ربيع السعدني يكتب: احنا في زمن محفوظ عجب الأخرس

1- ما أكثر الأماني الخرساء

لست أدري ما الذي جعلني أستحضر روح شخصية “محفوظ عجب” بطل رواية الكاتب الصحفي الراحل موسى صبري الشهيرة “دموع صاحبة الجلالة”، إثر واقعة الوشاية التي حدثت للزميل “أحمد رمضان”، المصور الصحفي بجريدة التحرير، من قبل مصورة الفيديو باليوم السابع “أماني الأخرس” التي تجردت عن كل ما تعلمته من أخلاقيات الصحافة والضمير المهني المقدم على الإنفراد والسبق الصحفي، وأبلغت عنه قيادات الأمن المكلفين بتأمين محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي خلال إحدي جلسات التخابر مع قطر بأكاديمية الشرطة، شخصية عجيبة فعلا مثل اسمها، فهي مجرد أماني.. خرساء في عصر تحكمه البراجماتية وتغرد علي أعشاشه العصافير والأمنجية وتعزف على أوتاره بالوشايات والنمائم والتعريض الذي يمتاز به بجدارة ذاك الصحفي الانتهازي التسلقي الذي يصعد من أسفل إلى أعلى على أكتاف النساء تارة، وعلى الطعن في سلوكيات زملائه وتنحية ضميره المهني وأخلاقه جانبا من أجل مصلحته الخاصة ومنفعته الذاتية، و”محدش يقدر يكلمه في جورناله”.

محفوظ عجب وأبناءه الأعجب منه اليوم يشبهون شعراء المديح وحملة المباخر في كل مكان بمؤسساتنا القومية والخاصة، ممن غايتهم إزجاء الثناء على الحكام والمسئولين ومرافقة السادة السلطويين ذوي المكانة السامقة والسطوة الساحقة وذم خصومهم ومعارضيهم وتسليمهم لأجهزة الأمن، إن لزم الأمر بدعوي أن لهم ميولا إرهابية ونزعات إخوانية دفينة من أجل منافع رخيصة ومكاسب مؤجلة حتي يرضوا عنهم، “فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يُعطوا منها إذا هم يسخطون”، وجُل كتاباتهم وأفعالهم ومنشوراتهم وبوستاتهم ومشاركاتهم تركز على الممدوح، بقصد إضفاء الصفات الحميدة والأخلاق الرفيعة عليه أو الإبلاغ عن أقرب الناس إليهم، ممن يأكلون معهم “عيش” وملح”، أي أن مهمتهم محدودة بشخص أو أشخاص يتلقون مديحهم، مقابل نيل الرضا والعفو والسماح وان سقط هؤلاء الأشخاص، باعوهم واستداروا يبحثون عن غيرهم ويحتمون بسلطاتهم، لتكملة دورة التعريض من جديد، ما اكثر هؤلاء المحفوظ عجب الآن ولكن في ثوب جديد بل لايجد ما يستره.. ثوب مهلهل من الداخل مزركش براق من الخارج، فجرائم الوشاية و”شغل” العصافير لن تسقط بالتقادم أو يمحوها الدهر وإن رحلت أجسادمهم فسيبقى ماكتبت أقلامهم بالسوء أو بالخير.

