4 أسباب أبهرت جيل الألفية الثالثة بإعلان شريهان

مارتينا فايز

طلة أبهرتنا، صوت هاديء أمتع أذاننا، وتجاعيد أدامية في وجه فراشة تتراقص بخفة.

طلت شريهان في صورة مبدعة جعلتنا نحن، جيل الألفية الثالثة، نتسائل ونبحث عن من تلك التي أمتعت عيوننا وأذاننا وجعلت قلوبنا تتراقص بخفة مع رقصها.

“ده أحنا القلب اللي طاير”

أولًا: من هي؟

تطايرت شريهان بخفة عبر السنين منذ عام 1968م في أول ظهور لها عندما كانت في الرابعة من عمرها حتى عامنا هذا وهي تبلغ 57 عام، طلة شريهان الهادئة الخفيفة جعلتنا نتسائل من تكون؟، ومن يعرفونها أيضًا تسائلوا لماذا وقع عليها الاختيار هذا العام؟، وكان هناك سؤال جماعي عن ما المغزى من الإعلان؟، فالجميع يتساءل والأغلبية عند الإجابة انبهروا، فإن كانت شريهان معروفة لدى الجيل الأكبر وأهالينا فقصتها وقصة حياتها ومرضها لم تكن معروفة عند غالبيتهم، مما جعل مواقع البحث تعاني من كثرة السؤال عنها، فجذبتنا شريهان هي ورقصها وإعلانها حتى جعلتنا نتيجة للبحث والتساؤل عنها..

شريهان، من مواليد القاهرة عام 1964م، عملت في المسرح والسينما والتلفاز، فقد برعت في المسرح في “سك على بناتك” و”علشان خاطر عيونك” أمام الفنان فؤاد المهندس، ومسرحية “شارع محمد علي” أمام فريد شوقي، وغير ذلك الكثير، كما عملت أيضًا في السينما بالعديد من الأدوار السينمائية أهمها أفلام “المرأة والقانون” و”فضيحة العمر” و”الطوق والأسورة” و”ميت فل” و”خلي بالك من عقلك” والعديد من الأفلام السينمائية، كما كانت النجمة الأولى في الفوازير ونجمة الشباب الأولى التي ملكت قلوبهم، فكانت تتراقص بنفس خفة إعلانها الأخير كما كانت تتراقص في فوازيرها، تطايرت وسبحت شريهان عبر السنين فلم تفقد خفتها ولا رشاقتها.

“متشعبط في الحياة”

ثانيًا: ألم وأمل اختلاف ترتيب الحروف ولكن

بدأ إعلان فودافون في رمضان لهذا العام بظهورين لشريهان في كادرٍ واحد، فبدأ المشهد بظهور هاديء لشريهان في لقطة بكلمات يائسة منهزمة، تلتها لقطة آخرى لشريهان ولكن بكلمات معاكسة تمامًا لكلمات اللقطة الأولى، وكأن شريهان صاحبة الألم تواجه شريهان صاحبة الأمل كي تنتهي تلك المواجهة برقصة ذات حركات خفيفة تحمل أملًا بين طياتها وأخفت أي آثار لألمٍ أو يأس.

فواجهت شريهان خلال حياتها عقبات أثرت بشكل أو بآخر عليها، ففي عام 1989م تعرضت شريهان لحادث بسيارتها أصاب عمودها الفقري مما جعلها تخوض ما يقرب من 30 عملية جراحية، كما تعرضت بعد هذه الأزمة لأزمة أخرى حيث أُصيبت بسرطان الغدد اللعابية الذي يعد من أكثر الأورام السرطانية ندرة على مستوى العالم، مما جعلها تختفي عن الأنظار لفترة طويلة، ولكن شريهان صمدت أمام كل هذا حتى طلت علينا في هذا العام بتلك الطلة المميزة.

لمست تلك القصة التي عُرِفَت بشكل أوضح بعد هذا الإعلان قلوب الكثير، فالعالم بأكمله يعاني الآن من أزمات وأمراض أدت إلى إنطفاء وإحباط الكثير والكثير، فرسالة الأمل تلك التي أرسلتها لنا شريهان بطلَّتها وتمايلها وتراقصها وخصلات شعرها المتطايرة أكدت لنا أن الألم والأمل برغم إختلاف ترتيب الحروف، ولكن قرار الحياة دائمًا يكمن من الداخل.

“زي الريشه في هوا”

ثالثًا: خفة وحلاوة الروح تربح دائمًا.

احتفظت شريهان بخفة روح “سوسو” في مسرحية “سك على بناتك”، تلك المسرحية الأكثر عرضًا في منزلنا، شاهدتها مرة في منزل أحد أقربائي ومنذ ذلك اليوم ولم أُغير أي قناة وجدتها تُعرَض عليها.

مهما كَبُر العمر، ومهما ظهر على الوجه من تجاعيد، لن تنطفيء الروح أبدًا ما دام يُريد المرء من داخله التوهج، وهذا ما أبدعت شريهان في إثباته لنا، فبدت وكأنها في الـ 20 من عمرها، فإن مر على المرء ما يُطفيء الوجه فخفة وحلاوة الروح تربح دائمًا.

“راجعين أقوى وطايرين”

رابعًا: تلاعبت المزيكا وتنوعت الملابس وتمايل فريق البانتومايم، وأبدعت شريهان

استخدام فن “البانتومايم” كان بالشيء المبهر والممتع لي، وذلك لأنه من أنواع المسرح الأقرب لقلبي، فخفة حركات “البانتومايم” مع تلاعب المزيكا مع طلات شريهان وفريق الإستعراض بفساتينهم وملابسهم، استطاعوا رسم أكثر من لوحة وكل منها يحمل بداخلها بهجة وأمل وشغف وحياة.

فكانت شريهان من خلال هذا الإعلان رسالة أمل، طلت بعد غياب ولكن طلتها كانت خفيفة وهادئة ومبهجة عوضت جيلها عن غيابها طيلة هذه السنوات، وعوضت جيلنا عن جهل معرفتنا لها، فتعتبر عودة ظهورها هي ترميم لشُهرتها التي لم ولن تُهدَم.

 

نرشح لك: 10 ملاحظات على مشهد صناعة الإعلان في السوق المصري