سبب رغبة الأغنياء في التباهي بالثروة عبر السوشيال ميديا.. وما تداعيات ذلك؟

أسماء مندور

على الرغم من أن الغرض وراء نشر صور المقتنيات باهظة الثمن، أو إجازة في مكان فاخر هو التباهي بالحظ السعيد. إلا أن هذا ليس هو الحال دائمًا، فاستعراض الثروة على السوشيال ميديا قد يكون خطوة محفوفة بالمخاطر.

وعن ذلك، أوضح موقع cnet أن هناك الكثير من الأمور التي يمكن كشفها حول سبب رغبة الناس في التباهي بالثروة والمقتنيات عبر السوشيال ميديا، وكيف يمكن أن تظهر للآخرين، وما التداعيات التي قد تترتب على ذلك. خاصةً إذا لم تكن ملكك فعلًا، وأن الأمر ليس إلا مجرد محاولة لرسم صورة تختلف تمامًا عما هو عليه الحال في الواقع.

نرشح لك: دلالة صور مواقع التواصل الاجتماعي، ولماذا تبحث عنها العلامات التجارية؟


تناقض المفاهيم

 

قبل مواقع التواصل الاجتماعي، كان الجمهور العادي ينظر إلى الأثرياء، بمهابة ودهشة مبالغ فيها، أما بعد استخدام تلك المواقع، فلم يعد الأمر كما كان في السابق، بل زالت تلك الرهبة والمهابة تجاههم وأصبحوا عاديين بالنسبة لعامة الناس، نظرا لكونهم أمام الجمهور على مدار اليوم بكافة تفاصيل حياتهم.

 

إذن لماذا يستخدم بعض الناس مواقع التواصل الاجتماعي للتباهي بالثراء؟

في بعض الأحيان يتعلق الأمر بالحصول على بعض “الوعي الذاتي” وتعريف من أمامك مع من يتحدث. في غضون ذلك، اتضح أن قياس كيفية تفاعل الناس مع ما تنشره أمر صعب، حيث وجدت دراسة، نُشرت عام 2018، أنه على الرغم من أن ما يقرب من 66٪ من المشاركين يعتقدون أن الإشارة إلى الثروة أو المكانة ستجعلهم أكثر جاذبية للأصدقاء والمتابعين، إلا أن العكس كان صحيحًا في الواقع، حيث أظهر هؤلاء الأصدقاء “الافتراضيين” اهتمامًا اجتماعيًا أقل بامتلاك صديق سيارة فاخرة، مقابل امتلاك سيارة متواضعة.

قراءة الإشارات

فكرة أن الناس ينشرون على أمل تحسين مظهرهم ليست مفاجئة، حيث قالت إيريكا بايلي، عالمة الاجتماع: “على مواقع التواصل الاجتماعي، غالبًا ما يقدم الأشخاص نسخة مثالية عن أنفسهم، وفقًا لما يعتقدون أن المجتمع يريده، لكنهم بعد ذلك يعرضون أنفسهم للمشاكل، عندما لا تتوافق “النسخة المثالية” لأنفسهم، التي يرسمونها في جميع أنحاء إنستجرام مع ذواتهم الأصلية”.

تحدثت ماتز أيضًا عن كيف يمكن للصورة التي تعرضها على السوشيال ميديا أن تشير في الواقع إلى حالتك عن غير قصد؛ على سبيل المثال، يميل الأشخاص الأغنياء إلى حب الأشياء باهظة الثمن، لكن في المقابل يفضل الأشخاص “متواضعوا الحال”، عن قصد، الأشياء التي تكون بمثابة شارة على أنهم يتمتعون “بمكانة بارزة” في المجتمع.

في دراسة شارك في إعدادها بايلي، وساندرا ماتز أستاذ إدارة الأعمال في جامعة كولومبيا، جمع الباحثون بيانات من أكثر من 10 آلاف مستخدم على فيسبوك، ووجدوا أن أولئك الذين صنفوا ملفاتهم الشخصية على أنها تمثلهم بصورة واقعية، أفادوا أيضًا بمستويات أعلى من “الرضا عن النفس”.
في حين قالت بايلي: “أصبح من المهم حقًا أن يشير الناس إلى مكان وجودهم. يريدون الإشارة إلى أنه في الواقع، أنا أنتمي إلى هذه الطبقة، حتى لو لم يكونوا كذلك”.

كلها تمثيلية

إن أحد أسباب تلك الإجراءات يتعلق ببيانات المسح، التي تم جمعها في بداية عام 2019، والتي وجدت أن 25٪ من مستخدمي السوشيال ميديا شعروا أن التباهي بالثروة يكون “عبئًا نفسيًا”، أكثر من كونه دليلًا على النجاح والثراء.

بالنسبة لبعض الأفراد من هذا النوع، فإن القول المأثور القديم “أي دعاية هي دعاية جيدة” ليس صحيحًا بالضرورة، حيث تحذر الدراسات من أن منشورات السوشيال ميديا يمكن أن يكون لها آثار مضاعفة ضارة في المستقبل، وربما تهدم العلاقات أو الشراكات المستقبلية مع المستثمرين أو السياسيين أو أي شخص آخر.

إن الاستثناء الوحيد لقاعدة “عدم التباهي” هو عندما يتم توجيه الثروة نحو قضية خيرية، بسبب فكرة أن الثروة والأعمال الجيدة يمكن أن تحظى بقبول في نظر الجمهور، وقد تستحق الاهتمام، لكن حتى تلك الفكرة تصادمت، العام الماضي، مع أولويات الناس، سواء كان ذلك بسبب الوباء، أو الغضب من “الظلم الاجتماعي”.