2- أنت حر مالم تشتغل عصفورة

لا أتصور أن الصحافة أصيبت بعمي الألوان كما حدث في مثل هذه الأيام، للدرجة التي تجعل القائمين عليها من السادة أصحاب الجلالة، رؤساء ومدراء التحرير غير قادرين علي تمييز الصالح من الطالح.. المهني من أماني الأخرس.. الطيب من الشرير.. الصحفي بحق من الأمنجي بشرطة.. صاحب الحق من مدعي الفضيلة.. وكل ذلك يحسب عليهم لا لهم، ما بقي أمثال هؤلاء الدخلاء الأدعياء والمزيفين، عيون الأمن الساهرة داخل مؤسساتهم برضاهم أو غصبا عنهم، فمهنة الطب مثلا أحرص على سمعة أبنائها مما يحدث داخل البلاط الصحفي التي من المفترض أنها سلطة رابعة، كما يقولون، فالقانون هناك يعاقب بالحبس أي دجال ينتحل مهنة الطب وكذلك الشأن في مهن المحاماة والهندسة وغيرها، ولدينا أيضا القانون ذاته في تشريعاتنا الصحفية والذي يعاقب كل من ينتحل صفة صحفي ولكنه قانون يقتل أبناؤه الأصليين دون أن يمس شعرة أو يقترب من أقلام هؤلاء الأمنجية المنتشرين بين صفحات جرائدنا المصرية انتشار المريدين على سبيل أم عباس.. السؤال الآن: لماذا تبقي الصحافة المهنة الوحيدة التي يمتهنها كل من لا مهنة له ويختلط فيها الحابل بالنابل وخريج الإعلام والتجارة والحقوق والمعاهد الفنية تفوح منهم روائح ما يكتبون علي الجميع حتي ملّ القارئ من مثل هذه الصحف والأقلام الطافحة بالقاذورات والنفايات التي لا تقل خطورة عن المخدرات وأفلام الجنس الذين ينفثون سمومهم داخل أجساد وعقول المواطنين لتفريخ جيلا مشوها مثل “المانيكان” .

3- ضد حبس الصحفيين ومع تنظيف الصحف من كل محفوظ عجب

جميعنا يرفض أن توضع الكلابشات في يد صحفي أو مصور، فضلا عن سجنه وقصف قلمه ومصادرة كاميرته، التي هي كل ما يملك في الحياة، فالصحفي لا يعيش أو يتنفس بلا حرية في ظل القمع وحجب المعلومات عنه وما زاد الطين بله أن يتم الوشاية به من قبل زميل أو زميله، كما نرفض أن ينتقص من حرية أي مواطن أو مصادرة رزقه من قريب أو بعيد.. فالحرية حق مقدس للجميع كالحياة.

بنفس المنطق نرفض أن نعري الناس من ثيابهم أو ننهش في أعراضهم وننتهك حرماتهم ونسلمهم للأمن “تسليم أماني” كما حدث في واقعة الزميل أحمد رمضان الذي ورد ضمن تحقيقات النيابة معه أن “أماني الأخرس” ذكرت أن له ميولا إخوانية، حيث كان يأخذ منها فيديوهات خلال عملهما السابق معا ويبيعها لجهة غير معلومة، الأمر الذي ساهم في اقتيادة إلي جهة أمنية غير معلومة للتحقق من ذلك وخروجه بكفالة مالية عصر اليوم التالي علي ذمة القضية .

4- عيش أخرس تموت مسموم

أنت حر ما لم تضر وما فعلته الأخرس ليس بجديد ولا يحمل أي نوع من أنواع الحرية ويدخل تحت بند “الوشاية والنميمة” ولن تكون الوشاية الأخيرة في ظل بقاء الوضع علي ما هو عليه داخل مؤسساتنا الصحفية، وعلي المتضرر أن “يشتغل عصفورة” واضطرار البعض إلي تقديم خدماته لأكثر من جهة صحفية كانت أو أمنية وارتداء أكثر من قناع، في سبيل غاية واحدة “البدل الصحفي” وانتزاع “الكارنيه” ولو علي حساب الشرف والأخلاقيات والضمير الذي بدونه يتعري صاحبه من كل فضيلة، فالإسم سمعة وإن لوثته فقد أسأت إلي نفسك طوال حياتك، ظلت تطاردك فعلتك المشينة كاللعنات ما كتبت وما نشرت، فقطرة من سم الخردل كفيلة بقتل آلاف البشر وحفنة من “أماني” أو “محفوظ عجب” كفيلة بتلويث سمعة آلاف الصحفيين الشرفاء ونحن لا نريد لصحافتنا سوي أن تطهر نفسها من الدنس والدخلاء والسوقة الأدعياء والأمنجية المتطفلين الذين اخترقوا صفوفها ولوثوا سمعتها وأساءوا إلى مهنة سامية سلاحها القلم ودرعها الكلمة وسيفها الصورة وجيشها كتائب الصحفيين والمصورين الساهرين في خنادقهم للدفاع عن حق المجتمع في الحرية إيمانا منا بأن حرية الصحافة من حرية الوطن للبحث عن الحقيقة الغائبة أو المغيبة بفعل فاعل واستقلالها عن كل مصادر الوصاية والوشاية والرقابة والتوجيه والإحتواء والإلتزام فيما ننشره ونصوره بمقتضيات الشرف والأمانة والصدق حتي لا نترك سفينة الصحافة تتعرض للإعصار .

