ما الذي يريد أبناؤك أن تعرفه عن مواقع التواصل الاجتماعي؟

 

يعلم جميع الآباء أن أطفالهم لديهم عدد من حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، وفي حين أن بعض الآباء قد يشعرون بالقلق بشأن استخدام أطفالهم لتلك المواقع، فإن الحقيقة هي أنه إذا أردنا أن يتبنى أولادنا عادات أفضل وخيارات أكثر أمانًا عبر الإنترنت وفي الحياة الواقعية، علينا تغيير الطريقة التي نتحدث بها عن العالم الاجتماعي، سواء عبر الإنترنت وفي الحياة الحقيقية.

 يتمحور موضوع حماية أبنائنا على مواقع التواصل الاجتماعي حول تنمية الوعي وتشجيع التواصل المفتوح، لأن المراهقين الذين يدركون أن والديهم ليس لديهم وعي بالعالم الافتراضي، يكونون أقل استعداداً لطلب التوجيه والنصيحة من آبائهم، وعدم طلب الدعم في أوقات الحاجة، إذ لم تعد السوشيال ميديا سرًا يجب أن نبقيه طي الكتمان.

نرشح لك: كيف تحكي السوشيال ميديا في لبنان قصة عالمين مختلفين؟

إليك الأسرار التي يريد الأطفال من أبائهم أن  يعرفوها عن سر وجودهم على مواقع التواصل الاجتماعي

الخوف من العزلة

السر الأول الذي يجب على الآباء معرفته عن سبب وجود أولادهم على السوشيال ميديا هو ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة تسمى “الخوف من الطرد المجتمعي” (FOMO)، وهو ما يخلق رغبة عارمة لدى الشباب والمراهقين في أن يكونوا متصلين بأي شيء، والدليل على ذلك أن مركز بيو للأبحاث كشف أن  حوالي 94% من المراهقين يتصلون بالإنترنت يوميًا، وكشفت الدراسات أن السبب في ذلك هو الخوف من الوحدة، والرغبة في الحصول على القبول الاجتماعي.

كثير منهم لديه حسابات سوشيال ميديا مزيفة

يجب أن يكون الأباء حذرين، لأن أغلب الظن أن أولادهم لديهم حسابات سوشيال ميديا مزيفة، ولا يزالون يخفون بعض أنشطتهم عبر الإنترنت عن والديهم، لأنه في الوقت الذي يكون الأطفال فيه متصلين بالإنترنت، فإن الآباء عادة ما يكونون أكثر فاعلية في العمل كمراقبين أكثر من كونهم ناصحين. لذا لابد من إجراء حوار صادق بناء بدلاً من ممارسة السيطرة والتحكم، حتى يتمكن الأطفال من بناء مهارات التفكير النقدي اللازمة لاتخاذ قرارات أكثر ذكاءً عبر الإنترنت وفي الحياة الواقعية.

التعبير عن آرائهم وغضبهم

الشباب يريدون أن تُسمع آرائهم، لذلك يجد العديد من المراهقين والمراهقات أن مجتمعاتهم عبر الإنترنت جذابة وتفاعلية ومتجاوبة، حيث يمكن أن يؤدي نشر شيء ما في دردشة جماعية، أو منشور عبر الإنترنت، إلى خلق فرصة للمحادثة والمشاركة نادرًا ما تتاح لهم في العالم الواقعي، كما أن ردود الأصدقاء والمتابعين تُشعر الشباب بتقدير الذات وأنه يتم الاستماع إليهم، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لمرحلتهم العمرية، وهذا بالطبع لا يختلف كثيرًا عن البالغين.

مواقع التواصل الاجتماعي ليست كلها أشياء سيئة

مواقع التواصل الاجتماعي ليست جيدة أو سيئة، إنها شكل جديد من أشكال التواصل واللغة التي يحتاج الكبار إلى تعلمها، لأن التظاهر بعدم تأثيرها بشكل عام، وغض الطرف عنها ليس أمرًا حكيمًا، وعندما يعبر البالغون عن فضول حقيقي وتعاطف بشأن التجارب الإيجابية المرتبطة بالتفاعلات عبر الإنترنت، فمن المرجح أن يحاول الأطفال السير على خُطاهم في القيام بذلك، بسبب الطبيعة المتداخلة لتجاربهم على الإنترنت وفي الحياة الواقعية.

تحديات لم يُسمع بها من قبل

المراهقون والمراهقات الذين يتواصلون اجتماعيًا ويتنقلون في العلاقات عبر الإنترنت وفي الحياة الواقعية يواجهون تحديات لم يسمع بها من قبل في الأجيال السابقة.

قد يخلط البعض منهم عن طريق الخطأ بين إرسال الصور والرسائل الفاضحة ومستوى الحميمية الذي قد لا يكون موجودًا، والبعض الآخر قد لا يفهم تمامًا العواقب الاجتماعية والعاطفية والقانونية طويلة المدى لإرسال الصور الفاضحة ومشاركتها وتخزينها.