أول تحليل لديكورات ١٧ برنامج "توك شو"

إسراء النجار

ديكورات برامج التوك شو تسهم بشكل كبير في خلق العالم النفسي الذي تتمنى البرامج أن تضع مشاهدها فيه، إذ أن التأثير لا يتوقف على ما ينقله المقدم وطريقة وزاوية تقديمه فقط، لكن أيضًا الديكور والألوان والإضاءة والمؤثرات من أهم العناصر الجاذبة أو الطاردة لعين المشاهد.

افتقدت ديكورات برامج “التوك شو” الجمع بين الأصالة والمعاصرة بشكل يدمج المشاهد ذهنيًا مع البرنامج حتى لو اختلف مع مقدمه، فنجد أغلبها إما مقتبِسة “إستايل” غربي في نوعية الديكور والأثاث المودرن، وإما فريسة لـ”التاتش” المحلي بألوانه الزاهية وإضاءته الكثيفة، إلا قليلًا من البرامج التي حاولت الجمع بين العالمين فجاءت أحيانًا باهتة وأحيانًا مقبولة.

وبعد النظر إلى ديكورات أهم برامج “التوك شو” على مختلف القنوات المصرية، حاولنا ترتيبها من الأسوأ للأفضل وفقًا لما قدمه كل برنامج من محتوى بصري، مع الإشارة إلى أن الترتيب غير مرتبط تمامًا بالقيمة التي يقدمها البرنامج أو بمدى مهنية مقدمه.

(17)

مصر اليوم.. فين الإستوديو؟

“مكتب زجاجي وكرسيين جلد وشخبطة في الحائط”.. هكذا نجد ما نسميه أستوديو مجازًا على المكان الذي يذاع منه برنامج “مصر اليوم” على قناة “الفراعين” والتي تعاني من أزمات مالية أدت لتوقفها عدة مرات.

والسؤال هنا هل سيطور سيادة النائب توفيق عكاشة  أستوديو القناة الفقير؟ أم سيتفرغ لدوره في البرلمان، ويترك زميلته في القناة “حياة الدرديري” لتقديم برنامجها الذي لم يتركه لها رغم اعتزاله، وحل عليها يوميًا كضيف يتحدث أكثر مما ينصت!

مصر اليوم

(16)

على مسئولية أحمد موسى

يشعرنا ديكور إستوديو “على مسئوليتي” بجو تترات مسلسلات الجاسوسية، حيث الشريط الأزرق المموج والصورة الداكنة ذات اللون الواحد، التي لا تتغير في خلفية المذيع مهما حدث.

والصورة الكاملة للإستوديو المتواضع من حيث الحجم، تعزز جو دراما الجواسيس، فالديكور لا يوجد فيه شيء ملفت سوى الإضاءة الضبابية، التي تصنع حالة من التوتر، ربما لإجبار المشاهد على الانتباه لما سيفصح عنه المذيع “على مسئوليته”!

موسى

 على مسئوليتى

(15)

حضرة المواطن.. بيولعها

يحض ديكور “حضرة المواطن” على إثارة المعارك، فخلفية المذيع في الفقرة الإخبارية التي من المفترض كونها صورة مصغرة للقاهرة ليلًا بنجومها ووهجها، أشبه بشظايا النار المتفرقة إثر إطفاء الحريق.

والنظرة العامة للإستوديو تكمل الحالة الشعورية بالحرب النفسية، حيث التداخل غير المتناسق بين اللون الأزرق والبني، أما مساحة الاستوديو تبدو جيدة، وربما خففت من قسوة ألوان الديكور.

سيد علي -2

dddee (12)

(14)

“السادة المحترمون”.. أين يجلسون؟

السؤال الأول.. هل تبخل “ontv” على أحد أهم إعلامييها “يوسف الحسيني” بإستوديو أوسع من ذلك؟ الغريب أنه تم تجديده مؤخرًا ولم تكن المساحة ضمن الأشياء القليلة التي شملها التغيير.

أما الخلفية الجديدة -بألوانها وإضاءتها- جعلت الإستوديو شبيهًا بنظرائه في برامج الأغاني واكتشاف المواهب، لكن تظل المساحة القليلة والطاولة الصغيرة التي لا تحتمل أكثر من ضيفين على أقصى تقدير، أهم علامات ديكور “السادة المحترمون”. ليأتي السؤال الثاني.. ماذا لو قرر الحسيني يومًا ما استضافة ثلاثة في فقرة واحدة؟

dddee (7)

السادة المحترمون

(13)

مفتاح الحياة.. قاعة أفراح زرقاء

إذا كان المشاهد يتجول بين قنوات التلفزيون، وتوقف بالصدفة عند برنامج “مفتاح الحياة” على قناة “الحياة 2″، قد يستغرق دقائق لاستيعاب الصدمة البصرية من الإضاءة الكثيفة لإستوديو البرنامج، فرغم أن اللون الأزرق مريح للعين، لكن الإضاءة الزرقاء تظهر كثيفة بشكل مزعج في خلفية المذيعة إيمان عز الدين وضيوفها، وبشكل أشبه بقاعات الأفراح الرديئة.

مفتاح الحياة

dddee (8)

(12)

لازم نفهم.. لم يتعلم من “عصير الكتب”

ربما ضرورة “الفهم” الذي أرادها لمشاهديه، جعلت صناع ديكور برنامج “لازم نفهم” على “CBC” يلجأون لفكرة تقليدية وهي تصميم أرفف كتب تظهر بشكل واحد “ممل” على جدران الأستوديو، ليس هذا فقط بل اعتمدوا على ألوان قليلة “قاتمة” انحصرت –غالبًا- في اللونين “الرصاصي والأسود”، وهي التقليدية التي هرب منها صناع ديكور برنامج “عصير الكتب” الذي كان يقدمه الكاتب الساخر والسيناريست بلال فضل على قناة “دريم” عام 2010، فجاء الديكور يبعث على التفاؤل كأنه يحمل رسالة مفادها أن القراءة والفهم لا يقترنان بالقتامة والكآبة.

وإصرارًا على استقطاب الجمهور للملل، يظهر الإعلامي مجدي الجلاد، مقدم البرنامج، بكادر واحد في الفقرتين “الإخبارية والحوارية”، عكس معظم البرامج التي تحرص على علاج “زهق” المشاهد من طول ساعات “الهوا”.

لازم نفهم

(11)

العاشرة مساءً.. عرفنا والله

الربط بين اسم البرنامج والساعة التي تتصدر خلفية المذيع كي تعطي إشارة انتباه أننا في “العاشرة مساءً”، مشهد مل منه المشاهد، إذ لم تتغير الساعة ذاتها منذ كانت الإعلامية منى الشاذلي تقدم البرنامج، لنجد بعد سنوات طويلة الديكور ذاته مع بعض التغييرات الطفيفة.

“زهق” المشاهد امتد ليشمل ساحة العراك الطويلة التي يجلس عليها الإبراشي خلال إجراء الحوارات والمواجهات، فهي أطول طاولة حوار في برامج “التوك شو”، ولها دور كبير في منع التشابك بالأيدي بين الضيوف.

والغريب أن البرنامج عندما أراد التغيير في “الفقرات الفنية” لم يضف سوى “أنتريه أبيض” على ديكور “السفرة” ذاته المحصور بين اللونين البيج والبني، ليشعُر المشاهد أنه في تصفية خلاف عائلي!

dddee (16)

العاشرة مساء

dddee (9)

(10)

90 دقيقة.. فيه حاجة غلط

الشوت الطويل لإستوديو برنامج “90 دقيقة” يعكس ديكور “مقبول”، وعندما تركز الكاميرا على مقدم البرنامج تكون خلفيته مريحة بعض الشيء بالمقارنة بكادر أحد ضيوف البرنامج، الذي يستطيع المشاهد أن يراه “بالعافية” من صخب الديكور خلفه، وأي برنامج توك شو يعتمد بالأساس على close shoot لمقدمه أو ضيوفه.

بخلاف ذلك، اللون الأخضر الفاتح في أرضية الاستديو لا يتناسق مع باقي الديكور، ما يجعل الشكل العام “فيه حاجة غلط”.

