يسري فودة : لم أقصد شخص "عبد الناصر" في مقالات الشروق - E3lam.Com

أجرت الإعلامية رشا قنديل، مقدمة برنامج “بلا قيود” على قناة ” BBC عربي”، حوارًا مع الإعلامي يسري فودة، مساء اليوم السبت.

وجاء نص الحوار الذي بدأته المذيعة بالقول ” اللهم إني لا أسألك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه”.. هى ليست دعوة إلى الله، وإنما تعليق على عبارة شخصية عامة قال فيها “حرية التعبير أوصلت مصر إلى الحضيض.”

– هل أصبح منهجك الآن، اللطف في القضاء بدلا من رده، والكتابة في الشروق، بدلا من الإختفاء تماما عن المشهد العام؟

اختفيت عن المشهد الإعلامي لمدة عام كامل، وكنت بين خيارين إما البحث عن بدائل أخرى يكون فيها متنفس للتعبير عن الرأي أو البقاء في هذا المشهد.

فلم أصل لحل فيما يتعلق بالخيارين، ولذلك قررت الاكتفاء بكتابة مقال في إحدى الصحف المصرية، على أن تكون معظم كتاباتي تدور حول ما يحدث إعلاميًا في مصر، وألا أستمر كجزء من هذا المشهد الإعلامي.

– هناك شريحة مجتمعية تتهمك بأنك من الطابور الخامس، ومن الخلايا النائمة، ومن العملاء والخونة..لماذا أنت موصوم بهذا؟

هذه الشريحة التي تتحدثين عنها، شريحة صغيرة، لكنها شريحة صوتها عالي، لأنه يُسمح لها بأن يكون صوتها عالي، وذلك في إطار مشهد أعُيدت صياغته بعد 30 يونيو، وهذا لايزعجني كثيرا.

وبكل تأكيد المشهد الإعلامي ” مخزي”، ولا يوجد مصري حقيقي يشعر بالإنتماء الحقيقي للبلد، بكل ما قدمته من ريادة سواء في مجال الإعلام، أو الثقافة، أو الأدب، أو السياسية، يشعر بفخر إزاء ما يراه على شاشات التليفزيون، أو يقرأه على صفحات الصحف.

– قلت إنك تشعر بالذنب، والعجز أمام الدماء التي اريقت..هل لأنك كنت جزءا من الذين مهدوا لـ 30 يونيو، أو الثالث من يوليو، حتى وإن كان عن غير عمد؟

الجميع في مصر يشعر بأزمة نفسية، ويواجه إرهاقًا بدنيًا وذهنيًا وعاطفيًا، وهو نوع من المرض النفسي بين فئات ثلاث، أحدهم فئة تعاني صدمة وحالة من الإنكار بعد 30 يونيو خاصة الإسلاميين، ويقابلها حالة من الهستيريا بُنيت على حالة الخوف والذعر من عام الإخوان في الحكم، وما بينهما حالة من الإحباط من الذين كانوا يحلمون بالديمقراطية ودولة القانون، ومعظمهم من الشباب.

– في حلقة الرابع والعشرين من يونيو 2013، من برنامجك “آخر كلام”، كانت هناك مقدمة نارية عن عام الإخوان الفاشل، وقمت بعرض مقطع لوزير الدفاع وقتها عبد الفتاج السيسي، واعتبر البعض ذلك أنه عملية شحن للـ 30 من يونيو؟

المسألة بدأت مع الإعلان غير الدستوري، في يوم 22 نوفمبر 2012، وما أعقبها بأيام قليلة مما حدث أمام قصر الإتحادية، في رأي وكما ظهر على الشاشة وقتها، أن محمد مرسي لم يعد رئيسا لكل المصريين.

واعتقد أن جماعة الإخوان المسلميين، والتيار الإسلامي بشكل عام إن كان سيعود إلى نسيج الشعب المصري، وينبغي له أن يعود مرة أخرى ، أن يقف أمام هذه اللحظة، ويدرك، لماذا أيقنت غالبية الشعب المصري هذه الحقيقة، وبعد ذلك نتحدث عن أخطاء جسيمة إرتكبها الطرف الآخر .

وإذا كنا نتحدث عن إرهاب سواء داخل مصر، أو خارجها، أو كنا نتحدث عن أخطار محدقة، فإن التاريخ لم يحفظ في ذاكرته على الإطلاق أي مجتمع إستطاع أن يصمد أمام أي تهديد، أو خطر من هذا النوع، وهو منقسم داخليا.

– هل تعاقب السلطة ممثلة في أجهزتها، الصحفيين الذين يُنبشون خلف ما تريد الدولة أن تخفيه؟

ما أطلقت عليه دولة عبد الناصر الإعلامية في مقالاتي في الشروق، لم أقصد به شخص عبد الناصر، وإنما تحدث عن نظام وضُعت له قواعد بعينها تم توارثها، ثم إعادة تحديثها وترجمتها من جديد بما يوافق هوى السلطة.

