خيري بشارة: جيلي كان يعيش في الأوهام.. ولدي حالة من إنكار الذات

دنيا شمعة

نظمت إدارة الدورة الـ23 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة برئاسة المخرج سعد هنداوي، اليوم الأحد، احتفالية خاصة للمخرج خيري بشارة، تحت عنوان “الاحتفاء بالبدايات” ضمن فعاليات المهرجان، أدارتها الناقدة السينمائية فايزة هنداوي.

وخلال الندوة، حرص “بشارة” على دعوة الحضور للوقوف دقيقة حدادا علي روح الممثل الراحل زكي فطين عبد الوهاب، والذي وافته المنية اليوم الأحد، مشيرا إلى أنه صديق عزيز وفنان مهم ستفتقده السينما المصرية.

نرشح لك: رئاسة الجمهورية توجه دعوة للكاتبة سماح أبو بكر لمناقشة مشروعها عن الطفل

 

كما شهدت الاحتفالية توقيع كتاب “السينما والواقع” الذي قام بكتابته “بشارة” عن تجربته في السينما التسجيلية قبل اتجاهه إلى السينما الروائية، والذي يحتوي أيضا على نماذج من سيناريوهات أفلامه التسجيلية والمقالات الهامة التي تم نشرها عن هذه الأفلام وقت عرضها.

خيري بشارة

وعن الكتاب أوضح “بشارة”: “كتبته على الحدود الإيطالية الفرنسية على البحر، وأعتبرها تجربة تأمل أكثر من كونها تجربة كتابة حقيقية عشان أشوف أنا عملت إيه ورايح فين، أنا كاتب الكتاب ده من سنة 77.. فأنا بجد ممتن لأستاذة زينب وللمركز القومي للسينما لأني ماكنتش لاقي حد ينشره”.

أضاف متحدثا عن تجربته في السينما التسجيلية، ورأيه في وضع صناعة السينما ككل حاليا: “إحنا كنا جيل مهموم بقضايا الوطن والمجتمع، لكن الكلمة دي في الزمن ده غريبة جدا، وكنا بنحاول نغير المجتمع للأفضل بالسينما.. ودي طبعا كانت أوهام لأن السينما لا تحدث ثورة وأقصى حاجة ممكن تعملها إنها تراكم وعي، وكمان إحنا كنا مشاغبين وجيل دمه خفيف أنا وعلي بدرخان وداوود عبد السيد وغيرنا، وأنا طموحي كان أكبر من إني أعمل فيلم دعائي وخلاص”.

خيري بشارة

أردف أنه لا يستطيع الحكم على مستوى السينما التسجيلية في مصر حاليا ولا مستوى الصناعة ككل، لأنه لم يعد متابعا جيدا لكل الأعمال، لكنه مع ذلك يحاول متابعة بعض الأعمال وهناك منها ما أعجبه بالفعل كفيلم “أحد سكان المدينة” للمخرج أدهم الشريف، وفيلم “جلد حي” للمخرج فوزي صالح، كما أنه انتقل من مسكنه القديم بشبرا منذ فترة طويلة، وهو الأمر الذي جعله في رأيه ينفصل عن الواقع المجتمعي بعض الشيء.

استطرد: “قابلني مرة واحد معرفرش وقالي بحب أفلامك زي (هند وكاميليا) و(يوم حلو ويوم مر) بس جالي ذبحة بعد ما اتفرجت عليهم.. ده موقف عمري ما هنساه ومن يومها قررت إني جبت أخري وإني هبسط الناس لأن من حقهم يتبسطوا، لأن المجتمع مش هيتغير كده كده وهيفضل زي ما هو”.

خيري بشارة

وعن أسباب عدم استمراره في تجربته كممثل، أوضح “بشارة” أنه كمخرج يعتبر نفسه ممثل صعب وبطئ الأداء وذلك بسبب ضعف ذاكرته وخصوصا في حفظ الحوار، على الرغم من إيمان عدد كبير من النجوم الكبار بموهبته كممثل كالفنانة الكبيرة الراحلة سعاد حسني، التي طالما طلبت منه الاستمرار كممثل.

وجه المخرج خيري بشارة في نهاية حواره نصيحة هامة لكل العاملين بالمجال الفني وهي: “أنا عندي حالة من النكران ودايما بقول أنا زي البواب والكناس وإني مش حد استثنائي وإن كلنا زي بعض، ومبحبش أسمع اسمي كتير لأن ترديد الاسم بيخلق حالة من الكبرياء والغرور عالية، عشان كده أخدت عهد على نفسي إني لما أسمع اسمي بيتكرر في المدح أتعامل كأنه مش اسمي.. ودي نصيحتي للكل إنه مايستمتعش أوي بتكرار اسمه ولا تعيش فيه، لأن ده بداية مقتلك في الفن”.

كما تم عرض 3 من أهم أفلام خيري بشارة التسجيلية في نهاية الاحتفالية، وهي “يوميات طبيب في الأرياف، صائد الدبابات، طائر النوري”.

جدير بالذكر أن خيرى بشارة قد بدأ حياته المهنية مخرجاً تسجيلياً أخرج العديد من الأفلام التسجيلية من أشهرها “طائر النورس”، “طبيب في الأرياف” وفيلم “صائد الدبابات”، ثم اتجه بعد ذلك للسينما الروائية وكان أول فيلم روائي له فيلم “الأقدار الدامية” من الإنتاج المشترك مع الجزائر حيث بدأ تصويره في عام 1976، وانتهى عام 1980 وعرض في عام 1982. كما قام بإخراج أكثر من 11 فيلما من أفلام الدراما الاجتماعية والتي تلامس قلوب الناس وحصل عليها على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، ليصبح أحد رواد جيل الواقعية الجديدة في السينما المصرية.

اشمعنى المرة دي؟ حكاية ترند اطلالة ويجز في موسم الرياض