"ترشيحات ماتفوتهاش".. 20 كتاب ورواية ننصحك بقراءتها قبل نهاية 2021

إسلام وهبان

دائما ما يكون استخدام صيغة “أفعل” في الأدب غير دقيقة، فلكل قارئ ذائقته الخاصة وميوله الفكرية بما يتوافق مع مخزونه الثقافي وتطور شخصيته واحتياجاته المعرفية، لكن في الوقت ذاته نجد صعوبة عن التعبير عن مدى إعجابنا أو تأثرنا بنص أدبي دون استخدام أسلوب التفضيل كنوع من التمييز وليس للمقارنة أو التقليل من شأن خيارات وتفضيلات قارئ آخر.

الحقيقة أن عام 2021 قد شهد تنوعا كبيرا في الأعمال الأدبية التي أصدرتها دور النشر، والتي ساعدت كثيرا في تنوع قراءاتي، ما بين التاريخي والفكري والفانتازي والمعلوماتي، وغيرها من صنوف الكتابة الإبداعية، وعندما حاولت كتابة هذا التقرير عن أفضل ما قرأت هذا العام، داهمتني عشرات العناوين التي قرأتها وتمتعت بقدر كبير من المتعة والجمال، لكنني حاولت جاهدا تقليص هذه القائمة إلى أكثر ٢٠ كتاب ورواية استمتعت بهم، ووجدت فيهم تميزا وإضافة حقيقية لمعلوماتي أو لإنسانيتي.

وفيما يلي قائمة بأكثر 20 كتاب ورواية ننصحك بقرأتهم قبل نهاية 2021، وفقا للترتيب الأبجدي:

1- أبناء حورة
رواية الكاتب والسيناريست الكبير عبد الرحيم كمال، والصادرة حديثا عن دار الكرمة للنشر والتوزيع، وتدور أحداثها في المستقبل، ليرصد أحوال العالم ما بعد وباء كورونا، وتحديدا عام 2030، وظهور السيدة “حوارة”، التي تحمل وجه امرأة في جسم طائر، لتضع بيضاتها العملاقة في خمس دول، بعد أن تغيرت خريطة العالم، ليخرج منها أبناء حورة الذين يحكمون العالم، لنتعرف على قصتهم وكيف تغير العالم في ظل حكمهم بل وكيف اختلفت حياة البشر وطبائعهم، ثم يعود إلى عام 2020 وما آلت إليه البلاد بعد اجتياح فيروس كورونا، ثم ينوه عن حدث خطير يحدث في العام الثالث من اجتياح الفيروس، لكنه يرجئ الكشف عنه لمرحلة لاحقة. ما يدعم عنصر التشويق، الذي ظل ملازماً لرحلة السرد.

ويمزج عبد الرحيم كمال، في روايته وبأسلوب سردي بديع وشيق بين الفانتازيا والأسطورة، أو ما يشبه حكايات “الف ليلة وليلة” بما تحمله من عجائبية وقدرة هائلة على التخييل، ومحاولة تصور سيناريوهات نهاية العالم، وما قد يصل إليه الإنسان بعد ان يبفقد القدرة على السيطرة على هذا العالم.

رواية شيقة مليئة بالحيل السردية وبالتنوع في الإيقاع الزمني، لا يعرف الملل لها طريق، ومتشعبة بالحكايات والشخوص والأمكنة.

2- أماكن منسية في القاهرة الخديوية
يأخذنا الكاتب الصحفي عادل سيف، في كتابه الصادر عن مركز إنسان للنشر، في رحلة شيقة في شوارع وميادين منطقة “وسط البلد”، لإعادة إحياء التاريخ المنسي لهذه المنطقة، وما شهدته من تغيير منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى الآن، كما يحاول الكاتب تصحيح كثير من المعلومات المغلوطة والمنتشرة على السوشيال ميديا، وللأسف تتداولها كثير من المواقع الإلكترونية والصحفية، مستندا إلى عشرات من الوثائق التاريخية والخرائط الهامة.

ستتعرف من خلال الكتاب على كواليس بناء أول سيرك في مصر، وسر تسمية ميدان العتبة بـ”العتبة الخضرا”، وعلاقة نادي الزمالك بدار القضاء العالي، وكواليس تأسيسه، وقصة أول ترام في شوارع القاهرة، وغيرها من المعالم المنسبة بوسط البلد مثل قهوة متاتيا ونادي العشب ومقر دار الأوبرا القديم. كما ستكتشف أصل تسمية عدد كبير من شوارع وسط البلد حاليا والتغيرات اللي تمت بها كشارع عدلي وشارع عبد الخالق ثروت، وكواليس إنشاء أول حلبة لسباق الخيول، وتفاصيل أول سباق عالمي للسيارات بالقاهرة.

