عام على غياب يسري فودة : "كلام" ليس له "آخر"

أنس هلال

عامٌ كامل مرَ على آخرِ حلقات “آخر كلام” الذي كان يذاع على فضائية  “ONTV”، ويعدُ آخر نافذةٍ إعلامية، كان يطلُ علينا من خلالها الإعلامي يسري فودة.

غاب “فودة” عن الساحة الإعلامية، ولكنه لم يغب أبدًا عن كثير من مُتابعيه، خاصة من جمهور الشباب الذين رسموا له “جرافيتي” بأحد حوائط شارع محمد محمود بعنوان “صوت الثورة الفصيح”، وبالفعل كان “فودة” من أبرز الإعلاميين الذين أيدوا ثورة الخامس والعشرين من يناير؛ بل كانت الثورة بمثابة شهادة ميلاد جديدة له أمام المُشاهد المصري، وذلك بعد مسيرة إعلامية حافلة، كانت بها كثيرٌ من المحطات مثل “BBC” و”الجزيرة”.

6306799163_e97ac77af7_b

بداية الغياب

المقدمات النارية كانت من أبرز سمات “آخر كلام”: لغة عربية قويّة، موهبة نادرة من الإلقاء والتمكن من أدوات اللغة، اختيارات مثقفة لكثير من الأبيات الشعرية خاصة لأستاذه وشاعره المفضل أمل دنقل. بهذه الروح المختلفة أعطى شكلًا جديدًا وخاصًا لمقدمات “آخر كلام” والتي  يراها البعض أهم ما في البرنامج، لذلك كانت مقدمة آخر حلقه من “آخر كلام” أبرز ما في الرحيل.

“ومن جسدي النحيلِ أشدُ جسرًا.. لكلِ العابرين إلى الحقيقة”

اختار يسري فودة، أن يودّع جمهوره بأبياتٍ من الشعر، مثلما تعود مُتابعيه، دائمًا، الذين يعرفون عن قرب أن “فودة”، شاعرًا، قبل أن يكون إعلاميًّا، وذلك منذ أن كان في الجامعة، ويشهد على موهبته أستاذه في اللغة العربية وقتها، الشاعر الكبير فاروق شوشة.

آخر مقدمة لـ”آخر كلام”

“في طريق الأذى”

كانت آخر كلمات “فودة” عن سبب غيابه: “عايز أرتاح”، وبالتأكيد لم تكن “الراحة” وحدها سبب الاختفاء، ولكنها كانت عاملًا إيجابيًّا ليُكمل “فودة” مشروع كتابه “في طريق الأذى: من معاقل القاعدة إلى حواضن داعش”، والذي يروي فيه واقعتين رئيسيتين في مشواره الإعلامي: لقائه بالعقول المدبرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتجربة العبور عبر الحدود من سوريا إلى العراق عقب في أعقاب الغزو الأمريكي.

cover

ووضع “فودة” كل تركيزه في هذه الفترة على الكتاب وعقد حفل توقيع له بمعرض الكتاب، وندوة أخرى بساقية الصاوي، بعدها عاد إلى الظهور التلفزيوني وأجرى حوارًا تلفزيونيًّا مع صديقه الإعلامي الكبير محمود سعد، والذي أصر على الحضور إلى استوديو “آخر كلام” ليودّع “فودة” في آخر حلقاته، لذلك اختار “فودة” أن تكون عودته على الشاشة من بوابة “آخر النهار”، ولكن كضيف هذه المرة.

حلقة خاصة من آخر النهار عن كتاب “في طريق الأذى”

حوار قناة المجلس الكويتية

أجرى يسري فوده، خلال مشاركته في الملتقى الإعلامي العربي في الكويت، حواراً تلفزيونيًّا عبر قناة المجلس الكويتية، تحدث فيه “فودة” عن محطاته الإعلامية المختلفة وعن الوضع الإعلامي في مصر مؤخرًا، كما استعرض أبرز ما يدور حوله كتاب “في طريق الأذى”.