وعنصر أساسي فيما يتعلق بمسألة القيود على حرية التعبير، والصحافة ، هى الرقابة الذاتية، التي فرضها عبد الناصر بشكل مباشر، عندما عَين رقيباً مقيما داخل كل مؤسسة صحفية، وكان واضحا في تحمله مسئولية القمع .

وهذا المفهوم تتطور عبر السنوات ، والعقود الطويلة، إلى إفتراض من جانب فئة معينة من الصحفيين عادة هؤلاء هم ” المنافقون، المتسلقون الجبناء، الخنازير، الحناتير .”

وليس هناك مصطلح يصف المرحلة الحالية أفضل من مصطلح “المسخرة”.

– أنت لم تُطلب أمام المخابرات العسكرية، أو النيابة العسكرية، ولم تُرفع سماعة هاتف وطلبوا إقاف برنامجك مثلما حدث مع باسم يوسف، وعلى الرغم من ذلك انسحبت وآثرت السلامة ؟

العام الآخير من برنامجي، كان بالسير على حد السكين، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكانت رغبتي الشخصية ألا نُكمل، لكني في القرارات المصيرية أسير وفق رأي مجموع الفريق الخاص بي، وكلهم من الشباب الوردي من الناحية الأخلاقية والمهنية والوطنية، وقمنا بعقد تصويت فيما بينما أن نُكمل أم لا، الأغلبية قالت أن نتحمل قليلًا ونُكمل البرنامج، حتى وإن قلنا كلمة حق في كل أسبوع بحلقة أو حلقتين على الأكثر.

الرقابة الذاتية صارت في مصر حق مكتسب، وبرنامجي توقف منذ الثورة 3 مرات، وأنا لما أقول (ثورة) أقصد 25 يناير لأن مفيش ثورة غيرها، وهذا كان السبب الرئيسي في كل مرة، لأني كنت أرفض أن أصل إلى لحظة اصطدام مع الدولة، ممكن أطلع وأعمل فيها بطل وأقول اللي أنا عايزه، ولكن وقتها يا فرحتي باللي أنا عملته، ولكن وقتها يبقى كرسي في الكلوب وخلاص، ووصلت إلى الحد الأدنى من التضحيات، ولو استمر برنامجي لضحيت بما لا أريد أن أُضحى به.

– عندما أوقفت برنامجك للمرة الأولى إبان حقبة المجلس العسكري، وخرج المسئولون في برامج أخرى، من بينها برنامج الإعلامية “ريم ماجد”، وطالبوك بالعودة..ما وقع ذلك عليك؟ وهل كان ذلك سببا لعودتك مرة أخرى؟

اذكر أن يومها خرج اللواء عتمان مع الإعلامية ريم ماجد، وكأنه يطالب بعودة طفل تائه.. مع شديد احترامي المسألة لم تكن تتعلق بشخص يسري فودة، وإنما كانت تتعلق بكارثة كبيرة حدثت أمام ماسبيرو، عربيات مدرعة دهست مواطنين، والتليفزيون المصري بيقول للشعب، اطلع احمي مصر، من شعب مصر ، ومؤتمرات صحفية بتعرض صور ما انزل الله بها من سلطان

وأنا كنت البرنامج الوحيد، الذي عرض صور ما حدث يومها. وزملائي اتقالهم ماتزعيوش الصور دي، وأنا قولت لازم تتذاع.

– لم تغير موقفك من المجلس العسكري، بعد واقعة ماسبيرو، لكنك في حلقة 24 يونيو 2013، عرضت مقطع لوزير الدفاع، وبدا كنوع من الإشادة بالموقف، من نظام الإخوان المسلمين؟

30 يونيو، شهدت توحد أطياف متضادة ومختلفة في الاتجاهات بسبب ما فعله قيادته الإخوان ورغبتهم ضم مصر داخل النادي الخاص بهم.

وأي كلام عن أني شوية مع الإخوان، وشوية مع الجانب الآخر، لا يستحق الرد عليه ، لأن كل المواقف التي إنحاز لها تستند للمنطق، والفيصل هو كيفية المعالجة الإعلامية في تناول القضية.

وبالتالي لا الإعلام الذي تبناه التيار الإسلامي إعلاما، ولا الإعلام بعد 30 يوليو يسمى اعلاما.

– من الذي غضب من الآخر، الدولة على الإعلام، ولا الإعلام المعارض، هو الذي غضب عليها ؟

هذا موروث من أيام دولة عبد الناصر، وأي دولة إستبدادية مفهومها عن الإعلام، إنه إعلام تعبوي، مهمته تسهيل مهمة الحاكم، وهذه خرافات لا علاقة لها بالإعلام. فالإعلام مهمته الإعلام فقط.

يسري فودة

اقـرأ أيـضـًا:

ممثل شاب يروي تفاصيل جديدة عن حادث فندق العريش 

26 تصريحاً لمولانا “رشوان توفيق” أبرزها :اللقاء المرتقب مع نور الشريف

“خناقة” غير مسبوقة بين خالد صلاح وعمرو أديب   

صورة أحمد موسى المثيرة للجدل “مش فوتوشوب”

المراسلة التي غنى لها عدوية : التعليقات سخيفة !

“أستاذ” محمد صبحي.. مايصحش كده!!

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا