أحمد عيد: أفضل "العزلة" على تقديم عمل لا يناسبني

محمد عبد الرحمن ( نقلا عن مجلة صباح الخير)

  • محبة الجمهور “ثروة حقيقية” ..واعتذرت في البداية عن “عملة نادرة” بسبب مشهد القتل .
    لا أحب السير على السجادة الحمراء
  • مكالمة “ماندو العدل” حسمت موقفي من “مسعود عبد الجبار”.
  • تدربت بجدية على اللهجة وقدمت مشاهد أكشن لأول مرة
  • انتظر عودة “أهل الكهف” وأبحث عن منتج للـ”الشيطان شاطر”
  • هؤلاء المخرجين الأربعة أتمنى العمل معهم.

نرشح لك: أحمد عيد عن شخصيته في “عملة نادرة”: مختلفة عني

عندما يغيب الفنان طويلا تصبح العودة حدثا يثير الإنتباه، لكن أحمد عيد لم يكتف بمجرد العودة، ولا بتقديم شخصية مؤثرة في مسلسل يصنف الآن بأنه أحد أبرز أعمال الموسم من الناحية الفنية، بل جعل صورة العودة مركبة ومتعددة الزوايا، فهو لم يدخل من باب الكوميديا كما اعتاد عليه الجمهور منذ 25 عاما، بل قدم شخصية جديدة عليه تماما في “عملة نادرة”، لتكون المرة الأولى التي يظهر فيها في دور الشرير، لكنه الشرير الصامت الذي يحرك الأحداث دون لفت الأنظار، ولتكون المرة الأولى أيضا التي يقتل فيها الممثل المحبوب على الشاشة، بل الضحية شقيقه وهي “التفصيلة الدرامية” التي تردد في قبول الدور بسببها في البداية.

 

لا يعرف الفنان أحمد عيد كيف دخل في قائمة ترشيحات أبطال مسلسل يدور في أقصى الصعيد ويتناول قضية غاية في الجدية، عدم توريث الأرض للسيدات واستبدالها بالنقود، كل ما يقوله حول شخصية “مسعود عبد الجبار” أنه تردد كثيرا عندما قرأ السيناريو، صعيدي لأول مرة، شرير لأول مرة، وقاتل أيضا لأول مرة، شعر في البداية أن الجلباب الصعيدي لن يكون مناسبا له، لكن المخرج محمد العدل “ماندو” حسم تردده سريعا، مكالمة هاتفية أعطته ثقة في أنه الاختيار المناسب للدور، لتبدأ رحلة طويلة من الاستعداد، داخليا وخارجيا، بداية من دراسة الشخصية وانفعالاتها وكيف سيؤدي الشرير الصامت الذي يقول عكس ما يفعل، وخارجيا كيف سيتدرب على اللهجة التي لم يمثل بها من قبل وباقي التفاصيل وصولا لمشاهد لا تخلو من الأكشن.

الاطمئنان قبل المشاهدة

عبر أحمد عيد لصباح الخير عن سعادته الغامرة بردود فعل الجمهور، لكن لا يخفى وهو يتكلم دائما بتلقائية أنه عادة ما لا يرضى عن ما يقدمه وأنه رغم الإشادات لا يشاهد الحلقات فور عرضها بل ينتظر ويتحسس ردود الفعل أولا، لدرجة جعلته يظن أن ترحيب الجمهور يحمل قدرا من التعاطف بسبب غيابه الطويل، لكن ما يريد أن يصل للجمهور عنه أنه لم يكن غائبا عن عمد، ربما العروض أقل من المعدل الذي يناسب مشواره، لكنه اعتذر عن أكثر من عمل في رمضان وخارج الموسم بسبب عدم التحضير الكافي، وعدم اكتمال السيناريو، وأيضا عدم تناسب الشخصية مع فترة الانتظار الطويلة.

هل الممثل الكوميدي مظلوم، حيث يراه الناس غير قادر على تقديم أداء مختلف ولهذا فوجئوا بشخصية “مسعود” وما فعله في شقيقه ضمن أحداث “عملة نادرة”، يرى عيد أن الجمهور معذور، فالاعتياد على مشاهدة الممثل الكوميدي فقط يلقى ايفيهات في مواقف لا تحتاج لقدرات تمثيلية عالية ربما يجعل المتفرج يستبعد متابعة نفس الممثل في قضية جادة، لكن المهم أن يكون الفنان من داخله مستعد لهذا الموقف، يضرب مثلا بعبد المنعم مدبولي، أحد أسطوات الكوميديا في القرن العشرين ومع ذلك عندما قدم شخصية درامية في “احنا بتوع الأتوبيس” أثر في الجمهور لحد البكاء.

مسلسل واحد كفاية

قبل “عملة نادرة ” تلقى أحمد عيد عرضين للمشاركة في الموسم الحالي لكن “النصيب” ذهب لمسلسل مدحت العدل، هل يعني ذلك أنه كان مستعدا للتواجد بأكثر من مسلسل ؟ يقول بطل “أنا مش معاهم” أن هذا الأمر مستبعد للغاية، لم يجرب من قبل ولا يظنه سيفعل تصوير شخصيتين في نفس الوقت، لا يجيد لعبة جدولة المشاهد والمواعيد، لا يعني هذا أنه يلوم من يفعلها لكنها مدارس واتجاهات، وقد اعتاد منذ بداياته الفنية أن يمثل وهو مستمتع بالشخصية دون أن تشويش أو ضغوط.

الحلقات المقبلة من المسلسل ستشهد مفاجأت وتحولات عديدة، لا يفصح بالطبع عن تفاصيل لكنه يتمنى استمرار اعجاب الجمهور بالشخصية، فالممثل في العمل الرمضاني يكون مع اختبار جديد كل يوم، مؤكد سعادته بالعمل مع مخرج مجتهد مثل ماندو العدل، وأمنياته بالتعاون مع أسماء بارزة مثل شريف عرفة ومروان حامد ومحمد شاكر خضير وتامر محسن، يشعر عيد أن لديه الكثير الذي يريد تقديمه للجمهور العربي، لكنه مصمم على اتباع نفس الفلسفة، تواجد قليل عن قناعة أفضل من وجود متكرر لا يبق أثرا.

فلسفة الظهور

لكن أليس للجمهور عليه حق؟ الفنان المحبوب لا يظهر حتى في المهرجانات والفعاليات الفنية، لا يخفى عيد سرا بأنه لا يتلق دعوات من معظم المهرجانات، لكنه حتى لو تلقاها عادة لا يذهب، لا يحب السير على السجاجيد الحمراء إلا لو كان لديه عمل يشارك في نفس الفعالية، أما الظهور من أجل الظهور فلم يفعلها في البدايات فكيف سيلجأ لهذا الأسلوب في سنوات الخبرة والنضوج.

محبة الجمهور التي يعتبرها ثروته الأكبر، لا تمنع اندهاشه من خروج بعض الشائعات مثل “أصابته بالإكتئاب” لأنه ظهر في حفل بالرياض بلحية طويلة، لهذا اضطر وقتها للرد بأنه يشارك في مسرحية أي لا يجلس في البيت بدون عمل، واللحية من ملامح شخصية “مسعود” التي رآها الجمهور بالفعل مع بداية رمضان.

ماذا بعد رمضان؟

ماذا بعد الموسم الحالي؟ ينتظر عيد حل مشكلة فيلم “أهل الكهف” الذي يعول عليه كثيرا في السينما، كما يبحث عن منتج لفيلمه الجديد “الشيطان شاطر”، مؤكدا أنه قرر التوقف عن تقديم أفلام كوميدية متوسطة التكلفة، فلديه قصص وشخصيات تحتاج إلى تكلفة انتاجية أعلى حتى يشعر الجمهور بأنه لا يقف عند مرحلة تجاوزها الزمن.

أخيرا، ماذا يفعل الفنان الكوميدي في شهور الانتظار الطويلة، يجيب عيد بأنه “يحب العزلة” ويفضلها على تقديم عمل لا يقتنع به أو موضوع يضيف الجديد للجمهور، لا يعني هذا أنه بعيد عن الوسط الفني، بالعكس يتواصل باستمرار مع الأصدقاء والزملاء، لكنه أبدا لا يسعى وراء دور ولا يلح من أجل شخصية، مدركا أن المهم هو النتيجة النهائية ونجاح “عملة نادرة “خير دليل على أنه ربح رهان الانتظار.

الكاتب الصحفي محمد عبد الرحمن خلال حواره مع الفنان أحمد عيد