كتاب ثري ومليء بالمعلومات التاريخية لعشاق منطقة وسط البلد، ومضفر بعشرات من الصور الأرشيفية النادرة.

3- اسمي بولا
هو سيرة ذاتية للفنانة الكبيرة الراحلة نادية لطفي، يتتبع من خلالها الكاتب والناقد أيمن الحكيم تفاصيل حياتها منذ اللحظة الأولى لميلادها مرورا بكواليس دخولها المجال الفني وعلاقتها بكبار صناع السينما في تاريخ مصر، ومواقفها السياسية وصولا إلى السنوات الأخيرة في حياتها.

الكتاب الذي يقع فى 385 صفحة من القطع المتوسط والصادر عن دار نهضة مصر، ليس فقط سيرة لفنانة شهيرة، وإنما انعكاس للحياة المصرية والتغيرات التي لحقت بمصر سياسيا وثقافيا واجتماعيا، واستطاع الكاتب أن يقدم صورة أكثر قربا وتفصيلا لشخصية نادية لطفي التي عشقها المصريون.

4- البشر والسحالي
في عالم أسطوري وداخل قرية مسحورة، ينسج الكاتب حسن عبد الموجود، قصصه التي تنتهي حول الصراع بين البشر والحيوانات بشكل ساخر ومشوق. تخيل أن يصبح الإنسان كائن غير مرغوب فيه على هذه الأرض، تنزعج منه الحيوانات وتتمنى أن تعيش بحرية من دونه.

المجموعة القصصية الرائعة، الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، تضم 10 قصص ويتخللها رسومات بديعة ومعبرة للفنان عمرو الكفراوي، يراهن حسن عبد الموجود فيها على التجريب في أبهى صوره، لترى العالم بعيون السحالي والخنازير والفراشات، في محاولة لمصالحة القارئ مع القصة القصيرة.

5- السندباد الأعمى
بلغة ساحرة وأسلوب فتان، تأخذك بثينة العيسى في روايتها الأحدث – الصادرة عن دار تكوين، وبطبعة مصرية عن دار تنمية – لتحكي لكل سيرة الوجع، من خلال قصة قد يراها البعض اعتيادية حول الغزو العراقي للكويت، وآثاره على حياو المجتمع الكويتي، لكنها استطاعت بذكاء أن تلعب على الوتر الحساس، وتناقش قضايا شائكة لا تهم المجتمع الكويتي وحده بل تهم الوطن العربي بأسره.

تقدم “العيسى” في روايتها صورة قريبة للمجتمع الكويتي، لنتعرف على عاداته وتقاليده وتناقضاته، وكيف اثرت الاختلافات المذهبية على طبيعة الحياة في ذلك البلد، وعلى أحلام شبابه، كما تطرح الرواية الكثير من التساؤلات حول المرأة والدين والحب والخيانة والمعنى من وجود الإنسان.
رواية اجتماعية سياسية زاخرة بالألم والشجن ومحفوفة بالحيرة والمشاعر المتضاربة.

6- بعد ما يناموا العيال
هناك نوع من الكتابة يفتح في ثنايا قلبك نوافذ على العالم، ويجعلك ترى الحياة بصورة أكثر اتساعا وعمقا، وهو ما استطاع أن يقدمه الكاتب والشاعر عمر طاهر، أن يقدمه ببراعة فائقة من خلال أعماله على اختلافها، وخاصة في مجموعته القصصية “بعد ما يناموا العيال”، والصادرة حديثا عن دار الكرمة للنشر والتوزيع.

أعاد عمر طاهر من خلال مجموعته التي تضم 19 قصة، رسم لوحة غاية في الدفئ والجمال، لمشاهد تبدو “عادية” من حياتنا اليومية، وذلك من خلال التركيز على المشاعر الإنسانية البسيطة التي يكتنفها كل مشهد، ليعطي المجال للقارئ لتأملها والوقوف أمامها، والتفكير في طبيعة البيوت المصرية والتحولات التي حدثت بالمجتمع.