90 دقيقة

dddee (6)

(9)

بوضوح.. في الركن البعيد الهادي

بشكل عام الإستوديو جيد. لكن الديكور الهادئ والألوان الدافئة والإضاءة الخفيفة بعض الشيء، جعلت البرنامج يأخذ طابع “الركن البعيد الهادي”، إذ يزين أحد جدران الديكور “تابلوه” ناعم، أما الجدار الآخر فيأخذ شكل أشبه بالمكتبة المنزلية التي يتوسطها جهاز تلفزيون.

غير ذلك، هناك جدارين أشبه بـ”الـشباكين” جعلا الديكور شبيه بالغرفة، وربما أراد برنامج “بوضوح” هذا الدفء لهدوء مقدمه عمرو الليثي، ولخصوصية بعض حلقاته.

بوضوح

 (8)

القاهرة اليوم.. living room

لأن مساحة الإستوديو كبيرة، تظهر خلفية الفقرة الإخبارية “مشوشة” فتجد خلف عمرو أديب أو رانيا بدوي أكثر من خلفية واحدة، وتُظهر اللقطات الضيقة لمذيع البرنامج خللًا في التنسيق بين الألوان.

أيضًا رسمة القاهرة في الخلفية أصبحت فكرة تقليدية، وإن كانت مناسبة لاسم البرنامج “القاهرة اليوم”.

أما أبرز ما يميز ديكور البرنامج الذي يعرض على قناة “مُشفرة” هو أنه يشبه الـ”living room”، لذا يشعر مشاهدوه بالألفة، خاصة أنهم من الطبقات التي تملك رفاهية وجود “living room” وثمن “اشتراك” قناة البرنامج.

عمرو اديب

dddee (10)

القاهرة اليوم

(7)

الحياة اليوم.. قاعة أفراح فاخرة

رغم أنه يتشابه مع ديكور إستوديو برنامج “مفتاح الحياة” في استخدام الإضاءة المزعجة وتوظيف الألوان بشكل خاطئ، إلا أنه أكثر رقيًا بشكل عام.

النظرة العامة على إستوديو “الحياة اليوم” الذي يُعرض على قناة “الحياة” تعطي إحساس بأنه مميز من حيث استغلال المساحة الواسعة في تنسيق ديكورَي الفقرات الإخبارية والحوارية، إلا أن اعتماده على اللون الأحمر بشكل مكثف مع مزيج من الألوان الأخرى المشعة التي تتناثر في كل قطعة من أجزاء الديكور، بدءًا من الأرضية وحتى الشاشة الكبيرة التي توجد خلف المذيع لعرض الأخبار والفيديوهات، تجعله أشبه بـ”قاعة أفراح فاخرة”.

تامر امين

dddee (11)

الحياة اليوم

 (6)

هنا العاصمة.. مطعم 5 نجوم

ألوان خلفية البرنامج الهادئة وديكوره الراقي بعض الشيء، تعطي إحساس للمشاهد كأنه في مطعم 5 نجوم، من تلك المطاعم التي لا توجد غالبًا إلا في “العاصمة”.

مساحة الإستديو أيضًا تشارك في صنع حالة “الفخامة” المخصصة لمقدمة “التوك شو” الأولى على شاشة “CBC”، لميس الحديدي، التي تظهر في مشهدين، الأول خلال تقديم الفقرة الإخبارية مع شاشة عرض جانبية كبيرة، والثاني لـ”مائدة” طويلة للنقاش في الفقرات الحوارية.

هنا العاصمة

dddee (17)

(5)

هنا “ممكن”

تشابه إستوديو برنامج “ممكن” مع زميله في برنامج “هنا العاصمة”، المذاع عبر نفس الشاشة “CBC” من حيث المساحة الواسعة، ووضعية جلوس المقدم وعلى يمينه شاشة العرض الكبيرة، أي أن الديكوريين نفس الفكرة تقريبًا، باختلاف “ستايل” المكتب الذي يجلس عليه المذيع.

واختلف أيضًا ديكور “ممكن” في ألوانه، فنجد مثلًا خلفية المذيع في الفقرة الإخبارية مزيج من ألوان الموف الفاتح مع بعض الخطوط الطويلة بألوان داكنة، إضافة إلي وجود لوجو البرنامج في شريط عرضي كسر الخلفية التقليدية وجعلها محببة للعين.

