ممثل مسرحي.. من هو قائد كتائب القسام في "طوفان الأقصى"؟

استيقظ العالم في ساعات مبكرة من صباح السابع من أكتوبر 2023، على صوت جهوري قوي، يعلن عن بدء عملية تدعى "طوفان الأقصى" تقوم بها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، صوت بث الرعب في نفوس الاحتلال وأعوانه، وبث أملا في نفوس آخرين كثر، وهو صوت محمد الضيف القائد العام لـ "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة "حماس".

ينظر العالم لما فعله "طوفان الأقصى" بعين ذاهلة، غير مصدق ما يحدث ولا يستعب أنه حقيقي، مشهد دخول المقاومة للأراضي المحتلة عن طريق الهجوم جوًا بطائرات شراعية؟ المقاومة تدخل الأراضي المحتلة بطائرات شراعية، بلغة صناع السينما نحن أمام "ماستر سين".


ثم المباغتة على الأرض والسيطرة على عدد من المستوطنات، مشاهد قتلى وأسرى إسرائليين منهم قادة تم اقتيادهم إلى قطاع غزة بالملابس الداخلية في مشهد مهين لهم وملهم ومضحك للفلسطينيين ومن ومعهم من العالم، ومشهد آخر لفلسطينيين يعتلون سيارات الاحتلال التي استطاعت المقاومة أخذها من داخل الأراضي المحتلة إلى قطاع غزة ويحتفلون بشكل مبهج ساخر، من المؤكد مخرج هذا المشهد يتمتع بخفة الظل.



صواريخ تنطلق من قلب ظلام قطاع غزة المنقطع عنه الكهرباء فتضئ سمائه وتصل إلى الأراضي المحتلة في تل أبيب فينجح بعضها في تفادي القبة الحديدية ويصيب مناطق متفرقة محدثا رعبا وإصابات وقتلى في قلب الاحتلال، مشهد الصواريخ المضيئة في قلب الظلام مثل شهب تتلألأ "أيقوني"، وهذا "ماستر سين" آخر.


لو أراد أحدهم إنتاج فيلما سينمائيا لن يخرج بهذا الشكل، لن يصل خياله وموهبته إلى مثل هذه الأحداث ولن تبلغ براعته إنتاج مثل هذه الصور البديعة، فبجانب التخطيط والتنفيذ الناجح عسكريا، المشاهد تبدو فنية أيقونية، فنحن لسنا أمام مجرد قائد عسكري متمكن وحسب، فالقائد في الأصل فنان.. وفيما يلي أبرز المعلومات عنه:

- "الضيف" هو اسم الشهرة، وله قصة أيضا، الاسم الحقيقي هو محمد دياب إبراهيم المصري، وُلِد عام 1965 لأسرة فلسطينية من بلدة القبيبة، استقرت في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، وسمي بالضيف لأنه لا يستقر في أي مكان.


- أسرته كانت فقيرة فترك الدراسة مؤقتًا لمساعدتهم، وقد عمل مع والده في الغزل والتنجيد، ثم أنشأ مزرعة صغيرة للدواجن، وعمل سائقًا قبل أن ينضم لحركة المقاومة حماس في نهاية عام 1987.

- يقول رفاقه في الحي الذي نشأ فيه، إنه كان وديعًا، صاحب دعابة وخفة ظل وطيب القلب ويميل إلى الانطواء.

- عاد إلى دراسته وتلقى تعليمه في الجامعة الإسلامية في غزة، وتخرج فيها عام 1988، بعد أن حصل على درجة البكالوريوس في العلوم.

- كان معروفا بحبه الشديد للتمثيل، وفي هذه الفترة، أنشأ "الضيف" فرقة "العائدون" الفنية الإسلامية، وكانت تعنى بشئون المسرح، وأدى عدة أدوار مسرحية، ومن بينها شخصيات تاريخية، كما كان مسؤولًا عن اللجنة الفنية خلال نشاطه في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية، وعرف عنه أنه كان مبدعا في العمل المسرحي والفني، ونشيط جدا في التطوع وخدمة الطلاب الفقراء خصوصا، كما يوصف بالشاب الخجول والمؤدب، دمث الخلق، صوته دائما منخفض هادئ بطبيعته ومتواضع ويحب القراءة والعمل الخيري ومولع بالعمل العسكري منذ أن كان مراهقا.

ويبدو أن حب الفن والتمثيل اندمج بحب الوطن والولع بالعمل العسكري، ليقدم لنا ما نراه الآن.. طوفان الأقصى.


- أردنا لو أرفقنا صورا حديثة للضيف، ولكن لا يوجد سوى واحدة قديمة للغاية وهو في عمر الشباب، وصورة أخرى لظله وثالثة لملثم يقال إنه هو.

- لا يحب الظهور، ونادرًا ما اضطر لبث رسائل صوتية، للإعلان عن بداية معركة جديدة مع إسرائيل، حتى أنه لا أحد يعرفه سوى عائلته، ومجموعة قليلة من "حماس".

- لا يستخدم التكنولوجيا، ويتميز بالذكاء وسرعة البديهة.

- تعرض للأسر والعديد من محاولات الاغتيال من قبل إسرائيل ولكنها فشلت في قتله ونجحت في اغتيال زوجته ونجله.