وفي وقت زادت فيه نسب الكتابة عن المعاناة والحديث عن المشاكل المجتمعية، يبرز عمر طاهر من خلال مجموعته برشاقة أسلوبه، وخفة تعبيراته، مشاهد السعادة التي نعيشها ولو لدقائق معدودة، ويحولها إلى عالم كبير، مليء بالحب والبساطة والخفة والابتسامة الصافية، وكأنه يقدم روشتة خاصة لقرائه لاختلاس لحظات السعادة وسط كل ما نعانيه، فالقصص لا تقدم حالة من الترف، لكنها تسلط الضوء على لحظات البهجة التي نسترقها من بين الألم والمعاناة.

7- جاسوس في الكعبة
تدور أحداث الرواية الصادرة عن دار الرواق، للكاتب والصحفي مصطفى عبيد، حول شخصية المستشرق الرحالة السويسري جون لويس بركهارت، أو إبراهيم بن عبد الله، كما أطلق عليه بعد إشهاره إسلامه، والذي يعد أحد أشهر كتاب الرحلات عن الشرق، ومنها “رحلات بركهارت فى بلاد النوبة والسودان”، وكتاب “ترحالٌ فى الجزيرة العربية”، حيث أصبح الرجل معروفا بأنه أول سويسرى يؤدّى شعيرة الحج الإسلامية، وأول مكتشف لمدينة “البتراء” الأثرية.

تتناول الرواية الفترة التى كانت فيها الدول الاستعمارية الأوروبية تتأهب لاحتلال عدد من الدول العربية، وهى الفترة التى كانت فيها الصراعات بين الدولة العثمانية ومحمد على باشا على أشدها، كما شهدت هذه الفترة الحرب بين الجيش المصرى والحركة الوهابية فى شبه الجزيرة العربية.

وعلى الرغم من كون الرواية تاريخية، إلا أن الكاتب اعتمد في سرد أحداثها على لغة شاعرية وأسلوب شيق جعل من خلاله القارئ شريكا في الأحداث، وتمكن من تقديم رواية تمزج بين التاريخ وأدب الرحلات والإثارة، واستطاع أن يمرر الكثير من الأفكار والتساؤلات عن الدين والوجود والسلطة.

8- حانة الست
هناك كتابات تباغتك منذ اللحظة الأولى، وتضعك أمام حقيقة نتجاهلها كثير كون أننا “بشر”، وأن القداسة صفة لا يمكن أن تجتمع مع بشريتنا هذه، وأن الضعف والهشاشة ليسوا وصمة تلاحقنا بعكس ما تربينا عليه.. وفي روايته الأحدث، يسلط الكاتب محمد بركة الضوء، على المسكوت عنه في حياة أم كلثوم، ويسقط الهالة التي وضعت لعقود حول كوكب الشرق، ويكشف ضعفها وهشاشتها.

متقمصا روح أم كلثوم، يحكي لنا محمد بركة في نص أدبي غاية في الإبداع والجرأة، عن التفاصيل المحجوبة في حياة “الست”، وعلاقتها بوالدها وحياة الفقر التي عاشتها وتأثير ذلك على شخصيتها وقراراتها بعد الوصول للمجد والشهرة، لنتعرف على أم كلثوم الإنسانة، بكل ما تحمله هذه الكلمة من احتياجات ورغبات وضعف بشري.

رواية شيقة وشائكة تحتاج إلى قارئ جسور بقدر شجاعة كاتبها وجنونه وقدرته على المراوغة.


9- حظر نشر
في روايته الثانية، يراهن الكاتب والسيناريت هيثم دبور، على ما نجح فيه بجدارة في روايته الأولى “صليب موسى”، ألا وهي الإثارة والتشويق؛ فمن خلال حكاية قد تبدو عادية لفتاة تعرضت للتحرش لكن من قبل أحد رجال السلطة، والذي يشغل منصب وزير بإحدى الوزارات الهامة، ورغبتها في الحسول على حقها وعدم السكوت -كعيرها من الضحايا- على هذا الجرم الدنيء، لتجد نفسها محاصرة ليست فقط من سطوة ذلك المسئول ولكن من المجتمع بأسره بل والقانون نفسه، الذي من المفترض أن يكون خط دفاعها الأهم.

استطاع “دبور” من خلال هذه الفصة، أن يناقش العديد من القضايا الشائكة، بل وأن يطرح تساؤلات عدة، عن الدين والمرأة والحياة السياسية، وازدواجية المجتمع، وتمكن طوال أحداث الرواية أن يورط القارئ في الأحداث، ويجعله بصورة أو بأخرى جزءا من العمل.

رواية مشوقة تتخطى الإجابة عن الإسئلة إلى إتاحة مساحة أكثر اتساعا للقارئ لطرح التساؤلات وإعادة النظر إلى المجتمع وقوانينه الحاكمة.

10- داوود عبد السيد.. سيرة سينمائية
عندما يكتب ناقد مولع بالسينما وتاريخها وجمالياتها، عن أحد أبرز مخرجي السينما المصرية، داوود عبد السيد، وحياته وأفلامه، فإنه من الطببعي أن تجد عملا بديعا وثري، ومليء بالتفاصيل الهامة واللمسات الإبداعية الفريدة.

يحكي محمود عبد الشكور، في كتابه الأحدث، الصادر عن دار ريشة، عن عالم داوود عبد السيد ومشروعه السينمائي، وملامحه وأفكاره المحورية، كما يقدم تحليلا شاملا ومفصلا لكل أعماله سواء الروائية أو التسجيلية.

ولا يقتصر الكتاب على حوارات وحكايات داوود عبد السيد بل امتدت الحوارات لعدد من صناع السينما الذين عملوا نعه مثل الموسيقار أنسي أبو سيف، ومهندس الديكور أنسي أبو سيف، كمان أن الكتاب بمثابة رحلة فكرية وفنية ممتعة مع أفلام داوود عبد السيد التي لا يعرف عنها الجمهور العادي الكثير.

11- دعاة عصر السادات
يستعرض الكاتب الصحفي وائل لطفي، في كتابه الصادر عن دار العين للنشى والتوزيع، تاريخ صناعة التشدد في مصر خلال السبعينيات، وتحليل مسيرة أبرز الدعاة الذين لمعوا خلال هذه الحقبة، وكان تأثيرهم هو الأكبر في صبغ الطابع الديني على المجتمع المصري، أو ما عرف بسنوات الصحوة، وكيف امتد أثرها إلى الوقت الراهن.

يبرز الكتاب الأفكار التي تبناها واعتنقها الدعاة في فترة السبعينات، مثل الشيخ محمد متولي الشعراوي، والشيخ كشك، والشيخ محمد الغزالي، وغيرهم وكيف بثوا هذه الأفكار في عقول الشباب والفتيات في الجامعات أو خطبهم على المنابر وعبر الشاشات، والتي لا تبتعد كثيرا عن أفكار جماعة الإخوان المسلمين ومفهوم الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة، ورغم الانفصال الظاهري لبعض الدعاة عن الإخوان، إلا أنهم لم تتغير نظرتهم عن حسن البنا وأفكاره، بل أصبحت فتواهم وكتاباتهم مرجعا لشباب الجماعات الأسلامية الجديدة.

كتاب هام لمحاولة تفسير الكثير من التصرفات التي تقوم عليها هذه الجماعات، ومحاولة فهم التغيرات الاجتماعية والسياسية للمجتمع المصري.

12- رصاصة في الرأس
تحكي رواية الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، والصادرة عن دار الكرمة للنشر والتوزيع، كواليس عملية خطف واغتيال الشيخ محمد حسين الذهبي، وزير الأوقاف المصري، عام 1977، على يد جماعة المسلمين، أو ما عرفت إعلاميا بجماعة التكفير والهجرة، التي أسسها شكري مصطفى، صاحب الصورة التي تتصدر غلاف الرواية.

وفي سرد ملحمي تجاوز 400 صفحة تناول إبراهيم عيسى واقعة الاغتيال وملابساتها من جميع الأطراف، سواء من جانب أعضاء الجماعة الإرهابية، أو من جانب الدولة بمختلف أجهزتها وعلى رأسهم الرئيس السادات.

رواية متسارعة مليئة بالأصوات والتشابكات والتساؤلات، والأفكار التي لا يبرح “عيسى” أن يطرحها في أعماله وكتاباته، وارى أنها من أفضل وأقوى روايات إبراهيم عيسى على الإطلاق حتى الآن.


13- سبع خواجات
الكتاب الصادر عن مركز إنسان للنشر، للكاتب مصطفى عبيد، يتناول سيرة 7 من رواد الصناعة في مصر، والذين كان لهم أثر كبير في الحياة الاقتصادية قبل ثورة يوليو 1952، ويحاول الكتاب تصحيح العديد من المفاهيم، التي انتشرت بعد ثورة يوليو، والتي كانت تظهر رجال الأعمال الأجانب كمجرد مجموعة من الانتهازيين والمستغلين لثروات البلاد، لتحقيق مصالحهم الخاصة، ويبرز الكتاب الجهود التي بذلها هؤلاء الرواد لتطوير الصناعة المصرية وتحريرها من قيود الاحتلال البريطاني.

وبعيدا عن الحياة الاقتصادية يتعرض الكتاب للحياة الاجتماعية والسياسية للمجتمع المصري، وطبيعة حياة الجاليات الأجنبية في المجتمع المصري وتأثيرها عليه، وكذلك سيرة العديد من رجال الصناعة في النصف الأول من القرن العشرين، بالإضافة لمحطات عدة في تطور الصناعات في مصر وتأثير قرارات التأميم على العديد من الشركات وممتلكات الأجانب بعد ثورة 1952.

14- صالة أورفانيللي
في رواية تمتد إلى ما يزيد عن 400 صفحة، يأخذنا الكاتب المستشار أشرف العشماوي، إلى عالم المزادات بين أروقة صالته حيث يُباع كل شيء، الأنتيكة، والموبيليا، والشرف أيضا، الأهم كيف تختار الزبون، ومتى يرسى عليه المزاد…

تدور أحداث الرواية الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، والفائزة بجائزة أفضل رواية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، في الفترة بين 1912 حتى 1972، لتروى الحكاية من خلال 3 زوايا مختلفة، أورفانيللي الأب، الموظف بالأرشيف بوزارة التجارة، وصديقه منصور التركي، شريكه في صالة المزادات، وصاحب اليد العليا، ومنصور أورفانيللي، أو أورفانيللي الابن.

الرواية تعكس تغيرات المجتمع المصري خلال تلك الفترة، وكيف أثر عليه انتقال مصر الملكية إلى الجمهورية، وما آلت إليه ممتلكات الأسرة المالكة، بعد ثورة 1952، كذلك التحولات في تكوين المجتمع المصري، والنظرة لليهود في مصر.

رواية مثيرة وتفاصيل دقيقة وشيقة حول عالم المزادات قدمها العشماوي بأسلوب رشيق ولغة متقنة.

15- متاهة العابد
في روايته الأولى الصادرة عن منشورات إبييدي، والتي وصلت للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2021، يحكي الكاتب محمد الغرباوي، قصة الإنسان في كل زمان ومكان وبحثه عن حقيقة ذاته وصراعه مع نقائصه ووساوس النفس خلال رحلة العمر الطويلة. القصة تدور في عصر قديم غير محدد زمنيا وفي بيئة تجمع بين الصحراء والحضر غير محددة الموقع، لكنها تصلح لكل زمان ومكان.

تمتد الرحلة عبر السير في متاهات الحياة وتتبدل فيها شخصية بطل القصة “عابد”  فمن ناسك يبحث عن حقيقة الكون وكنه ذاته إلى حكيم ملك نواصي العلم والطب ثم إلى شهبندر تجار يشار له بالبنان.

الرحلة طويلة استمرت أكثر من عشرين عاما صحبه فيها وسواس نفسه وقادها فيه كبره وعناده لكن لم يكن يتوقع ما يخبئه له القدر.

16- على بلد المحبوب
في كتابه الأحدث “على بلد المحبوب”، الصادر عن دار الشروق، يتناول الكاتب والإعلامي أحمد خير الدين، تداعيات الحرب العالمية الثانية على مصر، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا أيضا، وذلك من خلال تحقيق استقصائي لكواليس إغراق الألمان للباخرة المصرية “زمزم”، والتي تُعد أول باخرة لنقل الحجاج المصريين.

الكتاب أقرب لفيلم وثائقي يستعرض تفاصيل الرحلة الأخيرة للباخرة “زمزم”، والتي اغرقتها المدمرة الألمانية الشهيرة “أتلانتس”، خلال رحلة عودتها من الولايات المتحدة الأمريكية إلى مصر، عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وعلى متنها ما يزيد عن 130 مدني من جنسيات مختلفة، وأسباب تتبع القوات الألمانية لها ثم إغراقها، ومصير ركابها بعد تعرضهم للقذف في عرض المحيط الأطلنطي.

