نعم للانتقاد لا للتجريح.. أبرز تصريحات رفاه الخطيب عن "فاتن أمل حربي"

رباب طلعت
رفاه الخطيب
شكلت “سما” الجارة السورية لـ”تونة” الشخصية التي تجسدها الفنانة نيللي كريم في “فاتن أمل حربي”، داعمًا أساسيًا لها خلال أحداث العمل، وقد كانت إضافة هامة ليس على مسار الأحداث فحسب، بل لإبراز شكل العلاقة التي تربط بين أبناء الشعب السوري المقيم في مصر منذ عدة سنوات، والشعب المصري الذي استقبله بمحبة وترحيب.

رفاه الخطيب
رفاه الخطيب

“سما” جسدت دورها الفنانة السورية رفاه الخطيب، والتي تواصل معها “إعلام دوت كوم” للحديث عن كثير من تفاصيل العمل والانتقادات حوله، وفكرة تجديد قوانين الأحوال الشخصية، وعلاقتها بمصر، والشعب المصري، والرابط بين الشعبين، وفيما يلي أبرز تصريحاتها:

1- أنا خريجة معهد فنون مسرحية تمثيل وإخراج ودرست في مصر، وتخرجت العام الماضي، وشاركت في عدد كبير من الأعمال المصرية قبل “فاتن أمل حربي”.

2- من أبرز أعمالي السابقة: قابيل، حيث جسدت والدة أمينة خليل وهي صغيرة، والعام الماضي كنت في أولاد الناس، وكله بالحب، والسهام المارقة، وتحت نفس السما وذلك كانت مساحة الدور فيه كبيرة لأنه كان يتحدث عن اللاجئين في مصر سوريين وسودانيين وغيرهم.

3- شاركت في العديد من الأفلام القصيرة، وآخرها فيلم يتحدث عن دور السينما في تقديم على العلاج النفسي للمشاهدين، بالإضافة إلى فيلم آخر اسمه “ألوان”.

4- في بداية حياتي درست آداب فرنسي، وحضرت دراسات عليا، وكنت مقيمة في فرنسا، وانتقلت إلى الصين، وعملت في التلفزيون الصيني(CCTV العربية)، لمدة ثلاث سنوات، بعدها حضرت إلى مصر لدراسة التمثيل، ونقلت إقامتي فيها.

5- عملت في قناة الغد كمذيعة في بداية وصولي إلى مصر، ومن ثم بدأت العمل كصحفية بدلًا من مذيعة، لأستطيع التنسيق بين دراستي في معهد الفنون المسرحية والعمل، وكان الموضوع صعبًا ولكن استطعت تخطي ذلك الأمر بنجاح، ومنذ دخولي المعهد بدأت في المشاركة في أعمال مصرية.

6- منذ كنت طفلة وأنا أحب التمثيل، وكنت أقلد الكرتون، وكنت أغني، وعملت في الدوبلاج وقدمت أغاني في بعض الأعمال الكارتونية في طفولتي، ومن ثم سجلت بصوتي أعمال وثائقية قبل دخولي الجامعة، وبعد التحاقي بالجامعة بدأت خط اللإعلام، وسافرت لاستكمال دراستي في الخارج، ومن ثم قررت السفر إلى مصر لدراسة التمثيل.

نرشح لك: شعرت أن نيللي كريم أمي الحقيقية.. أبرز تصريحات الابنة الكبرى في “فاتن أمل حربي”


7- أنا في الأساس أحب الإخراج، وهدفي الأساسي من دراسة التمثيل كان الإخراج، خاصة أنني أكتب سيناريوهات، فأردت تعلم الإخراج، ولكني وجدت نفسي في التمثيل، ففكرة تلبس شخصية والدخول في عالمها فكرة مثيرة جدًا وجذبتني.

