أحمد فرغلي رضوان يكتب: شلبي.. كوميديا المهمشين تعود للسينما

اختار صناع فيلم شلبي تجربة سينمائية “صعبة” ومختلفة عن السائد تذكرك بعالم سينمائي قديم بشخصياته “البسيطة” وحتى أماكن التصوير في وسط البلد “القاهرة”، يذكرنا الفيلم بهؤلاء البسطاء المهمشين الذين طالما كانوا أبطالا للسينما وتم نسيانهم في السنوات الأخيرة.

الفيلم يخاطب بشكل مباشر الأطفال وذكريات الطفولة القديمة والتي كانت مرتبطة بفن “الماريونيت” وكان يذهب الجمهور لمشاهدته في المسارح، بالطبع سيرى الكثير أنه لا يلائم الأجيال الحالية من الصغار والذين هوياتهم ووسائل الترفيه الخاصة بهم أصبحت تنتمي لعالم آخر.

نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: نبيل الجميل أخصائي تجميل وأحيانا ضحك!

بطل الفيلم “صابر” شاب بسيط مثل الكثيرين المحبين للفنون موهوب في اختراع شخصيات الماريونيت ولديه أحلام بسيطة للغاية في هذا الفن يريد تحقيقها ورغم بساطتها إلا أنها صعبة التحقيق لمن هم مثله من “المهمشين” الذين يعيشون بالكاد!

الفكرة والمعالجة جيدة وشخصيات الفيلم صابر ورفاقه ستحبهم وتتعاطف معهم وتسعد بنقاء علاقتهم الإنسانية وتحقيق حلمهم البسيط، حالة من البهجة تشعر بها مع نهاية الأحداث وضحكات الأطفال بالفيلم ونجاح صابر  في تقديم عرض ماريونيت باختراعه “شلبي” وحلمه الكبير “البسيط”.

وضح ارتباط صناع الفيلم بعملهم السابق “من أجل زيكو” وأرادوا الاقتراب من مغامرات الطريق هنا أيضا، فظهرت رحلة البطل إلى الصعيد من أجل الميراث! وكان مبررها دراميا ضعيفا وكذلك لم يكن السيناريو موفقا في الخط الدرامي لجانب الشر والذي يمثله نجل شخصية المؤلف، وحتى ظهورهم في النهاية بهذه المثالية والتسامح لا تناسب العالم الإجرامي الذي ينتمون له.

ولكن سقطات السيناريو لم تكن مزعجة بشكل كبير وفكرة الفيلم والمشاعر الإنسانية تجعلنا نتغاضى عنها.

مثلما منح المخرج بيتر ميمي فرصة في الفيلم السابق للممثل محمد محمود وتألق جدا في هذا الفيلم يفاجئنا بالممثل حاتم صلاح ليعلن عن موهبته بامتياز ويتألق بشدة وسط أبطال الفيلم وبالتأكيد سيكون الفيلم نقلة في مشواره المهني.

روبي أداء جيد ولكن هي تملك أكثر من ذلك الشخصية عادية ويمكن لأي فنانة أن تقدمها! وتوقعت الاستفادة من وجودها بأكثر من أغنية مثلا بما أن الفيلم به جانب استعراضي وأكثر من أغنية ولكن! الحضور أقل من موهبتها، هل هي تعمل من أجل التواجد فقط هذه الفترة؟!

كريم محمود عبد العزيز يسير بخطى ناجحة ويحافظ على تواجده في دائرة نجوم السينما المصرية الحالية وقدم أداء ممتازا وكان مع حاتم صلاح أبرز الممثلين في الفيلم.

طبعا فكرة فن العرائس “الماريونيت” كانت مجازفة كبيرة من صناع الفيلم ولكن استقبال الجمهور للفيلم كان جيدا لأنه قدم كوميديا عائلية “محترمة” ولكن بالطبع هو أقل فنيا من الفيلم السابق “من أجل زيكو” والذي كان أكثر واقعية.

ربما كان من أكثر المخرجين الذين انتقدت أعمالهم لكن المخرج بيتر ميمي يستحق أن نوجه له التحية على التنوع السينمائي الذي قدمه في أعماله مؤخرا، حبه وحماسه للسينما كبيرين.

شلبي