"ظهور المؤثرين".. تحليل لأسباب تراجع قادة الرأي التقليديين

المؤثرين

سالي فراج
مع زيادة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ووصولها إلى أنها أصبحت شيئا أساسيا في حياة الأفراد، ظهر المؤثرين كأشخاص لهم جمهورهم الخاص، ويستطيعوا التحكم في الرأي العام، مما أدى إلى تقلص دور قادة الرأي التقليديين.

في هذا الصدد نشرت مجلة “ميريت الثقافية” تحليلا كتبته سارة أبو ريا، حيث حاولت إظهار أسباب تقلص دور قادة الرأي التقليديين، ومحاولة مواكبة الإعلام التقليدي للتطور التكنولوجي من خلال لجوئهم للمؤثرين، وعوامل تعلق الجمهور بالمؤثرين.

 المؤثرين

يستعرض إعلام دوت كوم أبرز ما جاء في التحليل فيما يلي:

مع زيادة تراجع قدرة الإعلام التقليدي في التأثير على الجمهور، أصبح يتجه إلى استخدام التكنولوجيا لمواكبة العصر، ومحاولة لتجديد دمائه من خلال الاستعانة بما يُطلق عليهم “المؤثرين”، وإتاحة مساحات لهم.

كان تأثير قادة الرأي في الماضي يقتصر على الخطابات والندوات والنقاشات بين الأفراد، ولكن اليوم تعددت المنابر والمنصات الإعلامية ليتم عرض وطرح الآراء والتوجهات المختلفة، ليس فقط داخل مجتمع بعينه، بل بشكل أوسع يشمل جميع أنحاء العالم من خلال فيديو قصير لا يتعدى بضعة دقائق.

لقد أصبح قادة الرأي اليوم أو قادة الفكر يحصلون على تغطية أكبر من غيرهم بسبب تميزهم في الاختصاصات التي يتداولونها، بالإضافة إلى الشعبية التي يحظون بها بسبب عدد المتابعين والمشاهدات، مما يعزز من وضعهم داخل المجتمع بالإضافة إلى تأثيرهم البالغ على قطاع كبير من المجتمع، فمن خلالهم يتم توجيه الأفراد، وذلك بسبب حالة التفاعل الدائم بينهم.

نرشح لك: 3 فعاليات نموذجا.. تحليل لـ “قوة الهاشتاج” في المناسبات الجدلية


تطورت علاقة قادة الرأي بالمنصات الإلكترونية فهي علاقة تعتمد على المصلحة المشتركة وهي صناعة محتوى يجذب المشاهدين لتحقيق الربح المادي وتسويق الأفكار والاتجاهات القضايا التي تمس المجتمع.

 المؤثرين

يرى المواطن العادي أن هذه الفئة “المؤثرين” قريبة منه وتعبر عنه لأنهم ليسوا نجوم ولا فنانين ولكنهم أشخاص من نفس الفئة العمرية والطبقة الاجتماعية لذلك يشعرون بالثقة والمصداقية بينهم على عكس الإعلام التقليدي.

يجب أن يستطيع المؤثر أن يحدد الفئة المستهدفة للموضوعات التي يتحدث عنها، ويكون قادرا على تبسيط الموضوعات، وإنشاء فيديوهات بشكل جذاب وفي مدة زمنية قصيرة.

هناك مراحل سبقت ظهور المؤثرين وأدت إلى ظهورهم والمرحلة الأولى تتمثل في ثورات الربيع العربي.

اُستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي كمنبر للحديث عما يحدث في الثورات، وسط تعتيم من الإعلام التقليدي وهو من أبرز أسباب هز الثقة وتزحزح مكانة الإعلام الرسمي ليتربع مكانه الإلكتروني.

تُشكل وسائل التواصل الاجتماعي ملاذا آمنا لممارسة حرية الرأي دون تقييد أو رقابة مع عدم وجود قوانين فتحول المشهد إلى مشهد عبثي حيث أصبح لكل فرد رأي ولا يريد صاحبه النقاش فيه أو حتى نقده.

كل هذا التخبط أدى إلى اختفاء المثقفون وأصحاب الخبرات السياسية والمفكرون، وما يميز أغلب فئة المؤثرين من الشباب هو (الضحالة في الفكر، وصعوبة التعبير عن أفكارهم، وعدم التمتع بآداب الحديث واللباقة) مما أدى إلى تعقد الموقف في سطوع نجم هؤلاء في الشأن السياسي بسبب ما يحظون به من شعبية وتفاعل المتابعين معهم مما أدى إلى ظهور قادة رأي افتراضيين لديهم يد في الحراك الشعبي تجاه أي قضية.

أصبح الأفراد في المجتمع الرقمي يتخذون قراراتهم بنفسهم بحسب ما يسميه “ماكلوهان” عصر الدوائر الإلكترونية التي تشكل الحضارة في القرن الـ 20، مما ترتب عليه عدم انعزال المجتمعات، وهذا يؤدي إلى التفاعل والمشاركة ومتابعة ما يحدث في جميع أنحاء العالم، حيث انتصرت التكنولوجيا على حواجز الزمان والمكان.

ما حدث أدى إلى صعود صحف جديدة ورقية ورقمية وتحتوي على قناة إخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي، بطريقة تواكب العصر الحالي، وظهور قنوات فضائية جديدة بسياسة إعلامية تناسب ما يحدث على أرض الواقع ولكن هدفها الأول هو احتواء الشارع ويحدث ذلك من خلال مذيعين شباب وعرض وجهات النظر المختلفة.