ماما عندها شيفت.. ماذا يفعل أطفال محررات "إعلام دوت كوم"؟

رباب طلعت محررات إعلام دوت كوم محررات إعلام دوت كوم محررات إعلام دوت كوم

أن تصبحي أمًا هو أن تشغلي عملًا دون أجازات أو راحة “شيفت 24 ساعة”، خاصة إذا ما كنتِ أمًا عاملة، أو “strong independent woman”، بلغة “السوشيال ميديا”، وإذا ما كان مجال عملت الصحافة والإعلام فذلك تحدِ أكبر، لأنها مهنة في لغة الأمهات كالطفل الوليد، تحتاج إلى المتابعة اللحظية، إذا غبتِ عنها ساعة، فعلت بكِ ما يفعله الطفل أثناء التفاتك عنه لحظة، فالجمع بين الاثنين عملًا شاقًا له الكثير من الكواليس الممتعة.

وبالتزامن مع احتفالات “عيد الأم”.. يقدم “إعلام دوت كوم” تلك السطور إلى الأمهات العاملات في الموقع، واللاتي يشكلن حوالي ربع فريق العمل، في أقسام (التحرير والنشر والتصميم)، فكل عام وأنتن بخير.

وللاحتفال بهن، قررن سؤالهن، عن كواليس خروج “الشيفتات” أثناء العمل في المنزل، وفي وجود أطفالهن وفيما يلي أبرز الكواليس:

هبة سمك.. طفلين والشيفت ثالثهما

عن معاناتها في الشيفت تقول هبة سمك، الزميلة في قسم التحرير: “أنا بسمي يوم الشيفت دايما هو يوم الحوادث والممنوعات بمعنى أن أكثر كمية حوادث بتحصل على مدار الأسبوع من العيال هو اليوم ده لأني طبعا عيني مشغولة عنهم”.

وعن تلك الحوادث تتابع:” أقرب حادثة كانت قريبة وهي أنهم خدوا كريم الشعر بتاع بابهم وغسلوا بيه الصيني اللي في النيش “المقدس” أما الممنوعات فبتتعلق بالاكل.. يومها بقى بيبقى متاح الشيبسي والشيكولاتة وأي حاجة تانية غير مباحة في الأيام العادية”.

أكدت “سمك” أن أكثر ما يدفعها على الاستمرار في العمل، هو روح التعاون بين العاملين في الموقع، حيث تضيف: “أما من ناحية بعرف اشتغل ازاي فده عمره ما كان هيحصل الا لو شغالة في وسط جروب بيقدر ظروفك كويس بداية من رئيس التحرير اللي بيسمحلك بمرونة في عدد الشيفتات وكمان في عدد الساعات اللي بقضيها في الشيفت وكمان التكليفات اللي بتكون محدودة”.

أردفت: “ومن ناحية أخرى همه زمايلي في الشغل اللي مقدرين كويس يعني ايه ام بتشتغل مع طفلين فدائما هما متاحين لو حبيت استأذن من الشيفت لأي ظرف وبيساعدوا من غير حتى ماتطلبي الحقيقي بشكرهم كلهم وبشكر رئيس التحرير استاذ محمد.. بحبكم قوي”.

أمنية طارق.. الشيفت في غياب الشريك

تقول أمنية طارق الزميلة في قسم النشر، إن الشيفت بوجود زوجها في المنزل، يمر بسلام أكثر من تلك الأيام التي لا يتواجد فيها معها لإلهاء ابنها ذو الثلاثة أعوام، متابعة: الشيفت لو مفيش حد ف البيت بيبقى دمار طلبات لا تنتهي”.

وعن أغرب الطلبات التي يطلبها الطفل قالت: “عاوز ملوخية دا أكتر طلب بيتطلب، وعاوز الموبايل ألعب عليه، أو اختراعات مش موجودة في البيت ولو قلت حاجة خلصت بيزن ويعيط”.