إعلام.أورج رصد أبرز تصريحات يسري فودة في هذا الحوار، الذي قال فيه “الإعلام الحالي أسوأ من إعلام مبارك، ولم يمر علي فترة رأيت فيها الإعلام المصري يهبط إلى هذا الدرك السفلي كما تجده الآن”.

حوار يسري فودة مع قناة المجلس الكويتية

خبير في الصحافة الإستقصائية

أجرت مجلة “نصف الدنيا” حوارًا مع يسري فودة ويعدُ هو الحوار الوحيد الذي قام به “فودة” لصحيفة أو مجلة مصرية في الفترة الأخيرة، وركز الحوار أكثر عن الإعلام والصحافة، وتحديدًا الصحافة الاستقصائية، وتناول وضع الإعلام الحالي وأسباب الرحيل، وتطلعاته لمصر في السنين القادمة.

بوستات نارية  

نشاط يسري فودة على “فيس بوك” كان واضحًا مؤخرًا، بل كان هو الأبرز على الساحة الإعلامية، من انتقاده للعديد من السلوكيات والقرارات الوزارية، وأيضًا لأداء بعض الإعلاميين على الساحة، ونرصد أبرز تعليقات “فودة” على حسابه الشخصي بـالـ”فيس بوك”.

قرار وزارة التعليم بإنشاء نادٍ للأمن الفكري

01

قانون الإرهاب

انتقد “فودة” قانون الإرهاب الجديد واستشهد بتدوينة الفقيه القانوني، الدكتور محمد نور فرحات الذي قال فيه “هلعي على أمة ضاع الحق بينها”.

02

دروس في المهنة

ابتعد يسري فودة عن الشاشة، ولكنه ما زال يستغل صفحته في إعطاء بعض دروس “العمل الصحفي الجاد” وذلك من خلال عقده لبعض الندوات الإعلامية، أو بنشر مجموعة من الأخبار التي تُفيد المهتمين بدراسة الصحافة.

03

ذهب محلب وجاء إسماعيل

انتقادات يسري فودة للحكومة لم تتوقف، حتى بعد تشكيل الحكومة، التي اعتبر أنها لا يمكن أن نطلق عليها أنها حكومة بالفعل، وسط غياب عدد كبير من الصلاحيات التي تمنح للحكومات في كل دول العالم.

04

عذيذي باسم يوسف

التعليق الأبرز ووصلة السخرية التي بدأها يسري فودة على الأخطاء الإملائية لوزير التربية والتعليم الجديد، الدكتور الهلالي الشربيني الهلالي، عندما مازح صديقه الإعلامي باسم يوسف، وشنا حملة من السخرية شاركهما فيها الفنان محمد هنيدي، وكانت من أبرز تعليقات “فودة” التي تفاعل معها مُتابعوه.

05

بالوعات الصرف الإعلامي

كان الحضور الأقوى ليسري فودة مؤخرًا، عبر انتقاده اللاذع للإعلاميةريهام سعيد، لتغطيتها لأزمة الاجئين السوريين، والتي أظهرتهم بمظهر الجياع الذين يتصارعون على التبرعات، واعتبر “فودة” أن هذا يعدُ نموذجًا من “بالوعات الصرف الإعلامي” التي أصبحت عنوانًا جديدًا للإعلام في مصر.

06

أخيرًا.. ربما أخذ يسري فودة استراحة مُحارب، واختار التوقيت الأنسب للابتعاد عن ساحة إعلامية تغرق كل يوم في سلسلة مستمرة من غياب المهنية، والافتقار إلى الحد الأدنى من الالتزام الإعلامي، ولكن جمهوره ما زال يترقب المحطة المُقبلة التي يعود علينا من خلالها، وأن يسمعَ عبارة “طيب الله أوقاتكم” مرةً أخرى.

 

اقـرأ أيـضـًا:

صوت الأمة تخرق حظر النشر وتكشف تسجيلات فودة لوزراء محلب

وزيرة التضامن تكشف سبب تصويرها للرئيس السيسي

“موسى” يروي تفاصيل نجاته من مظاهرة إخوانية بأمريكا

عكاشة يتنبأ بحادث تدافع “منى”

يسري فودة عن ريهام سعيد: إحدى بالوعات الصرف الإعلامي

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا