كيف أصبحت الأزياء المستأجرة تريند الموضة العالمي لعام 2021

الموضة 2021

أسماء مندور

في قمة مجموعة السبعة الأخيرة، تم الإشادة بإطلالة كاري جونسون، زوجة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، على نطاق واسع، لذوقها الرفيع في اختيار ملابسها الأنيقة، والتي تضمنت مجموعة من الملابس من “منصات تأجير المصممين”.

قبل أسبوعين، كانت ترتدي فستانًا “مستأجرًا” في حفل زفافها. تقارن العديد من الصحف الشعبية البريطانية اختيار جونسون للملابس بتأثير دوقة كامبريدج، لكن نهج جونسون في الموضة يمكن أن يلهم مواقف أعمق من مجرد الجماليات، حيث أدى هذا إلى ازدهار سوق “الأزياء المستأجرة” بالفعل.

نرشح لك: متى ينحسر فيروس كورونا؟.. أستاذ بعلم انتشار الأوبئة يجيب

بلغت قيمة صناعة تأجير الأزياء العالمية 1.26 مليار دولار في عام 2019، وفقًا لتقرير سوق تأجير الملابس عبر الإنترنت، ومن المتوقع أن تصل إلى 2.08 مليار دولار بحلول عام 2025. وقد دخلت العديد من شركات الأزياء الناشئة إلى هذا المجال، على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

الموضة العالمية

حل مستدام

الاستدامة هي المحرك الرئيسي لهذا السوق. فصناعة الأزياء هي ثاني أكبر ملوث للبيئة في العالم، وهي مسؤولة حاليًا عن حوالي 10 % من انبعاثات الكربون البشرية و 20 % من النفايات السائلة. في المتوسط، يشتري الناس أكثر من 50 قطعة ملابس جديدة سنويًا، في حين يتم ارتداء ما يقرب من 50 % من هذه العناصر ثلاث مرات فقط أو أقل.

نرشح لك: مواقع التواصل الاجتماعي تتكاتف معًا لدعم حملة لقاح فيروس كورونا

من جانبها، أطلقت صحيفة الجارديان مؤخرًا على منصات الأزياء المستأجرة اسم “قصة الصناعة الناجحة لعام 2020″، وكان رواد الأعمال يضعون الأساس لهذا الاتجاه على مدار نصف العقد الماضي. وفي عام 2016، أسست شيكا بوداني، التي تعيش بين دبي ولندن، شركة Front Row، وهي خدمة فاخرة للتأجير في المملكة المتحدة، لإضفاء الطابع الديمقراطي على أزياء المصممين. وهي تعتقد أن الوباء ساعد في زيادة الطلب على تلك الأزياء بأسعار معقولة، مما ساعد على انتشار الفكرة.

كما أدى الوباء إلى مزيد من الاستقطاب في وجهات النظر حول المادية والإفراط في الاستهلاك والمكانة الاجتماعية، حيث جذب نموذج الإيجار جيلًا يتمتع بعقلية أكثر نضجًا، ومشروعًا له فوائد لكل من المستهلكين والعلامات التجارية.

الوصمة الاجتماعية

شركات التأجير الناشئة حاليًا بعيدة كل البعد عن متاجر التوفير القديمة، بالإضافة إلى تركيزها على الرفاهية. وتشمل فساتين وأزياء جاهزة للارتداء من العلامات التجارية الكبرى مثل Gucci، وValentino، وZuhair Murad، بما في ذلك العباءات وحقائب اليد، التي مصدرها عواصم الموضة في العالم.

الموضة العالمية

في الماضي، كانت إيجارات الأزياء فكرة طبقية. ففي البداية، رفض العملاء استئجار ثوب إذا تم ارتداؤه أو تأجيره مسبقًا، ويرجع ذلك أساسًا إلى فكرة الطبقية والوصمة الاجتماعية. لكن شهد المسار الآن تغيرًا في المواقف، فقد أزال تأجير الأزياء المحبوبة وارتدائها بعضًا من “فكرة الخجل”، لا سيما عند موازنتها بالمزايا الصديقة للبيئة.

في التسعينيات، كان التسوق القديم يعتبر “رائعًا”، وكان استعارة الملابس من الأصدقاء أمرًا شائعًا. وبينما نشهد طفرة في مفاهيم تأجير الأزياء في المدن العالمية في جميع أنحاء العالم، فإنها لا تزال سوقًا “غير مستغلة” نسبيًا في كثير من البلدان.

الموضة الرقمية

تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي هي السبب الرئيسي للأزياء السريعة، لذا كان من المتوقع منهم إنشاء وتقديم محتوى يعرض أحدث القطع والاتجاهات، لذلك شاهدنا الارتفاع لظاهرة “الارتداء لمرة واحدة” على إنستجرام والحاجة المستمرة للحداثة التي تجلبها، مما جعل المدونين عن الموضة متمكنون بشكل أساسي من التأثير على متابعيهم للاستهلاك بشكل أكثر مسؤولية. وعلى الرغم من أن تأجير الأزياء يعزز التنوع، إلا أنه لا يزال بالإمكان تغذية المطالب المادية التي تحركها الأنا، مما يوفر طريقة للنساء لمشاركة صورهن باستمرار مع توفير المال.

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، هناك الكثير من الضغط على المرأة لتظهر في أحدث الملابس ذات الصيحات العالمية، ولا تكرر ارتداء نفس الملابس، لذلك تحاول العلامات التجارية منحهم ميزة “تأجير الأزياء”، مع ماركة الموضة التي يختارونها.

قد يشبع هذا فقط شهية هذا الجيل من عشاق “الموضة الرقمية”، الذين يلتهمون قدرًا كبيرًا من مقاطع فيديو أزياء تيك توك، ومنشورات أزياء إنستجرام يوميًا، وقد انغمسوا في أعماق دورة الاستهلاك المستمر.