وعن قوة تحملها للزن مع ضغط الشيفت قالت: “معيطش ولا مرة بس زعقت كتير أوي وصرخت طبعا فيه لدرجة هو اللي بيعيط من الزعيق، وأحيانا بدخل اوضة واقفل الباب ورايا، وبيفضل هو يخبط ويعيط دا لو قاعدين لوحدنا لو حد معانا الوضع بيقل شوية بس اغلب الوقت لوحدنا”.

مروة محسن.. سؤال صعب

أكدت الزميلة مروة محسن هي الأخرى على مدى صعوبة التركيز في الشيفت في أوقات تواجد ابنتها ذات الخمس سنوات في المنزل، وعدم ذهابها إلى المدرسة، معلقة: “بيكون شيفت صعب جدا، كل شويه طلبات تعجيزيه أهمها عاوزة أخد دش أو طلبات أكل صعبة”.

وعن أصعب موقف تتعرض له نفسيًا وقت عملها في الشيفتات هو رد فعل الطفلة، على كلمة “اصبري”، حيث تبادرها بسؤال صعب وهو: “هو أنا أهم ولا الشغل؟”.

وعن كيفية تجاوز ذلك الضغط النفسي قالت: “الواقع مش محتاجة أقول عيطت كم مرة لا صرخت كم مرة، أصعب حاجة تركيزك يكون في حاجة، وحد بيزن جنبك بطلبات لا تنتهي”.

شهد البنا.. العمر الأكبر لا يخفف الضغط

الزميلة شهد البنا، من قسم “الجرافيك”، لها تجربة مختلفة، حيث إن ابنها أكبر سنًا فهو يبلغ من العمر 14 عامًا، وبسؤالها إذا ما كان ذلك يخفف الضغط قليلًا، أكدت أن العمر لا يشكل أي فارق، فتواجد الأبناء في المنزل مع العمل به أمر صعب في كل المراحل، فالطفل يشعر بانشغال والدته عنه مما يدفعه للفت انتباهها بالطلبات أيًا كانت.

وعن أبرز طلباته قالت: “بيجي يقولي سمعيلي ده او اسأليني أو صححيلي اللي حليته، فاقوله في أيدي شغل هخلص واندهلك، اندهله بعد ما اخلص يقولي هراجع مراجعة أخيرة يخلص يجي يلاقيني انشغلت تاني وهكذا”.

فيما تؤكد “البنا” أن تحدي العمل من المنزل، لا يقف عند مكوث ابنها في المنزل، فهي كأم تكون منشغلة به وهو خارج المنزل أيضًا، نظرًا لأنه يخرج للدروس والمدرسة وغيرها من الأمور، وروت موقف قريب حدث معها: “مره وانا في اخر الشيفت حصلت خناقة في السنتر وكلمته مكانش بيرد، استأذنت وسيبت الشيفت وجريت على هناك”.

وعن تأثير انشغالها عليه في دراسته، تقول: “بنبقى حاطين جدول ومتفقين ننجز حاجات معينة فينتهز فرصة انشغالي واني مش هسأل علشان مفيش وقت ويجي يقولي خلصت”.

أما عن فائدة أن ابنها تجاوز مرحلة الطفولة، تقول: “بس بخليه كل شوية يقوم يعملي مشروب، أو نعمل فشار وفنكوش وحاجات كده، لما بيكون الشغل خفيف شوية، وممكن اشغل أغاني ونسمع سوا”.

هبة الله أحمد.. بداية المشوار

الزميلة هبة الله أحمد من قسم الجرافيك، أم لرضيع بلغ 6 أشهر، لذا فإنه شريك في كافة الشيفتات، حيث تعمل وهي تحمله أغلب الوقت، مما يشكل تحديًا كبيرًا لها، خاصة أن عملها كمصممة يتطلب تركيزًا كبيرًا منها، وتفاديًا لحركاته المفاجأة وإصراره على مشاركتها في الضغط على “الكيبورد”.