خيري رمضان

ممكن

(4)

يحدث في مصر.. ببساطة

ربما أراد البرنامج اختلافًا مقبولًا وسط زحمة “التوك شو”، من حيث ترك الإستوديو خاليًا من الأثاث، والاكتفاء بطاولة ليست كبيرة لمقدم البرنامج في الفقرة الإخبارية وإجراء الحوارات، إضافة إلى مقعدين يستخدمهما أحيانًا في الفقرات الفنية.

واستكمالًا لحالة الهدوء التي يضفيها شريف عامر مقدم “يحدث في مصر” على “MBC مصر”، اعتمد الديكور على اللونين الأبيض والرصاصي الفاتح بكثافة مع مزجهما بخطوط من اللون الأحمر، كما استعان بخلفية واسعة للقاهرة ليلًا، وتعد هى الخلفية الأصدق للقاهرة وسط كل البرامج التي استخدمتها، إذ تظهر “حية” وألوانها غير متكلفة.

dddee (17)

12348560_10153675613327534_1693560465_n

(3)

“مكتب” إبراهيم عيسى

لأن شخصية الإعلامي إبراهيم عيسى هى الطاغية على كل ما قدمه ويقدمه، لذا فديكور برنامجه الحالي على قناة “القاهرة والناس” مناسب جدًا لاسم البرنامج “مع إبراهيم عيسى”، وفكرته التي تقوم في الأغلب على إجابة “عيسى” عن أسئلة واستفسارات المواطنين.

فمن هنا لا يحتاج الإعلامي أكثر من إستوديو بسيط يشبه “أوضة مكتب”، يصاحبه فيه مكتب وبعض الكتب و”أباجورة” وتليفون ومروحة وراديو.

فيما خدّمت الإضاءة على نفس الفكرة، فجاءت خافتة ومُركزة فقط على مقدم البرنامج، ليجد المشاهد نفسه حقيقةً “مع إبراهيم عيسى” وليس في برنامج “توك شو” تقليدي.

مع ابراهيم عيسي

dddee (4)

(2)

البيت بيتك “فعلًا”

ديكور “البيت بيتك” يتناسب مع اسم البرنامج، إذ يُشعِر المشاهد أنه يجلس في بيته، بدءًا من “الأنتريه” المحاط بـ”إكسسورات” منزلية كـ”النجف”، إضافة إلى وجود “سجادة وتربيزة” في منتصف الغرفة أو “الأستوديو”.

أما الإضاءة فنجدها منسقة جيدًا، خاصة في التداخل بين الألوان الفاتحة والقاتمة، بشكل مريح للعين.

البيت بيتك

(1)

آخر النهار.. أول ديكور

يتميز ديكور إستوديو برنامج “آخر النهار” بالأناقة دون تكلف، فهو راق رغم بساطة “ستايله” وألوانه.

وتماشيًا مع اسم البرنامج تأتي أغلب الألوان “ليلية”، ويعتمد الديكور بشكل كبير على درجة هادئة ومريحة من “الموف” تحديدًا.

الأكثر تميزًا هو ديكور خلفية الفقرة الإخبارية أو “المقدمة”، خاصة الثلاث كورات المضيئة على الجانب الأيسر والمتداخلة مع اللون “الموف” بشكل رقيق، مع تابلوه بسيط يعطى لمسة جمالية لخلفية المذيع.

dddee (5)

اخر النهار

dddee (18)

اقـرأ أيـضـًا:

الزند لـ”الحضري” ياريت ترجع الأهلي

مسابقة إعلام.أورج ..المقال الفائز بالمركز الأول

السيسي يوضح أسباب صمته على “خناقات الإعلاميين”

صدى البلد: الرئاسة لم تستبعد أحمد موسى

15 “حِكمة” لإبراهيم عيسى في ” مشارف الخمسين”

7 ملاحظات على “تسجيلات” الوطن لناجي شحاتة 

17 تصريحاً لمحمد هاني عن cbc في 2016

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا