حكايات الشعراوي مع النجوم.. جدل بلا نهاية

بالتزامن مع اقتراب الذكرى السادسة والعشرين لوفاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، التي تحل في السابع عشر من يونيو الجاري، حيث رحل في اليوم ذاته من العام 1998، عاد الحديث مجدداً عن علاقته بنجوم الفن ودوره في اعتزال بعضهم كما يتردد، بسبب تصريحات تلفزيونية حديثة للراقصة المعتزلة نجوى فؤاد عن صدفة جمعتها به على متن إحدى الطائرات.

قصة نجوى فؤاد والشعراوي

نجوى فؤاد التي تجاوز عمرها الخامسة والثمانين عاماً، قالت قبل أيام عبر قناة "النهار"، إنها حين التقت الشعراوي (قبل نحو 15 عاماً!) سألته إن كان الرقص حلال أم حرام، فأجابها بقوله: "مقدرش أقولك حلال أو حرام.. لو كده مكنش ربنا فتح لك السكة دي ومكنش نجحك فيها.. لكن في النهاية هتتحاسبي عنده هو".

أثار التصريح ضجة كبيرة بالطبع، واتهمها البعض بالافتراء على الداعية الراحل، لتعود قبل ساعات وتوضح عبر قناة "الحدث اليوم" أنها لم تقل أمراً سيئاً في حق الشعراوي، وشرحت مجدداً تفاصيل الصدفة التي جمعتها به على الطائرة.

المفارقة أنها قالت هذه المرة: "قالي روحي يا بنتي إمشي في سكتك وربنا يهديكي وتتحجبي، فقلت له لازم أتحجب، لكن لما ده يحصل لازم أمتنع عن الفن خالص، لأن الحجاب مش لعبة، فقالي هو بيرزقك لحد ما تقتنعي إنك لازم تتجهي لربنا وتتحجبي وتقعدي.. كلام مفيهوش أي شيء غلط.. ربنا يرحمه ويحسن إليه ويعوضنا علينا بواحد زيه".

غياب الدقة في تفاصيل القصة كلما روتها الراقصة المعتزلة واضح للجميع، وربما يكون السبب فيه كبر سنها، لكنه فتح المجال مجدداً للحديث عن علاقة الشيخ الشعراوي بالفنانين، والقصص والروايات التي قيلت في هذا الشأن بعد وفاته، والتي تتجدد من آن لآخر، لكنها ستبقى ناقصة دوماً ما دام صاحبها لا يمكنه الرد عليها بالإثبات أو النفي.

نرشح لك: خيري رمضان: تصريحات إلهام شاهين عن الشعراوي تتصادم مع الجمهور

شادية

كان للشيخ الشعراوي دور كبير في ارتداء الفنانة الراحلة شادية الحجاب وابتعادها عن الفن، والذي وصفت مقابلتها له لأول مرة بأنها "كانت سببًا رئيسيًا في هدايتها".

وقالت شادية خلال تسجيل صوتي نادر إنها كانت تفكر فى الاعتزال قبل مسرحية "ريا وسكينة"، إذ كانت حياتها مليئة بالأعمال الفنية ما بين التمثيل والغناء، حتى بدأت تبتعد كل ذلك وفكرت بالفعل في الاعتزال، متابعة: "لغاية ما حسين كمال قالي مسرح، ضحكت وقولته مسرح أي أنا عايزة أعتزل، قالي هقولك على ريا وسكينة بس، وأنا بحب ريا أوي والشخصية كانت بتعجبني، قولتله ابعتلي الرواية وأشوف، قرأت الفصل الأولاني لقيت نفسي عايزة أعملها بس، واتفقنا نعملها 4 شهور بس".

وأضافت أنها حمدت الله على النجاح الذي حققته المسرحية، ولكنها ساعدتها في أداء صلاة الفجر، إذ كانت تعود من المسرح في حدود الساعة 3 أو 3 ونصف، فكان موعد صلاة الفجر، الذي بدأت تأدية لأول مرة، موضحة: "بدأت أفكر في الحج أو إني أعمل عمرة، بس كنت محتاجة أسافر أمريكا لعمل عملية، فقولت بعد العملية لازم أعمل عمرة".

كما ذكرت أنه في تلك الأثناء تواصل معها علي هيكل من أجل إحدى حفلات "المولد النبوي"، لتقوم بغناء إحدى الأغاني الدينية، مضيفة: "قولتله ياريت وطلعت غنيتها عمري ما حسيت بسعادة ولا راحة ولا أمان، زي ما غنيت في الحفلة دي، وبعدين كنت مقررة أشتغل أغاني فقط، ولكن بدأت أحس إن بيجيلي نوع من القلق مش قادرة أحفظ ولا كلمة بتعجبني، وكنت كل أما اقرب من حاجة ألاقيني بسيبها".

وعن تواصلها مع الشيخ الشعراوي، قالت: "كلمته قولتله ممكن أقابل حضرتك قالي تعالي، روحتله، قولتله أنا بيني وبين نفسي كنت واعدة ربنا إني أغني أغاني دينية، اشكر فيها ربنا إنه نجحني وسترني، لكن أنا دلوقتي مش قادرة أغني وعايزة أتحجب وأقعد، فهل هيبقى حرام عشان اديت وعد".

وأضافت: "قالي اللي انت عملتيه دا أحسن مليون مرة من اللي عملتيه بس أنت صممي، قومت من عنده نزلت السلالم كنت زي بنتها عندها 16 سنة، وحسيت إن الدنيا دي بقت حاجة تانية، عمري ما حسيت بالسعادة دي، ومن بعدها النور ظهر في حياتي".

بعد ذلك تكررت زيارات شادية للشيخ الشعراوي في منزله، وكانت في بعض الأحيان تصطحب معها عدداً من صديقاتها الفنانات المعتزلات، ما تسبب في تداول إشاعات عن زواج الشيخ الشعراوي من شادية على نطاق واسع، ليخرج الشيخ عن صمته قائلاً: "إن زواجي من شادية شرف لا أدعيه".


نرشح لك: مصطفى حسني عن انتقادات الشعراوي: "زيادة عظمة"


تحية كاريوكا

أيضاً كان لتحية كاريوكا قصصاً عديدة مع الشيخ محمد متولي الشعراوي، حكى عنها الماكيير محمد عشوب، الذي كان قريبا من الراحلة، هو وشقيقه مصطفى الذي كان محاميها الخاص.

وحكى عشوب في حلقة خاصة من برنامج "ممنوع من العرض"، أنه في فترة خلافها مع زوجها فايز حلاوة، دعاها الشيخ الشعراوي على الغداء يوم شم النسيم، في فندق "فلسطين"، وجلس وتحدث معها ومع حلاوة.

وحينها قال الشعراوي لفايز حلاوة "ترضى بحكمي؟" فوافق، فحكم الشعراوي أن يدفع لتحية كاريوكا 500 ألف جنيه نفقة متعة. صُدم حلاوة وظل ينظر في وجه تحية، وعندما سألته لماذا ينظر إليها هكذا قال: "عاوز أحسبها سنة المتعة تقف بكام"، فما كان منها إلا أن ألقت عليه الطعام الموجود أمامهم "فسيخ وسردين".

لاحقاً تزوج فايز حلاوة من الإعلامية فريال صالح وأنجبا طفلة، ووقتها عاش حلاوة في شقة تحية كاريوكا، بينما خرجت هي من الشقة واستأجرت شقة صغيرة في الدقي. وفي هذه الأثناء كانت هناك قضايا بين تحية وحلاوة، لكنها طلبت من محاميها ألا يحضر الجلسات، ورفضت أن تطرد طليقها من المنزل.

وقتها تحدث معها الشيخ متولي الشعراوي، الذي وصفه عشوب بـ"الأب الروحي" لتحية كاريوكا، وأخبرته أن حلاوة لديه طفلة صغيرة وهي تعرف ظروفه، لذا رفضت طرده من الشقة حتى لا يصبحوا في الشارع، وأوضحت له أنها كبرت في العمر لذا لن تتمكن من تنظيف شقة كبيرة ولن تتمكن من أن تصرف أموالا للحفاظ عليها، وهي مقتنعة بالعيش في منزل صغير، ليرد عليها الشعراوي قائلا: "تعرفي ابتديت أغير منك، ابتدى يتبنيلك قصور في الجنة ملهاش عدد".

وقبل وفاتها بسنوات قليلة، وجدت تحية كاريوكا أمام منزلها طفلة رضيعة، فاتصلت به وسألته عنها، فطلب منها أن تتبناها وأنها ستكون مفتاحها للجنة، وتطلق عليها اسم "عطية الله" لأنها عطية وهبة من الله.

وفي آخر أيامها، أوصت ابنة شقيقتها، الفنانة الراحلة رجاء الجداوي، أن تعطي الطفلة للفنانة فيفي عبده لأنها كانت تحبها حتى تتكفل بها وتربيها، والتي نفّذت وصيتها بالفعل.


سهير رمزي

تأثرت الفنانة سهير رمزي بالشيخ الشعراوي كثيراً، لدرجة أنها وصفته بـ "أهم رجل دين في حياتها"، مضيفة: "هو بالنسبة ليّ قدوة وتعلمت منه الإسلام الحقيقي بعيداً عن التشدد والتعصب".

وأشارت إلى أنها حين التزمت بالحجاب، ذهبت في زيارة إليه برفقة الحاجة ياسمين الخيام، لما روحنا قالي تعالي يا بتاعت (زينب والعرش)، أنتي مش هتروحي للعرش ده أنتي هتروحي للعرش الأكبر.. كنت ببقى مرتاحة في الكلام معاه، ولما تحصل مشاكل أروح له.. وكان قلبه علينا كلنا، وعامل لنا يوم معين نروح نتغدى عنده ويسمع مشاكلنا".

وتابعت: "كان دمه خفيف جدا.. وكنت أهزر معاه على فكرة أنا هتجوزك ومش هتنازل عن ده.. وشهيرة تقوله وأنا كمان، وأميرة ووو.. فيقول بضحك طيب متزعلوش هتجوزكم كلكم.. بس مش هقدر أقوم بأي مهمة تانية غير إني أتجوزكم بس".

ولاحقاً أوضحت سهير رمزي أن الشعراوي لم يكن سبباً في ارتدائها الحجاب الذي لازمها حوالي 25 عامًا قبل أن تقرر خلعه، موضحة أنها كانت مرحلة في حياتها وانتهت.



نرشح لك: طارق الشناوي: الوقت الحالي ليس وقت أفكار الشعراوي


عفاف شعيب

أما الفنانة عفاف شعيب التي ارتدت الحجاب في عام 1992، أوضحت في تصريحات تلفزيونية أنها ذهبت إلى الشيخ الشعراوي مع الحاجة ياسمين الخيام، لسؤاله بشأن الحجاب، فقال لها: "الحجاب فرض والله فرضه وهتتحاسبوا عليه"، مشيرةً إلى أنه لم يفرض عليها الحجاب، بل أوضح لها الحكم فقط، ووافق على تمثيلها بالحجاب.

وقالت: "اتحجبت في سنة 1992، وبعد ما تحجبت وكنت عايشة مع أمي وأخويا في أمريكا، كنت مرافقة لأمي في علاجها في أمريكا، فلما نزلت مصر حسيت بوحدة، وفي الأول رفضت أمثل بالحجاب، ولما لاقيت فيه إصرار، سألت الحاجة ياسمين الخيام، فأخدتني عند مولانا الشيخ الشعراوي".

وتابعت: "روحناله في السيدة نفيسة، وأول ما شفنا رحب بينا جدًا.. وقولت له أنا محتارة في أمري، وطاليين أني أطلع بالحجاب، فقالي وماله ما تطلعي بالحجاب، ما أنتي طلعتي في الشهد والدموع وأنتي رابطة الطرحة على دماغك، فاطعلي طالما هتقولي كلمة طيبة وربنا يرضي عليكي يا بنتي".


حسن يوسف وشمس البارودي

منذ أكثر من 40 عامًا وتحديدًا عام 1982، قررت الفنانة شمس البارودي فجأة وبدون مقدمات وهي في أوج شهرتها وجمالها وتألقها وشبابها أن تعتزل الفن وتبتعد عن الأضواء وتتفرغ لعبادتها وأسرتها، كان ذلك في أول عمرة ذهبت خلالها لزيارة بيت الله الحرام مع والدها، وكانت خلال هذه الفترة تستعد لتصوير فيلم جديد اشترت ملابسه من فرنسا.

وعن رحلتها إلى الله في رحلة الحج لها قالت شمس البارودي في تصريحات صحفية: "سافرت لأداء مرتين في حياتى، منهم مرة دون محرم مع هيئة قناة السويس، وقبل سفرى سألت الشيخ الشعراوى فقال لى: "دينك هو محرمك وأنت محرم لمن معك من نساء، فاطمئن قلبى وسافرت مع الصحبة الآمنة، وكنت أديت الحج مرة أخرى من والدى وشقيقتي وزوجها".

وأكد الفنان حسن يوسف أن سبب اعتزاله الفن هو التزام زوجته شمس البارودي، فضلاً عن اقترابه الشديد من الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي قال إنه كان خادما له، مشيرا إلى أن الشعراوي هو الذي نصحه بالعودة إلى الفن مجددا ولكن بصورة مختلفة.

وشدد على أن أولاده طالبوه بعد مسلسل "الشيخ الشعراوي" بعدم قبول العديد من الأدوار، خاصةً مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" مع الفنانة غادة عبد الرازق الذي شاركها بطولته، لافتا إلى أن والده كان يرفض عمله في الفن "مشخصاتي"، خاصةً أن شهادته في المحكمة لم يكن يعتد بها لوقتٍ قريب.

وقال يوسف في مقابلةٍ تلفزيونية: "اعتزلت الفن بعد الأشياء السيئة التي وجدتها في الوسط، فضلاً عن التزام زوجتي، واقترابي من الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي ومجموعة كبار من علماء الدين، الأمر الذي قربني من ديني أكثر".

وأضاف "اشتريت أرضا بعد الاعتزال وحاولت زرعها، لكن الشيخ الشعراوي قال لي ستفشل، وقد كان، وخسرت أموالي، ثم قمت بعمل مكتبة لكن الشيخ الشعراوي قالي لي أيضا ستفشل لأنه هذه المهنة ليست مهنتك".

وأوضح يوسف أن الشعراوي نصحه بالعودة للفن مرة ثانية. وقال له: "مثلما علَّمت الشباب الشقاوة وكيفية أن يركبوا سيارة آخر موديل، دورك الآن أن تعلمهم الأخلاق والقيم الإنسانية والدينية".

وأشار يوسف إلى أن كلام الشيخ الشعراوي أثر فيه، وكان لديه صدى كبير في حياته، لافتا إلى أنه شجعه على العودة للفن مرة ثانية ولكن بسلوك مختلف، وذلك من خلال مسلسل "ليالي الحلمية" الذي قدم خلاله دورا جيدا حقق نجاحا كبيرا.

وأكد أن علاقته بالشيخ الشعراوي كانت وثيقة جدا، وأنه كان يعتبر نفسه خادما له، ولم يكن يجلس إلا تحت قدميه، ويناديه بلفظ "سيدي"، مشيرا إلى أنه غار من نجاح مسلسل أم كلثوم، ورأى أنه من الأولى عمل مسلسل يتناول حياة الشيخ الشعرواي وقيمه وأخلاقه وسلوكه حتى يستفيد منها كل المسلمين.

وأشار الفنان المصري إلى أن نجاح مسلسل الشعراوي شجعه بعد ذلك على تقديم مسلسلي "الإمام المراغي" و"الإمام عبد الحليم محمود".

وتابع حسن يوسف: "عرفت الشيخ الشعراوي أكتر لما روحت أفطر معاه في رمضان، وكنت قاعد جنبه متلبش، ولقيته لذيذ وطيب وحلو، وقعدت طول الليل أسأله بعد لما صلينا التراويح، وقلت له أنا اتشعبطت في الجلابية يا مولانا فقالي اتشعبط براحتك".

وأضاف: "تعلمت من الشيخ الشعراوي لما حد يطلبك لازم ترد، وبقيت ضمن مريديه، وجيت قلت له يا مولانا أنا عايز أعمل مسلسل عن حياتك قاللي لو عملت عن حياتي هنختلف استنى لما أموت اعمل اللي انت عايزه، وفضلت في دماغي الفكرة".

وواصل: "أنا كنت أحضر دروسه لحد آخر أسبوع في حياته، وهو ليس سببًا في اعتزال شمس البارودي إلا آخر أسبوع في حياته لما عرفت أنه مريض، وزارته ودخلت عليه، وسلمت عليه وقبلت ايده وقالها ادعيلي يا بنتي انتى متعرفيش مقام التقبيل عند الله كبير أوي".


نرشح لك: فيصل شمس يكتب: هل دمر الشعراوي عقول الملايين؟


سهير البابلي

اتخذت الفنانة سهير البابلي قرار الاعتزال وهي في أوج النجاح والشهرة والنجومية، حيث كانت متربعة على عرش الكوميديا لسنوات طويلة، ثم فجأة قررت ارتداء الحجاب ثم اعتزال التمثيل، وترك كل شيء خلفها بسهولة.

القرار الذي اتخذته سهير كان في التسعينيات، وتحديدا بعد أن قررت ابنتها الوحيدة "نيفين" ارتداء الحجاب، لم يكن بسبب ابنتها فحسب، بل كان هناك تأثير خارجي قوي من الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي ظلت سهير البابلي تعبر عن حبها وتقديرها الشديد له حتى وفاتها.

لقاءات سهير البابلي بالشيخ الشعراوي والأحاديث التي دارت بينهما جعلتها تقتنع بضرورة ارتداء الحجاب، خاصة أنها كانت متقبلة لكل ما يقوله بسبب حبها الشديد له، قائلة: "أنا عاشقة للشيخ الشعراوي، عاشقة له بأخلاقه وبكلامه مع الفنانين بالذات، أغلب الفنانين كانوا بيروحوا له ويسمعوا له ويتكلموا معاه.. كان عالم فاضل ودمه خفيف جدا في الوقت نفسه، هو السبب في إني اتحجبت، لأن كان له تأثير كبيرا جدا عليا، ومهما قلت حبي ليه ميتوصفش أبدا".

السبب الحقيقي لارتداء الحجاب بخلاف تأثير الشعراوي، كان إحساسا داخليا لديها بالخوف من الحساب على ما تفعله، وهو ما صرحت به في أحد اللقاءات التليفزيونية، قائلة: "ارتديت الحجاب لأني خفت من ربنا ومن اللي هيحصل لي بعد كده، وإني هتحاسب على كل صغيرة وكبيرة، واتكسفت من نفسي لما لقيت بنتي اتحجبت وهي صغيرة لسه مكملتش 17 سنة، قلت لنفسى يعني تبقى هي عارفه في الدين والقرآن كتير بالشكل ده وابقى أنا شاغلني التمثيل والكلام ده؟! فمحبتش الوضع ده، لذلك اتجهت للشيخ الشعراوي وسألته وكان له تأثير كبير جدا عليا في الأمر ده".

قرار سهير البابلي بالاعتزال دعمه الشعراوي، لدرجة أنه كان يقول لها "أنتِ الشيخ والمعلم لنا"، وهو ما استغربته حينما حدث في أحد أيام الحج، حينما التقت به هناك، قائلة: "وإحنا في الحج، الشيخ الشعراوي خلانا قعدنا كلنا على الكراسي وقعد هو على الأرض، وقال لي: أنتي شيختنا، فاستغربت وقلت له: أنا؟! ليه يا شيخنا ليه يا عظيمنا.. قال لي: أنتي سبتي حاجة عشان ربنا، إنما إحنا مسبناش إحنا اتعلمنا من الكتّاب إن نبقى مشايخ.. الكلمة دي أثلجت صدري والله وثبتتني على قراراي".

دعم الشعراوي لسهير البابلي مثلما أبعدها عن الفن، أعادها إليه مرة أخرى، من خلال تقديم مسلسل "قلب حبيبة" في عام 2005، عندما قال لها: "مفيش ما يمنع إنك تمثلي وانتي محجبة ووقورة بهذا الشكل الملتزم، الناس بتتفرج على التليفزيون أكتر ما بتروح الجوامع".

كما برّأته في وسائل الإعلام مما نسب إليه من تحريم أموال الفن، قائلة: "مقاليش اعتزلي ولا قال الفن وحش.. قال لي نقي الأدوار الحلوة اللي بتقول كلمة ومعنى هادف للناس، ومقاليش اتخلصي من أموالك بسبب الفن، ولما أتخلص منها هصرف منين؟! ولما هو المفروض نتخلص منها قال لي مثلي فن هادف ليه؟!.. مقالش ده خالص".

لكن رغم ذلك، لم تكرر سهير البابلي تجربة التمثيل مرة أخرى، رغم العروض التي انهالت عليها، والتزمت بيتها، وأكدت أنها حمدت الله أنها لم تمت على خشبة المسرح.. "عندما ذهبت لأداء فريضة العمرة كان في حاجات جامدة جوايا تاعباني، فبكيت وأنا ساجدة في الحرم وقلت يارب كرهني في المسرح.. لما رجعت مصر في خلال 6 شهور سبت المسرح اللي قلت كتير إني نفسي أموت على خشبته، والحمد الله الذي عافاني ولم أمت عليه، صدقوني لو كنت مت على خشبة المسرح كان هيبقى مقلب كبير قوي، لأن روحي هتصعد على ما أنا عليه وانتم في رقبتي وهشيل ذنبكم!".