حقائق وشهادات ووثائق نادرة.. أبرز ما جاء في وثائقي "طابا"

أسماء شكري

انتهى قبل قليل عرض الفيلم الوثائقي “طابا” عبر قناة dmc، والذي تناول أسرار ووثائق وخرائط وشهادات خاصة بقضية استعادة مدينة طابا، والتي استردتها مصر في 19 مارس سنة 1989، وهي الوثائق التي عُرضت لأول مرة.

الفيلم من إنتاج وحدة الأفلام الوثائقية بقناة dmc تحت إشراف أحمد الدريني مدير الوحدة وشريف سعيد المدير التنفيذي للوحدة، وألقى الفيلم الضوء على كواليس التحكيم في قضية طابا والمفاوضات التي جرت وقتها بين الوفدين المصري والإسرائيلي أمام المحكمة الدولية، واستمرت تلك المفاوضات عشر سنوات منذ عام 1979 وحتى تحرير طابا في عام 1989.

نرشح لك: اغتيالات وألغاز.. أبرز تصريحات محمد سيد بشير عن مسلسل “الشفرة السرية”


استضاف الفيلم مجموعة من أعضاء هيئة الدفاع المصرية عن طابا وهي شخصيات نادرا ما تتحدث في الإعلام، من بينهم جورج أبي صعب أستاذ القانون الدولي، و د. نبيل العربي مقرر اللجنة القومية لاستعادة طابا وممثل الحكومة المصرية في المفاوضات ووزير خارجيتها ورئيس جامعة الدول العربية الأسبق، وكذلك د. مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي، واللواء بحري محسن حمدي رئيس اللجنة العسكرية التي أشرفت على الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد معاهدة السلام، وأحد المفاوضين الأمريكيين وهو د.أبراهام صفير المستشار القانوني للخارجية الأمريكية في ذلك الوقت.

قال نبيل العربي إن كل ما كان يفكر فيه الوفد المصري وقتها هو كيفية الفوز بالقضية، مضيفا أنهم استندوا في بداية المفاوضات على اتفاقية تحديد الحدود المصرية عام 1906: “اللى مكنش وقتها فيه اسرائيل اصلا”.

أشار جورج أبي صعب إلى أنه كان فخورا جدا بمشاركته في هذه القضية كونه يعمل في الخارج ولكن شعوره دوما كان مرتبطا بمصر، قائلا: “ساهمت بقدر قليل في قضية وطنية هامة زي دي”، وأضاف: “نظريتنا وأنا أصريت عليها، كانت أن الحدود قد تجسدت فى العلامات الحدودية الموجودة”، موضحا أنه عندما عرضت إسرائيل حل التوفيق بدلا من التحكيم رفضه تماما، لأنه يعني تقديم تنازلات من الطرفين وبالتالي من مصر وهذا أمر خطير.

من جانبه، قال مفيد شهاب إن حدود مصر موضوعة منذ عام 1906 في اتفاقية تمت خلال الخلافة العثمانية، مشيرا إلى أنه أعطى أمثلة كثيرة أثناء المفاوضات على أن مصر دوما هي التي كانت تمارس سيادتها: “وإذا كانت في بعض الأوقات حُرمت من هذا الحق.. فقد كان بسبب الاحتلالات المتكررة لأراضيها”.

تابع شهاب أن إسرائيل زعمت بعد وفاة السادات أنها أتمت الانسحاب، ورفضت فكرة اللجوء للتحكيم بشكل قاطع، وأوضحوا أنهم موافقون على التوفيق وهو الذي ليس في مصلحة مصر، قائلا: “عرضنا نعمل هيئة تحكيم بمحكمين من الطرفين ومعاهم ناس محايدين كأنها محكمة والقرار اللى تصدره يكون ملزم، رفضوا الاقتراح كتير لحد ما قبلوه في الاخر”.

بدوره، لفت محسن حمدي إلى أن إسرائيل تمادت في المماطلة لمصر، قائلا إنه ظل 4 سنوات رئيس لجنة التفاوض: “وبنحاول معاهم ومفيش فايدة”، بينما قال أبراهام صفير إن أعضاء الوفد المصري في قضية طابا كانوا مفاوضين أشداء: “وكان من من بينهم واحد من أصعب المفاوضين الذين تعاملت معهم وهو نبيل العربي”، وكشف عن أنه قابل شيمون بيريز أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي وقتها، والذي قال له: “كان أصعب على إسرائيل  أن تتنازل عن طابا من أن تخسرها بالتحكيم”، مضيفا أنه شعر بالأسف لأن إسرائيل لم توافق على طلب مصر بالانسحاب من طابا في البداية.

تضمن الفيلم لقطات نادرة من المفاوضات، وعرضا حيا لجلسة النطق بالحكم والتي أذيعت لأول مرة، والتي شهدت فوز مصر في قضية طابا بالطرق الدبلوماسية، كما عرض الفيلم بعض مشاهد للمفاوضات وجلسات التحكيم والتي أذيعت أيضا للمرة الأولى، كما تضمن تصريحا للرئيس الأسبق الراحل حسني مبارك عندما سألته مراسلة أجنبية: هل ستقدم مصر تنازلات لدفع عملية التفاوض؟ فرد عليها: “أقدم تنازلات ليه؟! طابا مصرية”.