لا أقصد رسائل براقة.. السيناريست عمرو الدالي يتحدث عن "إيجار قديم"

السيناريست عمرو الدالي يتحدث عن “إيجار قديم”
هبة جلال

طرح السيناريست عمرو الدالي بواقعية وبساطة شديدة دون رسائل براقة وبلغة حوار من قلب الحياة جانبا من العادات والتقاليد التي فقدناها من خلال قصص ومشاكل أبطال المسلسل الدرامي “إيجار قديم” حرصا منه على ضرورة العودة إليها والتمسك بها.

إعلام دوت كوم” حاور السيناريست عمرو الدالي حول تصنيفه لمُسلسل “إيجار قديم”، والمغزى من تسمية العمل بهذا الاسم، وماذا عن توجهه في بناء شخصيات العمل، وكيف تعامل مع حزن الجمهور على وفاة “سحس”، وما مبرراته لوجود علاقة عاطفية بين ريهام وطارق، والرسالة التي يريد إرسالها من خلال شخصية “ثريا”، وماذا عن بساطة عائلة ربيع أبو الوفا، وفيما يلي أبرز التصريحات:

 عمرو الدالي

نرشح لك: شخصية موجودة في الواقع.. إيمان ناجي تتحدث عن دورها في “إيجار قديم”


1-
أردت من خلال مُسلسل “إيجار قديم” تقديم عمل فني بسيط يدخل كافة المنازل دون خجل أو إحراج وفي ذات الوقت يمس كافة الجماهير بمختلف طبقاتهم فكان اهتمامي الأكبر وتوجهي منذ أن كان العمل فكرة في ذهني أن تكون قصته قريبة للجمهور حتى تكون واقعية يصدقونها ويتعايشون معها فالواقعية والبساطة تفوز دائما.

2- اسم العمل عام وليس مباشر فالمقصود بكلمة “قديم” هو الرجوع للأصل والعادات والتقاليد والأشياء القديمة التي فقدناها من خلال قصص ومشاكل أبطال العمل فبشكل عام المُسلسل يتناول قانون الإيجار القديم ولكن هذه القضية تدور في إطار عام وضعنا فيه القصص التي تخص كافة الأبطال خاصة وأن الإيجار القديم كان نظام موجود بكافة البيوت المصرية لأن تمليك العقارات كان للأغنياء فقط.

3- تصنيفي للعمل أنه مُسلسل اجتماعي بسيط ولكن هل يحمل رسائل أم لا الجمهور هو من يحكم فأنا أرى أن الفن بشكل عام رسالة لذلك فإن تقديم عمل فني لوحده رسالة.

4- لم ابن شخصيات العمل بشكل درامي مُحدد بقدر ما اعتمدت على البساطة والواقعية في كتابتها لذلك فجميع شخصيات العمل قريبة جدا لقلبي وأحبها كثيرا فالمُسلسل جمع عدد هائل من الممثلين ذوي المستوى العالي من الخبرة والموهبة فالعمل بشكل عام من أكثر أعمالي التي أحبها.

5- لا أقصد رسائل براقة من خلال شخصيات العمل فسُكان العمارة يشبهون بيوت كثيرة في مجتمعنا فشخصية ليلى تمثل الكثير من السيدات المُطلقات اللاتي لديهن مشاكل مع أزواجهن وكذلك ربيع أبو الوفا المحامي الذي يجعل من شقته مكتب محاماة فهو محامي يُشبه الكثيرين من المحامين بالمناطق الشعبية وكذلك حازم فهي شخصيات واقعية من لحم ودم وتُشبه الأشخاص المحيطين بنا.

6- لجأت لمحامين ومُستشارين أثناء كتابة العمل حتى تكون معلوماتي قانونية بقدر الإمكان خاصة وأن قانون الإيجار القديم قد طرأ عليه تعديلات جديدة.

7- شخصية رمزي أحبها كثيرا فهو شخص واضح وغير متكلف وطفولي في مشاعره ولا يسكت على الخطأ فهو يشبهني كثيرا وإذا نظرنا لكبار السن سنجدهم بنفس صفاته وطباعه كما أن الأستاذ شريف منير لعب الدور بطريقة جيدة.

8- تعامل رمزي في بداية الحلقات بشكل حاد مع جيرانه سببه أنه عاش فترة طويلة بعد وفاة زوجته وحيدا خاصة وأنه لم ينجب منها أي أبناء فكل الظروف المحيطة به جعلته يعتاد على الوحدة إلى أن قرر “سحس” أن يستضيفه بشقته وبدأ يرى رمزي من خلال حسين أن الحياة مازال بها صداقات وعلاقات وعائلات من خلال علاقة سكان العمارة ببعضهم البعض فبدأ يتغير وسط مزيج العمارة وسكانها.

9- علاقة حسين بإبنه طارق تمثل العلاقة ما بين الأباء وأبنائهم وكنت أريد أن أقول من خلالهما إن الطرفين على حق ولا يوجد أحد منهما مُخطئ فالأزمة تكمن في أن خوف الأباء الشديد يترجم عند الأبناء على أنه قسوة وقلت ذلك على لسان شخصية كاميليا عندما قالت لرمزى بأحد المشاهد “نحن كأباء خوفنا الشديد بيتفهم عند ولادنا قسوة فبيترموا في حضن أي حد يسمع لهم”.

10- لا يوجد أي تناقض في شخصية حسين فقد وافق على تواجد رمزي معه بالشقة لأنه على علم بأنه سيأتي يوما وسيذهب وتستقر أموره ولكنه لم يوافق على جلوس ابنه وخطيبته بعد الزواج لأنه لا يتحمل بناء أسرة جديدة فى شقته كما أنه لا يحب خطيبة ابنه وغير مرحب بها.

11- تغلب حسين على حزنه بالغناء لا أقصد منها شئ سوى الواقعية وأن الشعب المصرى شعب طيب يحزن فترة ويتغلب على حزنه ويسعى بكل قدراته للتغلب عليه وهذا الأمر دليل على طيبة شخصية “سحس”.

12- لازمة “أصل أنا بتعصب شوفتني وأنا بتعصب” التي كان يُكررها “سحس” دائما كانت من إضافة الأستاذ صلاح عبد الله ولا أستطيع أن أنكر ذلك فهذه تفصيلة استطاع الفنان أن يُضيفها من قلب الشخصية.

13- بعتذر للجمهور على حزنه بسبب وفاة حسين ولكنني معني بالدراما فباختصار شديد الفكرة جاءت من هنا وهو استضافة شخص لصديقه وصاحب العقار ويتوفى ويحدث صراع بين صاحب العقار والابن بعد وفاة الأب على الشقة، فكيف أخسر هذا الصراع بسبب حب الجمهور للشخصية وقد تعمدت أن تكون شخصية حسين محبوبة بهذا القدر الكبير حتى يحدث ما حدث عند وفاته.

14- كتبت مشهد الوفاة بمشاعر حقيقية مائة في المائة فوالدي توفى منذ أربع سنوات وكنت أتمنى عمل مشهد يوثق هذه اللحظة فكتبت المشهد بمشاعر لمستني بشكل شخصى فلحظة وفاة الأب تحديدا لحظة فارقة في حياة كل البشر أيا كانت طبيعة العلاقة ويكاد يتغير الابن كليا بعد وفاة أبيه أو أمه والحمد لله أن المشهد لاقى قبولا لدى الجماهير.

15- علاقة ريهام وطارق “توكسيك” ولكنها ظهرت فى وقت كان ينقص طارق الكثير من الأشياء فهى كانت دائما تقول له أنا معك وفي ظهرك على عكس أبيه الذى كان لا يسمعه إطلاقا فهذه العلاقة حققت له ما ينقصه.

16- الفنانة بسمة داود كرهها الجمهور كثيرا في شخصية “ريهام” لأنها جسدت الدور بشكل جيد كما أنني كنت على يقين أن هذه الشخصية ستعلق كثيرا في أذهان الجماهير لأنه لا يوجد شاب في مصر لم يتعرض لما تعرض له طارق من أهل ريهام ومنها هي شخصيا.

17- في البداية لم تقتنع بسمة داوود بعلاقة طارق وريهام وكانت ترى أنه ليس هناك مُبرر لحب طارق لريهام ولكني جلست معها كثيرا أنا ومُخرج العمل ووضحت لها كافة الأمور وأنه أحبها في وقت لم يكن أحد معه وعندما يفوق من غفلته سيتحول معها خاصة وأن ريهام شخصية عقلانية للغاية وتحب أن تحسب كافة أمورها على عكس طارق فهو شخص عشوائي للغاية وكل منهما يحب الآخر بطريقته.

18- لا أزعم أنني قدمت جديد في الخط الدرامي لأهل ريهام فبقدر أهمية تقديم جديد في الدراما حتى لا يمل الجمهور يجب أيضا أن نضع في الاعتبار الواقعية فأردت من خلال هذا الخط الدرامي تقديم شئ قريب من الجمهور حتى يرتبط به وأردت إلقاء الضوء على الأهل وكيفية اختيارهم لشريك الحياة لابنتهم من أجل شخصه وليس من أجل إمكانياته ويكون جاهز بطريقته وليس بطريقتهم هم وأن الأهل في أحيان كثيرة معطلة بسبب المُغالاة في متطلبات الزواج لذلك وضعت تفاصيل واضحة وجمل مباشرة حتى لا أكرر موضوعات مشابهة ولأن العمل واقعي من الحياة فأردت أن تكون لغة الحوار من قلب الحياة.

19- تكرار قيمة مرتب طارق الـ 11 ألف و750 جنيه حتى أقول إنه شاب جيد ومتعلم ولديه موهبة ومستقر ماديا وابن ناس كما يقول الكتاب ورغم كل ذلك فهو غير مناسب لأهل ريهام فهناك جوازات لا تتم بسبب 1000 جنيه.

20- التحول في علاقة طارق برمزي دليل على انتصار الإنسانية على القضايا ويمثل هذا التحول اللحظات التي تمر علينا وتجعلنا نُغير وجهة نظرنا في الحياة كاملة وليس في علاقتنا بشخص فقط، وأتمنى ألا يتسرع الجمهور في الحكم خاصة وأن الحلقات القادمة سيحدث بينهما خلافات ومشكلات مرة أخرى.

21- لست على علم بأن الفنان أحمد أبو زيد كان يجسد النقيض تماما لشخصية “ميدو” في مسلسل”أعمل إيه” ولكن الفنان الجيد يستطيع تجسيد كافة الأدوار، وشخصية الصديق السند والداعم متواجدة في حياتنا جميعا فكنت أريد من خلال شخصية “ميدو” الصديق الذي يقول لصديقه ما يعلمه وعلى يقين به ولكنه لا يستطيع البوح به فقلت وجهة نظري ككاتب من خلال هذه الشخصية بدلا من عمل صوت داخلي للشخصية.

22- رأيت الفنانة ميمي جمال في شخصية ثريا منذ أن كنت أكتب العمل ولم أر غيرها وعندما رشحتها للدور تحمست له كثيرا وكانت إضافة كبيرة للعمل ولتاريخي الشخصي فهي لها ثقلها الفني.

23- يجمعني بمدام ميمي جمال عمل فني ينتمي لنوعية الأعمال الدرامية القصيرة ولكننا لم نتقابل من قبل ولكن عندما عرضوا عليها “إيجار قديم” طلبت أن تتحدث معي تليفونيا وأبدت إعجابها بالشخصية وأنها سعيدة بها كما أشادت كثيرا بصياغة المشاهد وهذه شهادة كبيرة من نجمة عظيمة أعتز بها كثيرا وإعجابها بالدور أعطاني مؤشرا بأن الشخصية ستعلق بأذهان الجماهير.

24- أردت تسليط الضوء من خلال شخصية “ثريا” التي جسدتها الفنانة القديرة ميمي جمال على أن النجوم الكبار ثروة ويجب أن نستغلهم بشكل يليق بتاريخهم الفني فبحكم تواجدي بالوسط الفني رأيت بنفسي ما يحدث مع الفنانين الكبار وكيف يتم تجاهلهم من القائمين على الصناعة وهذا الأمر يحدث في كل المهن التي لها علاقة بالفن وليس التمثيل فقط.

25- تمنيت تجسيد الفنان هشام إسماعيل لدور “ربيع أبو الوفا” والحمد لله أنه وافق على الدور عندما عُرض عليه لأنني كُنت لا أرى غيره في الدور ووجوده بالعمل من أكثر الأشياء التي أسعدتني.

26- أسرة المحامي ربيع أبو الوفا قريبة لقلبي وأحبها كثيرا وقصدت من هذه الأسرة البساطة فزوجته سيدة بسيطة تُشبه الكثيرين من الشخصيات القريبة منا وزوجها اختار أن يتزوج سيدة من بلده لأنه يريد الزواج من سيدة منزل وهذه النوعية من الرجال متواجدة في مجتمعنا المصري.

27- أتابع ردود الأفعال ولكن من بعيد فالسوشيال ميديا من وجهة نظري ليست مقياسا فالشارع هو المقياس الحقيقي، فمن أكثر ردود الأفعال التي جاءتني كانت جملة “ليه موتت حسين” فليلة عرض الحلقة التي توفى بها حسين جاءتني مكالمات ورسائل كثيرة من أشخاص لا أعرفهم وهناك أشخاص لا أعرفهم “دعت عليا وشتمتني” ولكن رأيت أن كل هذا نجاح للعمل فتمنيت أن يرتبط الجمهور بشخصيات العمل ولم أكن أتوقع أن يتوحدوا معهم بهذا الشكل كما أنني قصدت فعل ذلك حتى أقوم بعمل حدث قوي يبدأ من خلاله فكرة العمل.