8- رشحني لدوري في “فاتن أمل حربي” الكاستينج دايركتور أحمد الزغبي، والذي تربطني به علاقة صداقة قديمة، واتصل بي ليطلب مني نماذج من عملي وصوري، وبعدها أخبرني أن المخرج ماندو العدل قد وافق أن أجسد شخصية “سما” الجارة السورية لتونا.

رفاه الخطيب
رفاه الخطيب

9- أنا معجبة بشدة بـ”فاتن أمل حربي” بسبب الخطوط الدرامية الكثيرة التي تناولها، وملامسته للقضايا المختلف عليها في المجتمع المصري، خاصة ما يتعلق بقانون الأسرة، ومن تلك الخطوط خط إقامة السوريين في مصر، والمسلسل نجح بالفعل في خلق حالة من تباين الآراء حوله، ما بين متفق ومعارض.

10- لم يغفل إبراهيم عيسى أمر السوريين في مصر، فنحن لسنا عابرين على المجتمع المصري، بل نحن ضمن نسيج المجتمع المصري، فكل مناطق مصر بها أسر سورية أو مشاريع يمتلكها سوريين، فقد انصهرنا في المجتمع المصري وأصبحنا جزء منه، وأصبحنا مرتبطين بمشاكل وأفراح المصريين، خاصة مع زيادة عدد الزيجات التي تجمع بين سوريين ومصريين، وأظن أن ذلك هو السبب الرئيسي الذي جعل “عيسى” يتناول ذلك الخط في العمل.

11- إبراهيم عيسى ناقش موضوع هام جدًا، وهو أن السوريين ليسوا دخلاء على الشعب المصري، فنحن شعبين مرتبطين ببعضنا البعض بشكل كبير، وذلك بسبب التاريخ الطويل بين الشعبين، وهناك الكثير من الفنانين السوريين انتقلوا إلى مصر وأصبحوا مصريين، ولا أحد يعلم أن أصولهم سورية.

12- أشقائي مقيمون في أوروبا، والكثيرون يسألونني عن سبب تمسكي بمصر، وعدم سفري إليهم، فأخبرهم أن الحياة في الخارج ليست كما فيها ولا أنكر أن هناك صعوبات في الحياة بها، ولكنها مثل أية صعوبات في أية بلد أخرى، الفارق الوحيد أنني مستمتعة بالإقامة وبتفاصيل الحياة فيها، وأحب الشعب المصري جدًا، وأعز أصدقائي على قلبي منها ولم أشعر قط أنني غريبة فيها، حتى أنني أجدت اللغة المصرية سريعًا وأصبحت أتحدث بها بطلاقة، والمضحك أنني عندما أتحدث حاليًا بالسورية “بستغرب نفسي”، وتداخلي مع الشعب المصري من أهم الأشياء التي حدثت في حياتي، فمقولة من يشرب من النيل يعود له حقيقية بشكل كبير، فأنا “بحب مصر وبحب المصريين وبحب كل حاجة فيها، لأنهم شعب “حقيقي وطيبين وجدعان وفيهم الحاجة.
وعكسها وده شيء ممتع”، وحاولت إظهار ذلك في “فاتن أمل حربي”.

13- أول مشهد صورته كان مشهد إنشاء صفحة على “الفيس بوك” لتونة، وكانت تلك المرة الأولى التي أقابل فيها نيللي كريم، وكنت متحمسة للغاية أثناء توجهي للتصوير، ووجدتها هي والمخرج وكل “الكرو” مرحبين بي جدًا، ولم أشعر للحظة أنني “جديدة عليهم”، فلقد اندمجت سريعًا معهم، بسبب تعاملهم اللطيف، وفي ذلك المشهد ارتجلنا في جزء منه من شدة اندماجنا.

14- نيللي كريم من أجمل الشخصيات التي يمكن أن تقابليها في حياتك، فهي متواضعة جدًا، ومتعاونة جدًا، وتتعامل مع الجميع كأنها تعرفهم منذ زمن طويل، وتتناقش، وتنصح الكل، “بتريح اللي معاها خاصة لو حد جديد”، وكنا نتحدث كثيرًا عن سوريا والأكل السوري، والحياة في مصر وهكذا، فعلاقتي بها من أكثر العلاقات التي أعتز بها في حياتي، فهي إنسانة متواضعة ولا تتعامل على أنها نجمة، لذلك فكل المشاهد معها كانت طبيعية.

رفاه الخطيب
رفاه الخطيب

15- نيللي كريم تضع نفسها داخل الكاركتر بشكل عبقري، وتشعر بكافة أحاسيس الشخصية، وتتلبسها.

16- شريف سلامة وراء الكواليس شخصية مختلفة تمامًا عن سيف الدندراوي، فهو من أكثر الناس المحترمة التي قابلتها في حياتي فهو “حاجة في منتهى الجمال”، وشديد التواضع، فهو ونيللي كريم محترفين للغاية.

17- عندما يبدأ التصوير يبدأ شريف سلامة في تلبس شخصية سيف الدندراوي، بحركة جسده وتعابير وجهه، ونظرة عينه، بشكل مرعب، وقد تعلمت منه هو ونيللي كريم الكثير في العمل، فلقد وصلوا لمرحلة كبيرة من التعاطي مع الشخصية بمنتهى الاحترافية.

18- شريف سلامة حضوره في اللوكيشن فرحة وضحكة “حلوة جدا”، وكان يضيف حالة من البهجة على اللوكيشن كله.

رفاه الخطيب

19- هالة صدقي إنسانة جميلة جدًا، وضحكتها قريبة من القلب، “ضحكتها قمر” وأحب التعامل معها، فخلال الكواليس كنا نغني سويًا ونتحدث كثيرًا عن أمور مختلفة.

20- تابعت الانتقادات حول العمل إلى حد ما، ولكني لا أشغل نفسي كثيرًا بالناس التي تحول الانتقاد إلى تجريح، وأشعر أن هناك تحامل على إبراهيم عيسى، لأن “مش شغلة الفن إنه يرضي جميع الأذواق”، فالعمل الفني أطرح من خلاله فكرة وتلك فكرتي أنا، ليست وجهة نظر الدين أو المجتمع، ولك تقبلها أو لا.

21- كثيرًا ما يحدث لبس ما بين وجهة النظر العامة والخاصة، فأجزم أن إبراهيم عيسى عندما كتب العمل لم يتعمد إثارة كل ذلك الجدل حول المسلسل، “هو كان عايز ينور” عدد من المشاكل التي تعاني منها النساء في مصر في موضوع الطلاق، ولكن بعض الناس أخذوا النقد في طريق التجريح، فالنقد لا بد أن يكون بشكل منطقي، وليس بحملات إهانة وقذف لصناع العمل، لأن ذلك لن يصنع فكرًا سليمًا في المجتمع، لأن المجتمع ألوان وتوجهات وكل توجه يرى أن معه الصواب، وعندما أعرض فكرتي لا يعني أنها صحيحة بنسبة 100% فهي فكرة إنسانية تتحمل الصواب والخطأ.

22- في النهاية الممثل ممثل، يجسد شخصية قد عرضت عليه ونالت إعجابه، “ده شغل” فلما أهاجمهم بهذا الشكل وأجرح فيهم؟ كان لابد من الانتقاد بطريقة الرأي أمام الرأي وليس التجريح المبالغ فيه، فهناك شخص طرح أفكاره، لم لا أطلع عليها وأدرسها، وإما اقتنع أو لا.

23- الرئيس السيسي منذ بداية توليه للحكم يتحدث عن تجديد الخطاب الديني وشدد على ذلك لأهميته، فلكل زمان مقال، ويجب محاكاة القانون وتشريعات الدين التي تقبل التأويل والتعديل للزمن ومتغيراته، وجميع الأديان تسمح بذلك، لأن الأديان السماوية نزلت لتصلح لكل العصور، فكلما جددنا الخطاب الديني كلما تخلصنا من التعصب والكراهية والعنف والهجوم في تبادل الآراء وسنتناقش بكل حب وسلام.

