أثارت الجدل دائمًا.. مواقف في حياة نوال السعداوي

دنيا شمعة

توفت منذ قليل الكاتبة المصرية والناشطة الحقوقية نوال السعداوي عن عمر يناهز الـ90 عاما.

اشتهرت “السعداوي” على مدار أكثر من نصف قرن بمدافعتها عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة تحديدًا، كما كان لها عدد من المؤلفات المختلفة كـ “مذكرات طبيبة” و”مذكرات في سجن النساء” و”المرأة والجنس” و”سقوط الإمام” و”امرأة عند نقطة الصفر”، وغيرها من الأعمال التي ناقشت خلالها عدد من القضايا المهمة كالسياسة والدين والأخلاق.

نرشح لك: وفاة الكاتبة نوال السعداوي

كما أسست الراحلة جمعية تضامن المرأة العربية عام 1982، وساعدت في تأسيس المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، وأسست جمعية التربية الصحية وجمعية للكاتبات المصريات، وفي عام 2005 فازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا، وفي عام 2012 فازت بجائزة شون ماكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا، وشغلت العديد من المناصب منها منصب المدير العام لإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة في القاهرة، والأمين العام لنقابة الأطباء بالقاهرة، وعملت فترة كرئيس تحرير مجلة الصحة بالقاهرة، ومحررة في مجلة الجمعية الطبية.

كانت مسيرة نوال السعداوي بين عناوين الأخبار طوال حياتها بعنوان “إثارة الجدل”، فتعرضت للهجوم ولعدد كبير من الانتقادات إثر تصريحاتها حول عدد من القضايا، حتى أن تلك الانتقادات وصلت لبلاغات إلى النائب العام تتهمها بازدراء الأديان، كما خصصت أشهر البرامج حلقات كاملة لمناقشتها أفكارها ولعمل مناظرات بينها وبين رجال دين وعلماء اجتماع، تصدرت من خلالها عناوين الأخبار حتى أن بعضها منع من العرض لفترات طويلة.

فيما يلي نستعرض أبرز مواقف الراحلة نوال السعداوي والتي أثارت جدلا كبيرا في الرأي العام:

1- “لا يوجد موت”

من أكثر التصريحات التي أثارت الرأي العام لدكتورة نوال السعداوي هو تصريحها “لا يوجد موت”، حيث قالت في إحدى الندوات: “اكتشفوا الوحدة بطريقة جديدة، الوحدة جميلة زي الموت.. إحنا بنعيش بنخاف من الموت.. لا يوجد موت، يعني طول ما أنا عايشة عايشة لما أجي أموت مش هبقى حاسة بحاجة.. نحن نخاف من شيء سيحدث لنا ولن نشعر به وهو الموت.. الإنسان يولد وحيدا ويموت وحيدا ودي فلسفتي”.

 

2- “أنا بنت الله”

أوضحت السعداوي خلال لقائها مع برنامج “بدون رقابة” مع وفاء الكيلاني شرح لتصريحها الأكثر جدلا “أنا بنت الله”، معلقة: “أنا بجتهد بتفكيري الحر درست لـ10 سنوات الـ3 أديان السماوية، فيها تشابهات كبيرة واختلافات بسيطة.. لما بقول بنت الله طب ما هو فيه المسيحيين بيقولوا المسيح ابن الله ولما أقول بنت الله هيزعلوا والمسلمين كمان هيزعلوا.. أنا حرة”.

3- منع الحجاب

أثارت عدد من التصريحات لنوال السعداوي ضد حجاب المرأة المسلمة ونقابها جدلا واسعا، كتصريحاتها في برنامج “بيت القصيدة” عام 2014 بأن الحجاب هو رمز سياسي لعبودية المرأة واختزال للمرأة بأنها جسد بلا عقل وأنه لا علاقة له بالأديان الثلاثة وإنما وُرِث من النظام العبودي الطبقي، وتصريحات أخرى في برامج وندوات عديدة منها التي طالبت بها الحكومات بإلغاء الحجاب.

4- حديثها عن الشيخ محمد متولي الشعراوي

أثارت تصريحات منسوبة لها حول أنها أعلم من الشيخ محمد متولي الشعراوي بأمور الدين جدلا كبيرا، لكنها أوضحت في لقائها مع برنامج “بدون رقابة” مع وفاء الكيلاني أن هذه التصريحات غير صحيحة، معلقةً: “هذا ليس أسلوبي، لكن الذي يدرس الدين دراسة مستفيضة قد يكون أعلم من شيخ الأزهر والشيخ الشعراوي.. من يدرس الدين لسنوات عديدة قد يكون أعلم من الذي يلقب بالشيخ”.

5- المثلية الجنسية

صرحت نوال السعداوي في إحدى الندوات بعد سؤالها عن رأيها في المثلية الجنسية بعيدا عن الدين: “الجنس عادة وتعوّد، والمثلية لها أسبابها، وجزء منها وراثي بجانب التربية والخوف، والأمر يتطلب تحليله وإرجاعه لأسبابه الاجتماعية والبيولوجية، وليس وضعهم في السجون، لأنّ هذا ليس الحل، ولازم يكون فيه حرية، فالمجتمع والدين لا دخل لهما بالجنس”.

6- زيجاتها الثلاث وطلاقها

كان للسعداوي عدد من التصريحات عن تجاربها في زيجاتها الثلاثة، أبرزها أنها طلقت أزواجها لأنها لا تقبل التحكم في عقلها من قبل أشخاص أغبياء، وأيضًا تصريحاتها عن زوجها الثالث شريف حتاتة بعد خيانته لها، معلقةً: “كان على علاقة بامرأة أخرى، إنه تعقيد الشخصية ذات الطابع الأبوي.. ألّف كتبا عن المساواة بين الجنسين، ثم خان زوجته.. أنا متأكدة أنّ 95% من الرجال الشرقيين بنفس العقلية”.

7- حوارها الممنوع من العرض مع الشيخ يوسف البدري

أثار حوار “السعداوي” مع الشيخ يوسف البدري في برنامج “الاتجاه المعاكس” مع فيصل القاسم، جدلا واسعا حتى أن الحوار كان قد منع من العرض لفترة طويلة، نظرا لتصريحاتها الجريئة حول المساواة بين الرجل والمرأة وحقوق المرأة وتمكينها سياسيا واجتماعيا، واضطهادها عربيا ومنادتها بمنع تعدد الزوجات وتجريمه كما فعلت تونس.

8- مناظرتها مع الدكتور محمد عمارة وتصريحاتها عن الحج

أثارت منظرتها مع الدكتور محمد عمارة في برنامج “القضية لم تحسم بعد” مع منى الشاذلي جدلا كبيرا، خصوصًا بعد اتهام “عمارة” لها أثناء المناظرة بأنها تكتب للغرب وتسوق لأفكار الغرب واتهامها بالوثنية، كما أوضحت “السعداوي” خلال المناظرة حقيقة تصريحاتها حول فريضة الحج معلقةً: “أنا لما اتكلمت عن الحجاب قصدت إن مراسم الحج سابقة للإسلام وإن الكعبة تم بنائها قبل الإسلام بسنوات وأعيد بنائها مرة أخرى، وفي الهند بيحجوا، يعني الحج مش موقوف على الإسلام فنفوق بين تقدير سيدنا محمد بعقله وحكمته للحجر الأسود لأغراض سياسية”.

9- تجريم ختان الإناث

كانت الدكتور نوال السعداوي هي أحد أهم الأسباب في فتح موضوع تجريم ختان الإناث للرأي العام، بداية من فصلها من عملها عام 1972 بعد نشر كتابها “المرأة والجنس” الذي ناهضت خلاله جميع أنواع العنف الذي تتعرض له المرأة كالختان والطقوس والعادات التى تقام فى المجتمع الريفى للتأكد من عذرية الفتاة، كما تحدثت لسنوات عديدة في كل وسائل الإعلام عن قصة ختانها، وأدلت بالعديد من التصريحات الجريئة بعد حادثة موت طفلة عمرها 12 عاما أثناء عملية الختان، وطالبت الأطباء ورجال الدين ورجال القانون بتجريم الختان وتحريمه نظرا لخطورته صحيا وعدم وجود نص ديني صريح لتحليله، وبالفعل كان لجهودها دور كبير في تجريم الختان في الوقت الحالي.

10- تجديد الخطاب الديني

أثار لقاء “السعداوي” مع برنامج “بلا قيود” في شهر يوليو عام 2018 جدلا واسعا، حيث طالبت خلال اللقاء بتجديد الخطاب الديني في كل الأديان السماوية، واتهمت خلال الحوار مؤسسة الأزهر بأنه قوة رجعية خطيرة، لكونه يعسف قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي المناصرة للمرأة وحقوقها، معلقةً: “السيسي لما قال للأزهر عاوزين نمنع الطلاق الشفوي كان لازم البرلمان يبدأ ينفذ على طول لكن الأزهر لم يستجيب، وتجديد الخطاب الديني لا يقتصر على الإسلام فقط بل لكل الأديان السماوية لمواكبة العصر والذي يجدد الخطاب ليس الحكام والقادة ولا الأزهر بل الناس والمفكرين”، ليتخذ البعض حديثها بأنه مهاجمة للدين الإسلامي وليس مناداة لتجديد الخطاب الديني.