أحمد شبكة يكتب: عمر طاهر.. عملها تالت

من زمان و انا حريص علي متابعة مقاله اينما كتب، سواء عندما كان مختفيا في داخل الجريده الذي يكتب فيها أو عندما بدأ يحتل الصفحات الأخيره بجوار اهم الكتاب و الأعمده

كان حرصي دائما علي متابعة الزاوية التي يتناول منها موضوعه، التحليلات كثيره و الاراء لا حصر لها و حتي الهري متوفر و لكن وحده كان يأسرك بزاوية التناول و أحيانا ينتقل بك من زاوية لأخري كمراكبي من اسوان ليس في حاجة لوجود موتور و انما يكفيه الدفه و الشراع ليجعلك تري الضفتين في نفس اللحظه دون عناء و أحيانا أخري يقفز بك من مكان لمكان ككنغر موطنه الأصلي استراليا و لكنه قرر ان يضعك في كيسه و يريك ما يري

حضرت أول توقيع له كصديق و ليس قاريء فقط لكتاب أثر النبي، و مهما كان حظك من قراءة في السيره قل او كثر فحتما ستبهرك زاوية تناوله لشخصيات حول النبي صلوات الله و سلامه عليه غير كل ما قرأته أو سوف تقرأة في هذا الموضوع و عندما انتهيت منه كانت في رأسي جمله واحده “عملتها يا عمر”

و في انتظار كتابة التالي كان كلما خطر ببالي و عبر سنوات من الثقة بانه سيفاجئني حتما و لكن كيف و متي؟

و لم يخيب ظني كالعاده عندما امسكت بكتاب مميز العنوان كالعادة: “شركة النشا و الجلوكوز” طيب وريني كده هتفاجئني ازاي تاني؟ و كانت المفاجأة الأكبر…

لأول مره في حياتي اقرأ كتابا من جمله واحده انتهت مع أخر صفحة، جملة طولها 119 صفحة لا تترك لك ثانية ملل واحده، جمله يأخذك فيها بين الفلسفه و التأمل و الملوخيه و الطعميه و السفرات و الأقوال المأثورة دون ان يتوقف لحظه ليلتقط أنفاسه بفاصل أو نقطة… مبهورا بعد ان اتنهيت منها كانت الجمله الجديده “و عملتها تاني يا عمر”

أما عندما أعلن ان الكتاب الجديد سيكون بعنوان ” إذاعة الأغاني” فكان التحدي أكبر و أخطر… طيب دي أغاني بقي يا عم زاوية إيه اللي هتلاقيها؟ أغاني و ذكرياتك معاها و دمتم هيجيب منين يعني؟

و كان التحدي مع نفسي انني كنت واثق انه سوف يبهرني و لكني عجزت تماما عن توقع زاوية الإنبهار و لم انتظر طويلا فاتجهت مخصوص إلي المكتبه لشراء واحده من أوائل النسخ  ليس فقط شغفا بكل ما يكتب هذا الصديق و لكن غيظا من فشلي في توقع هيعمل إيه تالت؟

و عملها تالت… 21 أغنية معظمهم سمعته و قليل منهم لا أتذكره و اغنيتين لم أسمعهم أصلا و أنا الذي لا تمر أغنية (غير الحديث جدا منهم) الا و احفظها و ادندنها مع مغنيها دون أخطاء كثيره فإذا به لا يحدثك عن أغنية و لا كلمات و لا غيره… يأخذك من يدك من سوريا الي العريش و من تونس الي صعيد مصر، أزمان و أصدقاء و أقارب و وجوه رآها لمره و أرواح عاشرها في دقائق و في الخلفيه تسمع أغنيه ليس لها علاقه بكل ما يحدث و تراه بعينك و في نفس الوقت لها كل السطوه علي الأحداث

مسحورا تنقلت معه بين الأغاني و الأماكن و الأزمان، رأيت المطربه نور الهدي بعد اعتزالها بخمسون سنه و تخيلت شكل أحمد فكرون حاليا و أين هو و بماذا يشعر

رأيت عمر طفلا و طالبا جامعيا و شابا و رجلا و ركبت معه في المقعد الخلفي حينما كان يتكلم مع صديقه عن علبة السجائر الكوتاريلي و سمعت نقاشهم حول استحاله ان تكون المتعة بالمجان…

عمر طاهر متعدد المواهب و الذي اختصني بموهبه منهم و هي ابهاري بزاوية تناوله لكل ما يكتب كل مره و بنفس المهاره مسببا نفس الدهشة و المتعة

أختم مقالي بمقدمة كتاب “إذاعة الأغاني: الصادر حديثا جدا عن دار الكرمه للنشر بالمقدمة التي ابدع فيها عمر:

بينما تجري الحياه…. ثمة أغنية تدور في الخلفيه

و بينما تدور أغنية ما… ثمة حياه تجري في الخلفيه

لمتابعة الكاتب علي الفيس بوك من هنـا

اقـرأ أيضـاً:

أحمد شبكة يكتب: إسكندرية في نوه

أحمد شبكة يكتب: التحرير

أحمد شبكة يكتب: مشروع مصري

أحمد شبكة يكتب: اغرف لي معاك.. عن صورة حاكم دبي

 أحمد شبكة: الاستحمام في الدستور

 أحمد شبكة : ماتكونش علي كراسي بلاستيك…   

 أحمد شبكة: قل فوازير جاهين و لا تقل فوازير نيللي  

أحمد شبكة : عندما يكون “البلوك” حلاً

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا