ترند "محبة" يستحق التأمل.. رسالة إلى الإعلامي سامح رجائي

سامح رجائي

بقلم أحمد عبد العليم قاسم سامح رجائي

مخرج وكاتب

تخالطني لحظات ما بين الشجن لمحبة الإنسان وما بين الحسرة لفقدان قيمة مهنية لكن ما يجمع الاثنان تلك الرسالة التي تركها انسان بسيط في حياته عميق في تجربته رسالة تلخص الكثير مما نعيشه في حياتنا وتؤكد أنه مهما بلغ منصبك في الدنيا ومهما امتلكت من أموال وجاه ستأتي لحظة رحيل عن عالم عصيب متدني الى عالم آخر أكثر رحابة واطمئنان ويقين، وهنا لا يبقى معك سوى السيرة الطيبة والعمل الصالح، وهو ما طالعه بانتباه كل من لا يعرف شخص الإعلامي الراحل لكن تابعنا التريند الذي يستحق من كلمات رثاء ومحبة وقيمة ومواقف إنسانية من إعلاميين وإذاعيين وصحفيين وشباب جيل الإعلام القادم داخل وخارج مصر حققت إجماع لا يحدث كثيرا بالمعاني التي تسعدك بمعناها وتحزنك لفراق إنسان أحببناه كثيرا نجم التريند المستحق سامح رجائي!

نرشح لك: وفاة الإعلامي سامح رجائي

سامح رجائي

أكتب هذه السطور لكل من طالع اسم الأستاذ سامح رجائي عبر الصحف والمواقع ولم يلتقيه شخصيا لذا أجد أهمية التأكيد على بعض المعلومات أولها أنه خريج كلية الاعلام جامعة القاهرة 1983، بدأ المشوار كضابط إعلام عسكري في إدارة الشؤون المعنوية – وهي الفترة التي اكتشفناها بالصدفه سويا، أنه التقى فيها والدي الإذاعي الراحل عبد العليم قاسم بإذاعة الشعب 1941-2008 – ثم بدأ المجال العملي من خلال النشرات الإذاعية وتقديم البرامج ومنها برنامج (جلسة على الهوا) و(مذيع نص الليل) إذاعة الشرق الأوسط قدم فيهما انفرادات مع العالم أحمد زويل ونجيب محفوظ ومريم فخر الدين وسميرة سعيد وصالح مرسي وفهد بلان وغيرهم ويمكننا الاستماع إليها على صفحته الرسمية على فيسبوك الآن ، ثم انتقل إلى قناة النيل للأخبار وتدرج في المناصب حتى تولى رئاستها من مارس 2011 حتى مايو 2013 ثم انتقل إلى قناة النيل الدولية نائبا ثم رئيسا 2013 حتى 2018 – وهي الفترة التي تشرفت بالعمل معه فيها مخرجا لأفلام وثائقية وتعلمت منه فنون الإدارة كأحد مديري الإدارات بها – إلى أن انهى مشواره الرسمي مستشارا لقطاع الأخبار بالهيئة الوطنية للإعلام

وكلاهما كرمه في حفل أنيق.

سامح رجائي

لقد كانت التجربة الإعلامية ملهمه وتستحق التامل لما تحمله من تأثير في عشرات وربما مئات الإعلاميين الذين انتشروا بين الشاشات العربية في مصر والمنطقة العربية بل والإعلام العالمي.

أعلم تفاصيل كثيرة اختصني بها في حواراتنا الشخصية عن كواليس بدايات نجوم اعلاميون أثبتوا جميعا أصالتهم وقت مرضه الأول منذ عدة أعوام عندما حدثت ضجة حول غرفته في مستشفى المعادي العسكري ساعتها سألني أحد أفراد الأمن عن هوية قاطن الغرفة لحجم المشاهير الذين يتوافدون عليها كل ساعه وكانت هذه الطاقة سببا رئيسيا لخروجه بمعجزة من مرض مناعي صعب وعاد للحياة مرة أخرى، ليبدأ مشوارا جديدا بعدها من التواصل مع أحدث أجيال الإعلام في طلبة الإعلام بجامعات عين شمس وبني سويف وجامعة مصر ومؤسسة ميدياتوبيا ومبادرة ستاند باي وهارموني وغيرها ولعل آخرها كان قبيل ساعات من الرحيل كان في لقاء زووم لم يكتمل لاشتداد المرض مع طلاب كليته الحبيبه فى دراسات عليا اتصال سياسي (إعداد وتقديم البرامج السياسية في الراديو) إعلام القاهرة حيث كانت نقطة البداية وعندها أيضا انتهت الرحلة.

سامح رجائي

بكل تأكيد لن يتسع المقام للمزيد من المواقف التي ربما تحتاج كتبا لكن المهم أن نؤكد في تلك الرحلة التي صنعت إعلاميا مهنيا يمتلك دراسة أكاديمية دارسًا ثم معلمًا وخبرة مهنية نقلها بأمانة لأجيال تحتل مساحات كبرى على الشاشات الآن وبصمات مميزة في كيفية أن تعمل في أصعب الظروف وتلهم مرؤوسيك بكلمات تحفيزية ربما لا تملك سواها ومع هذه التحديات وجدنا أن الإخلاص في العمل ربما لن يقابله المال ولن تتوافق معه الحياة المرفهة، لكن يرسل الله المعنى في صورة سيدة بسيطة على باب مسجد الأخرس قبيل صلاة الجنازة بقليل لتقول له بمنتهى العفوية مع السلامة يا راجل يا طيب.

 

سامح رجائي

أستاذ سامح أعتذر لك عن تأخر هذه السطور كنت أتمني أن تقرأها مثلما كنت تراجع معي كثيرا مقالات لي من حيث اللغة وسيعوضني قليلا. أن يقرأها رجائي وأحمد وحسين والذي وضعوا قدما كزملاء مميزون في المهنه متسلحين بأدبيات مهنة تفقد الأجمل يوما بعد آخر

وداعا وإلى لقاء.