إلا أنها رفضت بشكل قاطع، لكن هذه الشهادة أدلت بها وأوفت الإعلامية أماني الخياط.

أماني الخياط

من الناجين من فخ صناعة الكذب وقت ثورة يناير؟

قمت مع الفريق البحثي للفيلم بإعادة مشاهدة كل ما قدمته القنوات المصرية والصحف خلال الـ 18 يوم، لم ينج من صناعة الكذب سوى جريدة الشروق وقناة ONTV.

لماذا لم يتم إنتاج جزء جديد من الفيلم عن إعلام الإخوان وخاصةَ عن قناة الجزيرة التي اتبعت هي الأخرى بعد الثورة منهج التضليل الإعلامي؟

كان هدفنا صناعة وثيقة مرئية لمن يأتي بعدنا عن الإعلام المصري خلال فترة الـ 18 يوم حتى لا تتوه الحقائق، أما فكرة إنتاج أجزاء أخرى من الفيلم فلم تكن مطروحة لأن الإعلام دائمًا ما يمارس الكذب، سواء إعلام الدولة أو الإعلام الخاص أو قناة الجزيرة، مؤسسات الإعلام ليست جمعيات خيرية!!

FGHU

ولو صنعت جزءاً جديداً من صناعة الكذب عن قناة الجزيرة، كيف ستتناوله؟

ما أعرفه جيدا أني سأبدأ الفيلم بمشهد شهير لأحداث “مسجد الفتح”، كانت الجزيرة تبث الصورة بكاميرات الهواتف المحمولة من داخل المسجد باعتبار أن الأمن يطلق قنابل مسيلة للدموع على الإخوان المعتصمين، في نفس اللحظة كشفت كاميرا “ONTV” المشهد الحقيقي من الخارج، لتكشف أن الإخوان على عتبات المسجد فتحوا طفايات الحريق بوجه الأمن، هذا المشهد بأسره نموذج في صناعة الجزيرة للكذب.

DFGHJK

ماذا لو عرضت عليك “الجزيرة” إنتاج فيلم عن صناعة الإعلام حاليا؟

الجزيرة أهم جهة منتجة للأفلام الوثائقية بالمنطقة العربية، لكن لا يمكن التعامل وثائقيا معها بعد الموقف الذي اتخذته من الإرادة الشعبية للمصريين في 30 يونيو، للوطن حسابات أهم.

هل مازال الإعلام المصري يمارس التضليل بعد 5 سنوات من الثورة؟

وصل الإعلام المصري حاليا لمرحلة من الكذب والتضليل أسوأ بسنوات ضوئية من السنوات الخمس الماضية، الإعلام المصري الأن يُبهر النازي “جوبلز” في قبره!!

في حالة إنتاج فيلم وثائقي جديد عن الإعلام حالياً، مَن ستختار من الإعلاميين ليكونوا ضيوفاً فيه؟

يسري فودة وريم ماجد وباسم يوسف ودينا عبد الرحمن وجيهان منصور ومحمود سعد، ومن الموجودين حاليًا على الساحة شريف عامر، وعلى كل حال لا أعتقد أني سأقوم بإخراج جزء جديد من “صناعة الكذب”، الوضع الإعلامي حالياً لا يحتاج لتوثيقه مُخرج أفلام وثائقية بقدر ما يحتاج مُخرج أفلام بورنو!!

SDFGBN

 

المزيد عن إعلام ٢٥ يناير ..مشاهد باقية

عندما كتب عبد الله كمال : نلتقي بعد الثورة

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا