كيفية الكشف عن "التزييف العميق" بدون مشاهدة الفيديو

محمد إسماعيل الحلواني

تعتمد تقنية التزييف العميق في مقاطع الفيديو على لصق وجه شخص ما بجسد شخص آخر، مما يجعل الشخص الأول يبدو كما لو كان يقول أو يفعل شيئًا لم يفعله في الواقع -حتى لو كان شيئًا غير ضار- مثل تحدث توم كروز أمام الكاميرا وضرب كرة الجولف.

وثقت مجلة “لايف هاكر” بصعوبة اكتشاف الفيديو بمجرد مشاهدته، ولكن الخبر السار هو أنك لست مضطرًا لمشاهدة الفيديو لتعلم أنك قد صادفت تزييفًا عميقًا. كانت المقاطع التي ظهر فيها توم كروز مقنعة لأنها لصقت وجه كروز بشكل احترافي، ولكن هناك إجراءات يمكن اتباعها لكشف هذا التزييف.

نرشح لك:أثار الجدل بفيديوهات توم كروز.. تعرف على صاحب فيديوهات “التزييف العميق”

تؤكد مجلة “لايف هاكر” أن الأكثر أهمية هو سياق الفيديو ومن أين جاء، وليس تفاصيل كيفية تحرك وحدات البكسل.

وفي سلسلة تغريدات لمايك كولفيلد، الخبير في محو الأمية الرقمية، حول هذا الأمر مؤخرًا، أوضح كوفيلد أن المشكلة الأكبر هي أننا اعتدنا التعامل مع “التزييف الضحل” واكتفينا بمتابعة تتابع الصور والبكسل، أما التزييف العميق فقد سد ثغرات البيكسل وأصبح له تكتيكات عالية الجودة.

ويشرح كوفيلد طريقة اكتشاف التزييف العميق في أربع خطوات:

1 – توقّف.

2 – تحقق من المصدر.

3 – اعثر على تغطية أفضل.

4 –  تتبع الادعاءات ووسائل الإعلام للتعرف على السياق الأصلي.

يمكن تطبيق الخطوة الأولى بمجرد أن تلاحظ أنك بدأت تقلق أو تتساءل، أو عندما تدرك أنك تقضي وقتًا طويلا في فحص الصورة بحثًا عن علامات خداع جديرة بالملاحظة.

أما باقي الخطوات، فهي أسئلة منطقية يجب أن يكون لها إجابات واضحة. وأشار كولفيلد إلى مثال من العام الماضي لمراسلة مزيفة تتمتع بحضور مقنع على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال الخبير إنه فحص الكثير من التفاصيل. ومع ذلك، ما هي العلامة الواضحة على التزوير؟ قالت المراسلة إنها تكتب مقالات وتقارير لشبكة بلومبيرج، ولكن لم تظهر أي مقالات لها على موقع بلومبيرج الإلكتروني.

الركائز الخمسة

هناك قائمة إجراءات أخرى للتحقق من مقطع فيديو أو صورة تسمى الركائز الخمس للتحقق من المرئيات، من منظمة مكافحة المعلومات المضللة First Draft.

على حد تعبيرهم، سواء كنت تشاهد مقطع فيديو أو صورة تم التلاعب بها أو حساب ساخر، فإن عمليات التحقق الأساسية التي يتعين عليك إجراؤها عليها هي نفس الشيء:

أولا: الأصل، هل تنظر إلى الحساب الأصلي أو المقالة أو قطعة مجتزئة من المحتوى؟

ثانيًا: المصدر، من الذي أنشأ الحساب أو المقالة، أو اقتبس المحتوى الأصلي؟

ثالثًا: التاريخ، متى تم إنشاء الفيديو؟

رابعًا: الموقع، أين تم إنشاء الحساب، أو موقع الويب الذي تم نشره عليه؟

خامسًا: الدافع، لماذا تم إنشاء الحساب أو إنشاء موقع الويب أو التقاط جزء من المحتوى؟

ليست هناك حاجة لتكبير الفيديو أو الصورة نفسها؛ بدلاً من ذلك، يمكنك التصغير للحكم على سياق الفيديو في العالم الحقيقي. لن يمنحك ذلك فقط أدلة حول ما إذا كان حقيقيًا، ولكنه يساعدك على التفكير في سبب وجود الفيديو المزيف ومن الذي سيستفيد من مشاركته.