بداية مضطربة على تويتر.. ماذا يريد إيلون ماسك من "العلامة الزرقاء"؟

أسماء مندور

أصبح رجل الأعمال إيلون ماسك محط أنظار الجميع في الفترة الأخيرة بعد إتمام صفقة بقيمة 44 مليار دولار لشراء تويتر، وبعد شراء المنصة اتخذ رجل الأعمال المثير للجدل عدة قرارات في هيكل إدارة الشركة، لكن أحدثت الخطوة الأخيرة التي تتعلق بعلامة توثيق الحسابات الزرقاء بداية مضطربة للشركة نجم عنها العديد من التداعيات.

جدل العلامة الزرقاء

علامة توثيق الحسابات الزرقاء هي واحدة من أولى التغييرات الرئيسية التي أجراها إيلون ماسك على تويتر بعد توليه رئاسة الشركة، حيث تم منح “علامة زرقاء” للمشاهير والصحفيين الذين تم التحقق منهم من خلال المنصة، على وجه التحديد لمنع انتحال الهوية. الآن، يمكن لأي شخص الحصول على علامة طالما كان لديه هاتف وبطاقة ائتمان و8 دولارات شهريًا.

عواقب القرارات

أثارت خدمة توثيق الحسابات الجديدة من تويتر جدل كبير نجم عنه عواقب كثيرة فور الإعلان عن القرارات، حيث وقعت الخدمة الجديدة بسرعة ضحية للمحتالين، والتي جاء أبرزها في انتحال حسابات شركات عالمية؛ منها منصة ألعاب الفيديو نينتندو، وشركة الطائرات الأمريكية لوكهيد مارتن، وتيسلا وسبيس إكس الخاصة بـ إيلون ماسك، بالإضافة إلى حسابات شخصيات رياضية ومشاهير وشخصيات عامة مختلفة، وفقًا لتقرير الجارديان.

التلاعب باقتصاد الشركات

تقرير فوربس كشف أن شركة الأدوية Eli Lilly اعتذرت ونفت أنها لا تقدم الأنسولين مجانًا، بعد أن نشر حساب تويتر مزيف، تم توثيقه من خلال خدمة الاشتراك الجديدة التي يقدمها إيلون ماسك، منتحلاً صفة العلامة التجارية، أن الشركة ستطرح الأنسولين في الأسواق مجانًا.

أشار التقرير أنه بعد ساعات من المنشور المزيف، انخفض سهم شركة Eli Lilly بشكل حاد، وعلى الرغم من أنه لم يتضح تمامًا مدى ارتباط الانخفاض بالمنشور، لكن بالمثل، انخفضت أسهم شركة الطائرات الأمريكية Lockheed Martin بعد أن قال حساب مزيف آخر باستخدام Twitter Blue إن الشركة أوقفت مبيعات الأسلحة في بعض البلدان، مما أدى إلى إصدار بيان من لجنة التجارة الفيدرالية قالت فيه إنها تراقب الأحداث “بقلق عميق”.

استهداف الشركات

موقع Fortune كشف أنه تم استهداف شركتي الألعاب Nintendo وValve أيضًا من المحتالين الذين يستخدمون Twitter Blue، كما واجهت شركات الأدوية ضغوطًا بسبب ارتفاع تكلفة الأنسولين والأدوية الأخرى، وقد ساعد ذلك في إصدار قانون الحد من التضخم، وهو قانون شامل للرعاية الصحية والضرائب أصدره الرئيس جو بايدن، بما في ذلك بند يحدد تكلفة الأنسولين.

السخرية وانتحال الشخصيات

أدت قرارات توثيق حسابات تويتر إلى موجة من السخرية من الجميع؛ بدءًا من البابا فرانسيس حتى جورج دبليو بوش، لكن من أبرز اللقطات في هذا الشأن هو توثيق حساب على تويتر باسم السيد “عيسى المسيح”، وفقًا لتقرير Insider، الذي كشف أن صاحب الحساب حصل على علامة التوثيق الزرقاء على تويتر، التي تم تحديدها بقيمة 8 دولارات، ولا تتطلب التحقق من الهوية، وأشار التقرير إلى أن صاحب الحساب أنشأه في عام 2006 بهدف نشر تغريدات مرحة ساخرة حول الأعياد.

حوادث كارثية

شبكة BBC ذكرت في تقرير بعنوان “استمرار الدراما على تويتر مع ارتباك العلامة الزرقاء”، عن ظهور حسابات مزيفة تحمل توثيقها بشراء العلامة الزرقاء من خلال Twitter Blue، والتي تمثل حسابات دعم لشركات طيران حقيقية تطلب من العملاء الذين كانوا يحاولون الاتصال بهم على تويتر إرسال رسائل مباشرة إلى الحسابات المزيفة بدلاً من ذلك، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى خلل وربما حوادث طيران.

خلق فوضى سياسية

في إحدى الحالات، قام حساب باسم المرشحة الجمهورية لحاكم ولاية أريزونا كاري ليك بالتغريد ليعلن أنها تتنازل لخصمها الديمقراطي، على الرغم من حقيقة أنه لا يزال يتم فرز الأصوات، واستغرق الأمر ساعات حتى تمكن تويتر من إزالة التغريدة والحساب المزيف.

 

تقرير آخر في BBC ذكر أيضًا أنه تم استغلال نظام التوثيق الأزرق المدفوع في المملكة المتحدة من نشطاء بعض الأحزاب المتطرفة، كما اكتشف الباحثون أيضًا مجموعة متنوعة من الحسابات باستخدام صور تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لشخصيات وهمية، مشيرًا إلى مجال اهتمام محدد، حيث يتم استخدام مثل هذه الحسابات غير الأصلية بشكل روتيني في بعض الأحيان بهدف التأثير على الأحداث السياسية في البلدان الأخرى.

نظام تحقق مزعوم

قامت شركة تويتر بإغلاق حساب الفنانة الكوميدية الأمريكية كاثي جريفين Kathy Griffin على المنصة، في نفس اليوم الذي غيرت فيه اسم حسابها إلى “إيلون ماسك”، وسخرت من الرئيس التنفيذي الجديد، حيث استخدمت جريفين حسابها باسم “إيلون ماسك” لحث الأمريكيين على التصويت للديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي، وأيضًا بهدف التأكيد على العيوب الموجودة في خطط شركة وسائل التواصل الاجتماعي لنظام تحقق مزعوم.