"التامن من كل أسبوع".. رحلة مسرحية لكوابيس الغد

"أقف على نهاية حبل معلّق، لا أستطيع الحفاظ على كل الكرات في الهواء، لا أملك الرضا، كيف أحافظ على شغفي، وكيف أجد التوازن؟".. مقولة من كتاب "اخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة" تنطبق تمامًا على أبطال مسرحية "التامن من كل أسبوع"، التي عُرضت لأول مرة على خشبة مسرح معهد الفنون المسرحية، مساء السبت، ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الـ 39.


اختلافات طبقية وخيبة أمل واحدة

المسرحية التي تدور أحداثها بالكامل داخل حافلة متجهة إلى مدينة الغد وبها 7 أشخاص من طبقات مختلفة، ويعملون في مهن مختلفة، الجميع هنا مختلف، الكل لا يتطابق مع أحد، ولكن الشيء الوحيد المشترك بينهم هو خيبة أملهم التي جمعتهم جميعا لمحاولة الهروب من الماضي والبدء من جديد بحثا عن الرضا، بحثا عن الشغف، بحثا عن الأشياء الكثيرة المفقودة في الحياة، قبل أن تنجرف بهم الحياة إلى نهاية مسارها دون الوقوف على أرض صلبة، دون الشعور بالحب والحرية والسعادة والرضا.


الهروب سببه التهميش

فمثلا "هناء" الفتاة العشرينية التي جاءت فارغة الوفاض بطفلتها التي تحملها في أحشائها هاربة من أهلها الذين رفضوا مساعدتها في حمل مسئوليتها، وطليقها الذي تهرب من تحمل المسئولية ولم يكن يريد الطفل.

"تربو" السايس، الذي يرى أنه مهمش ولا يهتم به أي شخص، ركب الحافلة ولم يكن لديه شيئا ليفقده ولكن يحلم بأن يجد في رحلته ما هو أفضل والذي لم تسعه الدنيا عندما أحبته "هناء".

حتى "فرح" البلوجر التي كانت تستغل شقيقها "خالد" الذي يعاني من اضطراب عقلي في الحصول على أكبر قدر من المشاهدات واللايكات والتي تكشف لنا المشاهد أنها تعاني من تهميش العائلة لها على حساب شقيقها الصغير ولا تجد الاهتمام من أحد لذلك بحثت عنه في الواقع الافتراضي وتبحث عنه في الرحلة.


غد أفضل أم كابوس كارثي

الحافلة التي تسير بالتكنولوجيا فقط ولا يوجد بها سائق حددت الفترة الزمنية المستغرقة في الرحلة في البداية 8 ساعات فقط، ليحدث خلل في سرعة دوران كوكب الأرض مما أدى إلى زيادة أيام الأسبوع لثمانية، والذي بدوره أثر على الفترة الزمنية للرحلة والتي زادت لتصبح 26 ساعة، 56 ساعة، 190 ساعة، 26 ساعة ثم دقيقتين وظلت تزيد وتقل الفترة إلى ما لا نهاية بل وفجأة مرت 8 سنوات.

عن أسباب الخلل الذي حدث ونتيجته قال صاحب فكرة العرض ومخرجه، عبد الفتاح الدبركي لإعلام دوت كوم إن سبب زيادة ونقصان الوقت هو الخلل الذي حدث في سرعة دوران كوكب الأرض، مشيرا إلى أن فكرة المسرحية تدور حول تأثير الوقت على حياة الإنسان.


أردف: "الفكرة جاتلي لأني متأثر بالوقت، ودائما متخوف من فكرة الوقت اللي بيعدي، واخترت الأبطال مختلفين عشان أخاطب كل الفئات، وفكرة مدينة الغد هي الوصول للغاية أو الوسيلة، والنهاية مفتوحة لأن عمرنا ما هنخلص من فكرة الوقت اللي بيحاصرنا".