نرشح لك: روبي فنانتي المفضلة.. أبرز تصريحات الابنة الصغرى لـ نيللي كريم في “فاتن أمل حربي”


24- من أكثر الأمور التي لم أفهمها انتقاد طرح فكرة تواجد السوريين في مصر، لم أفهم السبب من وراء ذلك، فنحن نعيش وسط المجتمع المصري ونحترم المصريين، وأنا شخصيا كل المصريين “على دماغي من فوق”، فما سبب الاعتراض على إبراز تواجدنا.

25- وسؤالي للمنتقدين والمكفرين، هل مقبول دينيًا أن تشتم الناس وتخوض في أعراضهم وتكفرهم؟ هل مقبول أن تسب صناع العمل بأمهاتهم وأسرهم؟ “قول رأيك اللي أنت عارفة وتنور ونور محدش هيقولك لأ لكن بدون تجريح! فين الدين في كده؟ فين أركان الدين؟”.

26- بالنسبة للقضية الرئيسية للعمل وهي معاناة السيدات من قانون الأسرة، عاصرت الكثير من تلك القصص في محيطي الخاص، وقصص “تزعل جدًا”، لذا أنا مدركة تمامًا لأهمية تلك القضية، ومن رأيي فهو انتصار للفكرة وانتصار على الظلاميين الرافضين للتطوير، وانتصار للمظلومات من القانون وللمظلومين من الرجال، فهناك الكثير من الرجال يعانون من قانون الأحوال المدنية أيضًا ولكن النساء أكثر.

27- هناك نساء في المجتمع يُرفع لهن القبعة على مثابرتهن على تربية أبنائهن وتنشئتهم بشكل سليم، على الرغم من معاناتهن مع القضايا والمحاكم، وعلى الرغم من عدم حصولهن على حقوقهن المادية إلا أنهن حريصات على تعليم أبنائهن ورعايتهن بأفضل طريقة ممكنة.

28- مشاكل قوانين الأسرة متواجدة في سوريا والبلاد العربية أيضًا كما في مصر، لأن قوانين الأحوال الشخصية لا يتم النظر إليها باستمرار ولا يتم تحديثها بما يتناسب مع متغيرات الزمن، وذلك أمر ظالم جدًا، لأن الحياة في الماضي لم تكن بنفس قدر التعقيد لما هي عليه الآن، فلا بد من تحديث القوانين. لأن الزمن أصبح أسرع منا، ومشاكله “غريبة” وأمور لم نكن نسمع عنها أبدًا، والتعاطي معها بنفس القوانين القديمة غير منطقي، فيجب مراجعة القوانين وتعديلها، وأعتقد أن ذلك سيساعد السيدات المطلقات في الاستقرار نفسيا واجتماعيًا ما يعود على أبنائهم بالخير، حيث سيستطيعون تربيتهم بشكل صحي نفسيا ومجتمعيا.

29- طالما نجحت في تشريع قانون قائم على الأصول والتشريعات الدينية، فبالطبع سأنجح في تطويعه بما يناسب العصر.

30- أنا فخورة بمشاركتي في هذا العمل وتسجيل اسمي عليه، وسعيدة بكرو “فاتن أمل حربي” لأنه فريق عمل مختلف، واللوكيشن كان ملئ بمشاعر الحب والاحترام.

31- أريد أن أتقدم بالشكر إلى المخرج ماندو العدل، وأوجه له كل الاحترام والتقدير، وعلى إنسانيته في التصوير، واهتمامه بالجميع سواسية. وأحمد سوني المخرج المنفذ، ومايكل مساعد المخرج، وDOP محمود يوسف، وفريق الإنتاج والجميع. فلقد كانوا بالنسبة لي عائلة، وقد بذلوا جهدًا كبيرًا لإخراج عمل يحترم المشاهد.