لا يقتصر الكتاب على كشف كواليس إغراق الباخرة زمزم ومصير من كانوا على متنها فحسب، بل يعكس بشكل كبير صورة الصراعات السياسية داخل مصر على السلطة، ومدى النفوذ التي وصلت إليها جماعة الإخوان المسلمين واتصالاتهم بالألمان، وتأثير الخلافات بين الأحزاب المصرية على الحياة السياسية وفسادها، فضلا عن صورة الصحف المصرية الحاكمة ومدى تزييفها للحقائق لصالح السلطة الحاكمة. ويتضمن الكتاب عشرات الصور والوثائق النادرة والتي تنشر للمرة الأولى، للباخرة المصرية “زمزم” ومن كانوا على متنها، وقائمة بأسمائهم وأعمارهم وقت إغراق الباخرة، مستندا في ذلك على أرشيف الصحافة العربية والغربية وعدد من الحوارات التلفزيونية النادرة مع الناجيين.

17- ماكيت القاهرة
هناك روايات لا تستطيع أن تكتب عنها،  ترغب فقط في أن تنغمس بداخلها وتتأمل كل كلمة فيها، دون حاجة للإفلات أو شعور بالملل، وهذا ما فعلته معي رواية طارق إمام الأحدث، الصادرة عن منشورات المتوسط.

في “ماكيت القاهرة” يستشرف طارق إمام – المولع بالتجريب – مستقبل مدينة العجائز، ليضع صورة متخيلة للقاهرة وأهلها عام 2045، متخذا من “جاليري شغل كايرو” مركزا للأحداث، ومن خلال 3 شخصيات رئيسية يمارس “إمام” هوايته في السرد وإدهاش القارئ، ليس فقط بالحكاية وإنما بجماليات النص وروعة التفاصيل.

18- نجع بريطانيا العظمى

عبر تاريخ يمتد لأكثر من 50 عاما، وبتقنية الفلاش باك، يأخذنا الكاتب حسام العادلي، في روايته الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، “نجع بريطانيا العظمى”، في سرد ممتع ليكشف لنا تغيرات المجتمع المصري منذ بداية القرن العشرين وحتى عام 1956.

رواية تحكي عن صعيد مصر وأثر الاحتلال الانجليزي والحرب العالمية الأولى والثانية عليه وعلى “نجع السعداوية” تحديدا، وذلك من خلال تشريح دقيق للمجتمع المصري ولطبيعة الحياة في صعيد مصر.

رحلة مشوقة ومؤلمة داخل النفس البشرية وصراعاتها وأطماعها.

19- هوامش في المدن والسفر والرحيل
في كتابها الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، تأخذنا الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان في رحلة بين مختلف بلدان العالم، من دبي إلى القاهرة، ومن بيروت إلى سان بطرسبرج، ومن لندن إلى كراتشي، وغيرها من المدن والعواصم في أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا.

الكتاب لا يقتصر على نقل انطباعات الكاتبة عن المدن التي زارتها لكنه عمل أدبي متميز، تنقل من خلاله الكثير من الرسائل عن الحب والأمان وأثر الأسرة وعلاقتنا بالأدب والقراءة، والأهم هو الإنسان الذي تبحث عنه عائشة سلطان طوال رحلاتها، فهي ترصد وتحلل تفاصيل البشر وطبائعهم وشخصياتهم.

20- يعقوب
تدور أحداث الرواية الأولى للكاتب والمؤرخ الدكتور محمد عفيفي، حول باحث في قسم التاريخ بجامعة القاهرة، تقع في يده ورقة صغيرة تسقط من مخطوط قديم، مصادفة عن “المعلم يعقوب”، صاحب الشخصية الجدلية تاريخيا، والذي أصبحت سيرته وكأنها شبح من الماضى يلاحقه عبر الأماكن والأزمنة والدراسات المختلفة، وحتى عبر الأشخاص الذي يقابلهم ويتحدثون مصادفة عنه، تنتهى بكتابة سيرة عن الأخير يتركها “الباحث” أمانة إلى تلميذته التى أوصها بنشرها بعد وفاته.

رحلة بحث طويلة من صعيد مصر لإكس إن بروفانس، من غرفة الاستقبال بالأنبا رويس إلى المكتبة الوطنية بباريس، يأخذنا فيها الكاتب وراء الرجل “ذو الألف وجه”، لنعرف هل هو جنرال ملعون، أم  خائن، أم بطل قومي، ورغم أن الرواية لم تتجاوز 120 صفحة إلا أنها عمل أدبي مميز مزج فيه الكاتب بين جهود الباحث التاريخي وبراعة الأديب بأسلوب سردي متميز وشيق.