وعن تجربتها تقول “أحمد” إنه أحيانًا يتواجد والديها وزوجها معها في المنزل، ويحاولون إلهائه لكنه يصر عليها، فتحمله وتتابع عملها، مشيرة إلى أن الشيفت هو الوقت المفضل له لـ”الزن”، والبكاء.

أما عن قلة ساعات النوم، والتغلب عليها قالت إنها منذ ولادتها لم تنم أكثر من ساعتين متواصلتين، وذلك نادرًا ما يحدث، حيث إنه كثير الأرق ليلًا مما يؤثر على تركيزها وتمر عليها أيام من التعب والإرهاق، تحاول جاهدة التركيز في العمل لكي تتفادى الأخطاء، معلقة: “للأسف شغلي محتاج تركيز حتى البيت من قلة تركيزي حصلت في مرى نسيت حاجة على البوتجاز ولعت، ففعلا الموضوع صعب جدا وأحيانا بحس أني بنهار”.

وإجابة على سؤال إذا ما كانت تفكر أحيانًا في ترك العمل للتفرغ له قالت: “بتيجى عليا فعلا لحظات أقول خلاص هسيب الشغل، بس برجع تاني أتراجع لأن بحب شغلي، وده هيخليني أحب نفسي، وهيخلينى نفسيًا كويسة معاه، وكمان كل تعبي ده ليه هو”، متابعة: “سواء باباه أو انا كل واحد فينا بيتعب ومستعد يتعب أضعاف علشان نوفرله كل حاجه فيمكن ده مخليني مش بحس بتأنيب الضمير لو انشغلت عنه لأني بحاول أعوضه، سواء ماديا أو حتى معنويا بحاول دايما أخصصله في يومي وقت، أسيب كل حاجة وألعب معاه واحسسه انى معاه وجنبه دايما واتكلم معاه وبحس انه بيتبسط بده”.

سارة شعلان والفن السريالي

وصفت الجميلة سارة شعلان من قسم الجرافيك معاناتها مع ولديها -عامين وثلاثة أعوام- قائلة: “مبيبطلوش زن وخناق، وكل الطلبات الممكنة والمستحيلة”، لافتة إلى إنها إذا ما تركت اللابتوب لحظة للقيام بشيء ما تعود لتجد لوحة من الفن السريالي على الشاشة رسمها أحدهما.

أضافت “شعلان” أنها تحاول قدر استطاعتها السيطرة على الأمر ولكنها مهمة شديدة الصعوبة.

رباب طلعت.. الغياب من الحضانة

لا تختلف معاناتي عما ذكر الزملاء أعلاه كثيرًا، فابني عامين ونصف العام، ولا تنتهي طلباته في الشيفتات، وقررنا خوض تجربة الحضانة، إلا أنها لم تنجح بشكل كلي، فالفيروسات لا تهاجم جهازه المناعي إلا أيام الشيفتات، فنضطر للغياب، والعمل وسط بكاء وشكوى المرض، والإصرار على الطلبات الصعبة طوال ساعات الشيفت.

وعندما تنهار كافة محاولاته مع إصراري على استكمال العمل، وعدم الاعتذار عنه، يبدأ في الاستفزاز العاطفي “ماما أنا بحبك قوي”، فكافة العواطف الجياشة تبدأ في الشيفت، للاستعطاف وطلب مزيد من الأحضان والقبلات طوال ساعاته، مع المحاولة على الحفاظ على اللابتوب سليمًا من الحوادث، أو محاولات التخريب المتعمدة فهو الآن عدوه اللدود.

ولكن في النهاية تستمر الحياة، وتستمر الشيفتات، وتعمل كل من الزميلات بقدر استطاعتها كي لا يحدث أي تقصير في العمل، فشكرًا لكن.

 

 نرشح لك: تفاصيل تحويل سلسلة فلاش إلى مسلسل كارتون في رمضان 2022