5- النقابة وصك دخول الجنة

“حينما غابت النقابة عن حماية حقوق المحررين المادية والمهنية والأدبية والمعنوية داخل مؤسساتهم تحول الزملاء إلي أمنجية وعصافير علي بعضهم البعض لنيل شرف العضوية ورضا السادة رؤساء التحرير”.. جملة وإن كانت صادمة لكنها الحقيقة المفجعة التي ذكرتها لي إحدي الزميلات التي مرّ علي عملها بالصحافة أكثر من 7 سنوات حتي الآن دون تعيين أو نيل “صك دخول الجنة” كما تحب أن تسميه رغم ما تحملته طوال تلك السنوات، ومن ثم يكون لسان حالهم “صحفيون مع وقف التنفيذ” وبعد كل هذه المرمطة وتلك الرحلة البائسة يطلقون عليهم قانونا بأنهم “منتحلين صفة صحفي”.. وبهذا القياس الباطل وذاك المنطق الجائر نصير كلنا “منتحلين” حتي يثبت العكس .

ولأننا نؤمن أن نقابة الصحفيين هي الإطار الشرعي الذي تتوحد فيه جهودنا، نحن الصحفيين، النقابيين منهم والمحررين تحت التمرين، دفاعا عن المهنة وحقوقها وأبنائها المخلصين ضد الأدعياء الدخلاء، الأمنجية وهي صاحبة الإختصاص الوحيد في محاسبة أعضائها وإنذار كل من يعملون في بلاط صاحبة الجلالة والتحقيق معهم داخل مؤسساتهم وتمتلك من أدوات التأديب ما يكفل الردع والزجر لكل من ينتهك ميثاق الشرف الصحفي وهي عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه بالتجرد من ضمير المهنة علي حساب التنكيل بزملاءه والمساس بأمنه ومصادرة حريته، وتبدأ بالإنذار ثم الغرامة ثم المنع من مزاولة المهنة لمدة سنة وأخيرا تنتهي بالإعدام الأدبي أي الشطب من جداول المشتغلين أو القيد بنقابة الصحفيين إنكان ما يزال تحت التمرين.. وهي أوجع ما يصيب الصحفي في مقتل.. لكن الضمير الصحفي ليس له سوي وجه وحيد.. المصداقية، ولاعزاء لأصحاب الوجوه المريضة.. الأمنجية.

اقـرأ أيضـاً:

ربيع السعدني: مات أبانا الذي يسكن قلبي  

ربيع السعدني: 1980 و أنت طالع.. ضحك كالبكا

متصلة لـ “فريدة الشوباشي”: إنتي بتصلي إزاي؟

16 صورة من حفل زفاف مي كساب و أوكا

تامر أمين عن توفيق عكاشة: لازم يتعامل معاملة النشال

سعيد طرابيك: أنا أول رجل في حياة زوجتي وسنها 25 عام‎

والدة توفيق عكاشة للسيسي: “اخرة الغز علقة”

10 معلومات عن السيدة التي سجنت توفيق عكاشة

10 صور من حفل زفاف سعيد طرابيك  

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا