في ذكراها الـ 50.. القصة الكاملة لصورة "فتاة النابالم" الشهيرة

أسماء مندور

تحل هذا الأسبوع الذكرى الـ 50 لالتقاط صورة “فتاة النابالم” الشهيرة، وهي صورة لفتاة تبلغ من العمر 9 سنوات من فيتنام، التقطها مصور من وكالة أسوشيتد برس، وتعتبر من أهم الأدلة التي صورت أهوال حرب فيتنام وكشفت عنها للعالم، وتلك أهم تفاصيلها.

فتاة النابالم

يظهر في الصورة، التي التقطها نايك أوت مصور وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، جنودًا يسيرون خلف أطفال مذعورين، بما في ذلك فتاة “عارية”، تبلغ من العمر تسع سنوات، تُدعى فان ثي كيم فوك، وهي تجري في طريق ريفي بعد هجوم بالنابالم على قريتها.

نرشح لك: هل تنتقل شاكيرا لدولة أخرى مع أطفالها بعد انفصالها عن بيكيه؟ تقارير أسبانية توضح

اضطرت الفتاة في الصورة إلى تمزيق ملابسها بعد سقوط كمية كبيرة من النابالم عليها، وواصلت الجري والصراخ، وعندما وصلت إلى معسكر الأمان الخاص بالجنود الفيتناميين الجنوبيين، فقدت الوعي.

 

 بعد فقدانها الوعي لعدة أيام، استيقظت كيم فوك فجأة وأكد الأطباء أنها ستعيش، لكن كان جسدها لا يزال مدمرًا بسبب الحروق الكثيرة، وكان الألم شديدًا لدرجة أنها كانت تصرخ كلما قامت الممرضات بغسل جروحها وتضميدها، وزارها المصور بشكل متكرر، ونظم حملة لجمع الأموال للمساعدة في دفع فواتيرها الطبية، وبعد 14 شهرًا، و17 عملية، خرجت كيم فوك أخيرًا من المستشفى.

تقارير مغلوطة

بداية القصة تعود لـ يونيو 1972، حين نشبت معركة بين القوات الفيتنامية الشمالية والجنوبية على مشارف قرية كيم فوك، حيث تم تقديم تقرير إلى ضباط الجيش الأمريكي الذين كانوا يقودون القوات الفيتنامية الجنوبية، بأن القرية قد هجرها القرويون. 

 

أمر القائد الأمريكي، اعتقادًا منه أن القوات الشمالية يمكن أن تكون مختبئة في القرية المهجورة، القوات الجوية الفيتنامية الجنوبية بمهاجمة القرية.

كانت كيم فوك وعائلتها وبعض القرويين لا يزالون في الخلف، واختبئوا في معبد صغير، لكن بدأت الطائرات الفيتنامية الجنوبية بإلقاء قنابل نابالم على القرية، وعندما ضربت قنبلة المعبد، هرب القرويون خوفًا، فاعتقد طيار سلاح الجو الفيتنامي الجنوبي أنهم جنود أعداء، وألقى عليهم شحنة من مادة النابالم.

يوصف النابالم بأنه مادة لزجة شديدة الاشتعال، مصممة لتلتصق بالجسم أثناء الاحتراق، وتستخدم في الحروب كمادة حارقة خاصة في المناطق العشبية.

 

حروق النابالم

أسفر التفجير عن مقتل اثنين من عائلة كيم فوك واثنين من القرويين الآخرين، وسقطت المادة على ظهر الفتاة وذراعيها وصدرها، وفي رعب وألم شديد، خلعت ملابسها المحترقة وركضت في طريق قريب مع أطفال آخرين مذعورين.

بعد بضع دقائق، التقوا ببعض الجنود وبعض المراسلين الذين يرتدون الزي العسكري، كان أحدهم مصور في وكالة أسوشيتد برس، الذي التقط صوراً لكيم فوك وقرويين آخرين يركضون نحوهم.

ركض هو والمراسلين الآخرين بسرعة لمساعدتها، وسكبوا الماء على جلدها المحروق، ونقلوها هي والأطفال المصابين الآخرين إلى المستشفى، وعانت كيم من حروق من الدرجة الثالثة، حتى أنها كان يعتقد أنها لن تنجو.

 

صورة الصحافة العالمية

من جانبه، أرسل نايك أوت صورته إلى الوكالة التي يعمل بها، وظهرت الصورة بعد ذلك على الصفحة الأولى من صحيفة نيويورك تايمز، وحصلت لاحقًا على جائزة بوليتزر، وتم اختيارها كـ “صورة الصحافة العالمية في ذلك العام”.

تسببت الصورة على الفور في إثارة ضجة بين السكان الأمريكيين، الذين ندد معظمهم بحرب فيتنام على أنها حدث مروع ومأساوي، وأصبحت الصورة واحدة من أكثر الصور التي لا تنسى في القرن العشرين، وغالبًا ما تُستخدم كرمز لـ أهوال الحرب.